مقابلات صحفية
توكل كرمان في مقابلة مع القناة النرويجية الثانية: على النرويج وقف جميع المبيعات العسكرية للمتصارعين في اليمن
حثت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان وفي مقابلة مع القناة النرويجية الثانية، السياسيين النرويجيين على تعليق جميع صادرات المعدات العسكرية
الى دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن.ويعيش اليمن في ظل حرب للعام الثالث، ووصفت الأمم المتحدة ما يحدث في البلاد أنها واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. ووفقا لليونيسف، فان ما لا يقل عن 50 الف طفل قتلوا او اصيبوا في الحرب.
بيد ان توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل لم تتخل عن الامل في إحلال السلام في بلدها الأصلية اليمن.
تقول توكل كرمان لـ"القناة الثانية": "أنا أحارب من أجل السلام كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة".
توكل كرمان ناشطة وصحفية وحامية لحقوق الإنسان. في اليمن تسمى "أم الثورة" لدورها خلال الربيع العربي. في عام 2011 منحت جائزة نوبل للسلام تقديرا لدورها في "العمل من أجل السلام اللاعنفي والنضال من أجل حقوق المرأة."
وتعتقد كرمان ان النرويج يجب ان تشارك اكثر في عملية السلام في اليمن.
تقول كرمان "النرويج بلد مهم، وكدولة سلام تملك سمعة محترمة في العالم يمكنها أن تفعل الكثير. وأحث النرويج على ممارسة الضغط على الأطراف المتحاربة؛ المملكة العربية السعودية والإمارات. وأيضا تضغط على إيران حتى تتوقف عن دعم ميليشيا الحوثيين.
منذ مارس 2015، ساعد ائتلاف بقيادة السعودية والإمارات العربية المتحدة حكومة اليمن في الحرب ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في البلاد. وخلال الحرب، جرى توثيق عدد من انتهاكات القانون الإنساني الدولي، فضلا عن القلق بشأن جرائم الحرب التي ترتكبها جميع أطراف النزاع.
ووفقا للأمم المتحدة، قتل ما لا يقل عن 5 آلاف و558 مدنيا وجرح 9 آلاف و65 شخصا في الفترة من آذار/مارس 2015 إلى 14 ديسمبر 2017 . وتتحمل الهجمات الجوية التي تقودها السعودية مسؤولية معظم الخسائر في صفوف المدنيين.
وعلى الرغم من ذلك، زادت الصادرات العسكرية للدول الغربية إلى دول التحالف بشكل كبير. وينطبق ذلك بوجه خاص على الصادرات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وتقول كرمان "ان هذه الدول تتحمل مسؤولية كبيرة عن استمرار الحرب والجوع والازمة في وطني. إنهم مسؤولون عن قتل المدنيين كل يوم.
ووفقا لصحيفة ذي إنديبندنت البريطانية، ارتفعت الصادرات العسكرية من المملكة المتحدة إلى المملكة العربية السعودية بنسبة 500 في المئة منذ بدء الحرب.
كرمان لا تتهاون في تصريحاتها تجاه الدول التي تزود الأطراف بالأسلحة.
تقول توكل كرمان إنهم يشاركون في قتل المدنيين اليمنيين، وفي جميع الجرائم والمذابح في وطني.
الصلاة إلى النرويج
ولا تبيع النرويج الأسلحة والذخائر إلى المملكة العربية السعودية، كما توقفت عن تصديرها إلى الإمارات في ديسمبر الماضي . غير أنه لا يزال يسمح ببيع ما يسمى بـ"المعدات باء"-أي المعدات غير القاتلة- مثل معدات الاتصالات، لكلا البلدين.
ولكن كرمان تعتقد أيضا أن هذه المعدات تعتبر مهمة في الحرب.
تقول الحائزة على نوبل للسلام "ليست فقط الاسلحة التي تقتل المدنيين في وطني، بل ايضا المعدات التي تساعد على تسهيل تفجيرها. أطلب من النرويج بذل المزيد من الجهد لوقف كل الدعم للمملكة العربية السعودية والإمارات. هذه المعدات هي التي تسمح للحرب أن تستمر ".
وفي رده على رسالة للقناة الثانية (TV2) بالبريد الالكتروني قال وزير الدولة للشؤون الخارجية النرويجي، أودون هالفورسن، إن "الصادرات النرويجية سواء كانت أسلحة أو معدات عسكرية أخرى تخضع لنظام الرقابة على الصادرات وبشكل صارم".
"كما ذكر في منصة الحكومة، لدى الحكومة إطار صارم وواضح ومستقر لمراقبة صادرات الأسلحة والذخائر التي يمكن ان تستخدم بشكل غير قانوني".
ويقول هالفورسن إن "وزارة الشؤون الخارجية تتابع الوضع في اليمن عن كثب وتجري إجراءات تقييمة مفصلة تجاه كل طلب للحصول على رخصة للتصدير، وخاصة تجاه مخاطر استخدام المواد الدفاعية النرويجية في انتهاك القانون الإنساني في اليمن".
ليست جيدة بما فيه الكفاية
ولكن الفائزة بجائزة نوبل للسلام توكل كرمان تعتقد أن هذا ليس جيداً بما فيه الكفاية.
تقول كرمان "سعيدة لأن النرويج توقفت عن بيع أسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويعد هذا فوزا كبيرا بالنسبة لنا، ولكن هذا لا يكفي".
واضافت كرمان "انني احث النرويج على بذل المزيد من الجهود لوقف كل دعم وبيع المواد الدفاعية الى السعودية والامارات. فاستمرار بيعها يسهم في تدمير اليمن، ويتسبب في استمرار هذه الحرب".
ويجب أن يصوت البرلمان على ما إذا كانت النرويج يجب أن توقف تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية والمنتجات متعددة الأغراض للبلدان التي تتدخل في اليمن. وعندما صوتت اللجنة الدائمة للشؤون الخارجية والدفاع لصالح هذا الاقتراح في يناير كانون الثاني، صوت عدد قليل فقط على المقترح، ومن المتوقع بالتالي إلغاء الاقتراح في المرة القادمة أيضاً.
وتشعر الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان بخيبة أمل تجاه ذلك.
تقول كرمان "هذا هو الوقت المناسب للتحدث ومساعدة اليمن على إنهاء هذه الحرب. نحن ننتظر التزام النرويج ودعمها".
لمشاهدة وقراءة المقابلة من موقع الثانية الثانية النرويجية اضغط (هنـــــــــــا)