مقابلات صحفية
حوار توكل كرمان مع البيان الاماراتية
أكدت الناشطة اليمنية البارزة توكل كرمان، أن الفصائل الإسلامية الصاعدة حديثاً لسدة الحكم في دول الربيع العربي، نجحت بصورة معينة في تونس واليمن وفشلت في مصر بقوة، مُتهمة جماعة الإخوان بالذهاب لحكم مصر قبل أن يتم التوافق على الدستور والاستفتاء عليه،
رافضة في السياق ذاته خيار الاستقواء بالأغلبية والصناديق الذي تلجأ إليه الجماعة.. في الوقت الذي أكدت أن فشل الإخوان في مصر قد يُنذر بفشل كل الفصائل الإسلامية في العالم العربي كله.
ونوهت الناشطة اليمنية الحائزة جائزة نوبل، في حوار موسّع مع «البيان»، بالمبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، مؤكدة أن الكثير من بنودها لم يتم الالتزام به، لافتة إلى أن انسحابها من مؤتمر الحوار الوطني لا يعني أنها ضده بقدر ما يعني أنها تريد إصلاحه وتقويمه من الخارج.
وانتقدت لـ«البيان» في الحوار الذي تناول محاور عربية وإقليمية على صلة بالربيع العربي، التدخل الإيراني الفج في اليمن، والذي يحدث بصورة غير مقبولة وتستفز مشاعر اليمنيين، عن طريق سفن الأسلحة التي تتدفق من إيران إلى بلد يعاني من فوضى امتلاك السلاح حد التخمة.
وفي ما يلي نص الحوار بين الناشطة اليمنية البارزة مع «البيان»..
* ما الذي حرك ثورات الربيع العربي؟
من الصعب الفصل بين التوق إلى الحياة الكريمة والحياة الحرة في ثورات الربيع، فالقاسم المشترك بينها، أن جماهير الثوار خرجت تهتف الشعب يريد إسقاط النظام، وهو النظام الذي كان يحول دون حقوقنا الأساسية في الحرية والحياة الكريمة.
* وكيف تقيمين تلك الثورات عقب الجدل الذي أحدثته أخيراً والتحديات التي تواجهها الأنظمة الجديدة؟
فخورة بالربيع العربي ولست قلقة عليه.. ثورات الربيع حققت شيئاً آخر عظيماً إضافة إلى إسقاطها رؤوس الأنظمة الفاسدة، وهو أنها أطلقت الفعل المجتمعي العاشق للحرية والمستعد للتضحية في سبيلها، وخلقت الثقة العظيمة لدى شعوب الربيع بأنفسهم وبقدرتهم على إحداث التغيير وصناعة المستقبل، وأن من يسقط النظام مرة قادر على أن يُسقطه مرات ومرات، وقادر على أن يحاسب مسؤوليه ويعزلهم متى أراد ومتى ما أساؤوا استغلال السلطة أو قصّروا في أداء مهامهم.
تحديات
* وماذا عن التحديات التي تواجهها أنظمة ما بعد ثورات الربيع؟
أكيد هناك تحديات كبرى سياسية واقتصادية واجتماعية، وخاصة أن مؤسسات الدولة الانتقالية ورثت تركة ضخمة من الفساد الإداري والمالي ومن الانهيار الاجتماعي والقيمي، وعملية بناء الدولة وبناء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ليس عملية يسيرة وسهلة.. الديمقراطية تحتاج إلى دستور وقوانين تكفلها وإلى مؤسسات رسمية عدة تنفذ تلك التشريعات وتمارسها في بناها الداخلية وفي قراراتها، وإلى تنظيمات سياسية شعبية تراقب وتقيم وتضغط وتحاسب، الديمقراطية تحتاج إلى تنافس دون صراع وإلى شراكة دون تبعية.
الأغلبية
* وكيف تُقيمن الخيار الذي لجأت إليه جماعة الإخوان من خلال الاستقواء بالأغلبية والصناديق؟
خيار الاستقواء بالأغلبية والصناديق في المراحل الانتقالية وفي المراحل التي تبنى بها أسس الدولة الجديدة بعد الثورات هو خيار «غير صحيح».. الثورات مراحل واستحقاقات لابد من الوفاء بها، وخاصة إن كانت ثورات سلمية، ويجب أن ننجزها مرحلة بعد أخرى.. المرحلة الأولى هي في إسقاط رأس النظام وهذا ما نجحت فيه جميع دول الربيع العربي، وإن شاء الله سنفرح قريباً بسقوط بشار الأسد في سوريا، أما المرحلة الثانية فهي الشراكة الواسعة في الثورة أفراداً وتنظيمات وجماعات لإسقاط شبكات المحسوبية والفساد المحيطة بالنظام.
وكذلك في حكم وإدارة المرحلة الانتقالية، وكان يجب أن تستمر هذه الشراكة من دون حسابات الأغلبية والأقلية حتى إنجاز الدستور الجديد المتوافق عليه بين جميع قوى البلد وتنظيماته وبناء قواعد الديمقراطية والعبور بالبلد من الشرعية الثورية أو الشعبية نحو الشرعية الدستورية.. بعد ذلك تأتي مرحلة التنافس على تداول السلطة بعد أن تكون قواعد الديمقراطية قد استقرت وعلمت مسؤوليات الحاكم وحقوق المعارض واستعد الجميع لمزاولة حقوقه وواجباته دون طغيان أو إخلال.
* وحتى في هذه الحالة هناك خوف من صعود الإسلاميين؟
صعود الإسلاميين ليس حتمياً في ما بعد ثورات الربيع، لكن علينا ألا ننكر أنهم كانوا الأكثر جاهزية من الناحية التنظيمية في أثناء الثورات، وعليهم أن يكونوا الآن الأكثر جاهزية للقبول والشراكة مع الآخر والتوافق معه لبناء الديمقراطية في أثناء المراحل الانتقالية، والتنافس الشريف لاحقاً عقب إرساء قواعد الديمقراطية وإنجاز مؤسساتها.
أداء الإسلاميين
* وكيف تقيمين أداء الإسلاميين في دول الربيع العربي؟ وهل تعتقدين أنهم قادرون على تجنيب هذه الدول مغبة الانفجار؟
أداء الإسلاميين في تونس كان ولا يزال رائعاً، لأنه قام على قاعدة التوافق الثوري في اتخاذ القرار أثناء الفترة الانتقالية وعلى الشراكة في اتخاذه بعد الانتخابات التي أعقبتها، الأمر ذاته بالنسبة لليبيا.. وفي اليمن الأمر أفضل بكثير، حيث إن الرئيس توافقي بين أهم القوى السياسية في البلد، الأمر ذاته بالنسبة للحكومة، كما أن أكبر الأحزاب الإسلامية يمتلك 4 مقاعد فقط في الحكومة.
* وماذا عن الإسلاميين في مصر؟
خطأ إخوان مصر تحديداً أنهم ذهبوا لحكم مصر قبل أن يتم التوافق على الدستور والاستفتاء عليه.. وكما قلت لك إن التنافس على حكم البلاد في المراحل الانتقالية يجب أن يتم بعد إنجاز الدستور الجديد الذي يجب أن ينجز بالتوافق، والذي يُحدد قواعد الديمقراطية وتداول السلطة وحقوق الجميع وواجباتهم بالتوافق، وبعد أن يتم الاستفتاء عليه خلال فترة تُدار فيها البلاد إدارة توافقية يذهب الجميع إلى التنافس على البرلمان والرئاسة.. ما أريد قوله إنه ليس من المناسب التنافس على برلمانات ورئاسة الدولة قبل إنجاز الدستور ولا يصح إنجاز الدستور في ظل رئاسة وحكومة غير توافقية، وما نراه الآن من اضطراب شديد في المشهد المصري سوف يستمر حتى يعود الإخوان إلى قاعدة التوافق لإعادة إنجاز الدستور التوافقي والاستفتاء عليه في ظل حكومة توافقية، لن يكون هناك أي معنى للاستقواء بالأغلبية البرلمانية ما لم يحدث ذلك!
دعم أميركي
* وما ردك على من يدّعي أن ثورات الربيع العربي حدثت بدعم من الولايات المتحدة؟
مثل هذا الطرح يضحكني.. أميركا لو كان لديها مبادرة لإسقاط الأنظمة كانت أولى الأنظمة التي ستسقطها إيران والسودان، وفي مناطق كثيرة في العالم ليست علاقة أميركا مع أنظمتها على ما يرام، وليس مع أنظمة جمعتهم بها مصالح كبيرة جداً لا يمكن أن يجدوها في أي نظام يخلفها.. الثورات حاجة شعبية مُلحة أرغمت المجتمع الدولي على الاستجابة لها.
الثورة السورية
* أفهم من هذا أنك غير راضية عن مستوى تعامل المجتمع الدولي مع بعض ثورات الربيع؟
بالطبع، وتحديداً في ثورة سوريا، سوريا جمع لها ما بين عسرين، خذلان إقليمي، وخذلان عالمي غير مسبوق وغير متوقع، وفي هذا رد على كل من يدعون أن الثورة السورية تمت بمؤامرة غربية، ولو كان الأمر كذلك فلماذا لم تقرر تلك الدول تسليح المعارضة حتى بعد أن أقرت بها كممثل شرعي للشعب السوري الذي يواجه نظاماً استبدادياً فاشلاً وفاسداً لديه من الإمكانات والاستعدادات ما يكفي لأن يدمر سوريا كلها ويجعلها أطلالاً قبل أن ينهار في مواجهة المكافحين من أجل التغيير؟ ورغم ذلك الخذلان إلا أننا على موعد قريب جداً مع انتصار الشعب السوري العظيم الذي ينتصر يوماً بعد يوم بحلمه وإرادته وشجاعته وصموده فقط وليس بإرادة أحد غيره.
المبادرة الخليجية
* هل تحققت المبادرة الخليجية فعلاً؟
للأسف لم يتم تطبيق بنود الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية كما هو مخطط لها، وكل ما تم إنجازه تم بإرادة الثورة وبانتفاضات متعددة ومتقطعة تتابع تنفيذ بنودها أينما توقفت.. على سبيل المثال لم يتم حتى الآن تطبيق أهم بنود المبادرة الخليجية، والذي كان يجب أن يقوم بها الرئيس هادي في الأيام الأولى لتوليه إدارة المرحلة الانتقالية وهو إنهاء انقسام الجيش والأمن.. الجيش لايزال منقسماً وكلا قسميه لا يخضع للسيطرة الكاملة لا من رئيس الدولة ولا من الحكومة الانتقالية، وهذا الانقسام يُهدد العملية الانتقالية برمتها، ويهدد حلمنا بإقامة الدولة المدنية الحديثة.
هناك أيضاً بنود أخرى في الآلية التنفيذية للمبادرة لم يتم تنفيذها مثل تشكيل لجنة تحقيق في جرائم العدوان على المسيرات في 2011م وهذه اللجنة تم النص على ضرورة تشكيلها أيضاً في قرار مجلس الأمن رقم 2051 ولم يتم تشكيلها حتى اليوم، إضافة إلى بنود أخرى لم يتم اتخاذ أي إجراء فيه.. هذه الأهداف والإجراءات والخطوات كان يجب أن يتم إنجازها كاستحقاقات قبل مؤتمر الحوار، لكنها تأخرت حتى الآن.. وفي اعتقادي أن عدم القيام بها من قبل الرئيس والحكومة الانتقالية يهدد بتقويض العملية الانتقالية، ولذلك يطالب شباب الثورة بسرعة تنفيذها بصورة عاجلة.
أذرع إيرانية
* وما تعليقكِ على الأذرع الإيرانية باليمن؟
هذا ما بات العالم كله مقتنعاً به، لم يعد الأمر سراً، السلاح والمال الإيراني يتدفق على اليمن لصالح جماعات وأفراد لكي يتسنى لها تقويض الاستقرار في الدول المجاورة، وهو ما يتطلّب تقويض الاستقرار في اليمن أولاً، نحن نراهن على حكمة أبناء شعبنا في تفويت الفرصة وأعتقد أنها سوف تخسر الرهان.
* تُشكل إيران قوة تؤرق الخليج.. ما الدور الذي تلعبه إيران في اليمن وما مصالحها؟ وهل تعتقدين أن هناك من القوى السياسية والفصائل اليمنية من يؤيد الطموحات الإيرانية؟
التدخل الإيراني في اليمن فج، ويحدث بصورة غير مقبول وتستفز مشاعر اليمنيين، هي لا تتدخل سياسياً بل عن طريق سفن الأسلحة التي تتدفق من إيران ومن تمويل إيراني إلى بلد يعاني من فوضى امتلاك السلاح حد التخمة، المشروع الإيراني في اليمن يسعى للسيطرة على اليمن أو أجزاء منه، ليتحقق لإيران غرض تقويض الاستقرار في دول الخليج وفي السعودية بشكل خاص.. ولسوء حظ اليمن أنها تدفع ثمن الخلافات بين دول الخليج وإيران، وأنا هنا أعتب على دول الخليج أنها لم تقم بما يلزم لمساندة اليمن في مواجهة المشروع الإيراني في اليمن.
الحوار الوطني
* انسحبتِ من الحوار الوطني اعتراضاً.. ما تقييمكِ لهذا الحوار ونتائجه وانعكاساته على المشهد اليمني؟
عدم مشاركتي في جلسات مؤتمر الحوار أعلنت عن أسبابها، هو ليس موقفاً سلبياً من الحوار وليس رفضاً للتحاور كأسلوب حضاري لحل الإشكالية، أنا منحازة للتوافق وأدعو إلى ضرورته والالتزام به كواجب واستحقاق ثوري، وأتمنى لمؤتمر الحوار النجاح في نتائجه، وسأعمل على إنجاحه من خارجه لتصحيح مساره ورعايته، والمساهمة في إنقاذه في حالة أي تعثر.
تجاوز
* لكنكِ كنتِ ضمن اللجنة التحضيرية للإعداد للمؤتمر كيف سمحتِ لهذا التجاوز بأن يحدث؟
من الناحية النظرية كان إعدادنا جيداً لمؤتمر الحوار الوطني، لكن للأسف لم يتم تنفيذ ما اتفقنا عليه ولاسيما في ما يخص معايير المشاركين في المؤتمر، أو اختيار ممثلي الشباب والمرأة والمجتمع والمدني، ولا في الضمانات اللازمة لنجاح الحوار.
الجنوب والحوثيون
* ما أفضل آلية للتعامل مع قضية الحراك الجنوبي المطالب بانفصال الجنوب عن الشمال؟
شباب الثورة تعهدوا منذ اليوم الأول للثورة بحل القضية الجنوبية بصورة عادلة ومرضية للإخوة في الجنوب، ووفق ما يتوافقون عليه من حلول، أما عن تصورنا لطبيعة النظام السياسي المناسب لليمن فشباب الثورة ينحازون إلى النظام الفيدرالي متعدد الأقاليم.. أنا أدعم الحل الفيدرالي في اليمن أيضاً، وأعتقد أن الانفصال سيؤدي إلى صراع في كل أرجاء البلد وإلى عدم استقرار واسع في المنطقة.
* وبرأيك أيضاً، ما أفضل السبل نحو التعامل وحسم قضية الحوثيين؟
تحولت جماعة الحوثي إلى جماعة سياسية تتخلى عن السلاح للدولة التي هي صاحبة الحق الحصري في امتلاكه واستخدامه، وذلك في إطار سياسة وطنية تفضي إلى تخلي جميع الجماعات عن السلاح للدولة، إضافة إلى إزالة آثار الحروب الست على صعدة بصورة مرضية تحقق العدل والإنصاف لأبناء صعدة وبقية المحافظات المجاورة المتضررة من آثار تلك الحروب، فضلاً عن كفالة عدم تكرار الحروب وتمتع المواطنين بكافة حقوقهم المدنية والسياسية.
* كيف يمكن إيقاف فلول النظام السابق ومراكز القوى القديمة ومنعهم من العودة مجدداً للسيطرة على المشهد؟
لن يعودوا.. هذا قدر الثورة، لكننا نتطلع للتعامل معهم ليس بناء على سياسة الاجتثاث، وإنما تعامل بقبولهم مع استثناء المتورطين في جرائم قتل المتظاهرين السلميين، وهذا ما قررته الثورة من أول يوم انطلقت فيه في منتصف يناير.
إقصاء
لت توكل كرمان: إن شباب الثورة في اليمن كشأن شباب الثورة في كل دول الربيع تعرضوا لذات الإقصاء واستحواذ القوى السياسية من أحزاب وحركات سياسية على المشهد العام واحتكارها للقرار، بسبب أن هذه القوى السياسية منظمة وهو أمر غير متوافر لدى الشباب، أما شباب الثورة فلديهم القدرة على المبادرة والفعل العفوي الثوري والتضحية الفردية، وهو أمر لم يتوافر للحركات والأحزاب السياسية، شباب الربيع وبتضحياتهم أسقطوا الأنظمة، أما أحزاب الربيع فبتنظيماتهم أداروا المراحل الانتقالية واحتكروا القرار فيها.
9 قضايا
أكدت توكل كرمان أن جميع قضايا الحوار تم التوافق عليها في اللجنة التحضيرية، للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار، والتي كانت عضوة فيها مع ممثلين لبقية المكونات والأطراف، لم تناقش بجدية، وهي عبارة عن تسعة مواضيع منها حل القضية الجنوبية وحل قضية صعدة وبقية القضايا ذات البعد الوطني، فضلاً عن أسس بناء الدولة والحكم الرشيد والحقوق والحريات وليس هناك خلاف على مواضيع الحوار.
توقع فشل مهمّة الإبراهيمي
وقالت كرمان إن المبعوث الدولي أريد له أن يُحاكي التجربة اليمنية في وقت كانت كل المعطيات مختلفة لعدة أسباب من أهمها غياب وجود قوى سياسية واجتماعية منظمة في سوريا كما هو حاصل في الحالة اليمنية، بينما الفعل الثوري السلمي في سوريا خلال نصف سنة من الثورة السورية اقتصر على القوى الشبابية العفوية ذات التنظيم الإلكتروني وشبكات التواصل للدعوة للمسيرات، وقيادتها مع غياب مطلق لمشاركة أي تنظيمات أو حركات سياسية في الداخل في الثورة .
تفاصيل
تحدثت توكل كرمان عن بعض من ملامح حياتها الشخصية، إذ أكدت على كون جائزة نوبل التي حصلت عليها اعترافًا عالميًا بأن الثورة في اليمن «سلمية»، وأن الشعب اليمني «حضاري» انتزع إعجاب العالم، أما عن الانتقادات التي تواجهها، فرأت أن للثورة خصوماً كثراً، أما إن كان النقد من شركاء الثورة فهي لا تضيق منه أبدًا، وخاصة أنها تؤمن بتعدد الآراء.
وردًا على سؤال لـ«البيان» حيال كيفية تأثرها بوالدها القانوني والسياسي البارز عبدالسلام كرمان، قالت إنها تعلمت منه الكثير، مثل عدم التعصب، وأن تقول ما تراه صوابًا مهما كانت التبعات، وتعلمت منه الثقافة القانونية، كما تعلمت منه المبادرة في الفعل، وأن النزاهة لا يعدلها شيء والشرف والكرامة أغلى من حياتنا.
وعن الصعوبات التي واجهتها في محيط اليمن نفسه، قالت: «هي صعوبات عديدة لكن أهمها كان عدم إتاحة امتلاك وسائل العمل السلمي، فالمسيرات ممنوعة والاعتصامات كذلك وحرية الإعلام متدنية»، واستطاعت التغلب عليها من خلال مزاولتها، برغم الحظر والمنع، وحرضت المواطنين على مزاولتها برغم القمع والعنف الذي كان اليمنيون يتعرضون له، إلا أنهم تمكنوا من انتزاع هذا الحق خلال سنوات كفاحهم السلمي المتوج بثورة الشباب.
وأشارت الناشطة اليمنية البارزة إلى تقييد العالم العربي للفتيات، نافية بأن تكون هي شخصياً عانت من ذلك. وقالت «أسرتي لا تعاني من تلك العقدة التي تعاني منها كثير من الفتيات في مجتمعاتنا المحافظة.. أسرتي تشجع فتياتها على الخوض في الشأن العام بثقة وشجاعة، الصعوبة التي كنت أواجهها ربما في بداية الطريق هو تباين مواقفنا من نظام علي عبدالله صالح. ففي حين ذهبت في وقت مبكر إلى معارضته معارضة حادة وبسقف مرتفع لم يكونوا يرضون عنه وكان كثير من أفراد عائلتي أقرب إلى تأييده من معارضته وانتقاده، كما كانوا يخافون علي كثيرًا من بطشه، وقد احتجت لسنوات عديدة لكي أقنعهم بسقف معارضتي، والحمد لله نجحت في إقناعهم أثناء الثورة الشبابية الشعبية السلمية».
https://www.albayan.ae/one-world/interviews-dialogues/2013-04-03-1.1854688
..............................."