مقابلات صحفية
حوار الناشطة الحائزة على جائزة نوبل توكل كرمان مع صحيفة لوتمبز الفرنسية
وجهت الحائزة على جائزة نوبل للسلام اتهاما ضد مليشيات الحوثي وراعيتها الإيرانية، كما استحضرت أخطاء التحالف.في عام 2011 وفي خضم "الربيع العربي" حصلت توكل كرمان الناشطة اليمنية على جائزة نوبل للسلام.
توكل كانت قد أشارت إلى وعود بتحرر بلدها، في حين أن اليمن يغرق حاليا في حروب داخلية مميتة، ومنذ ذلك الحين أخذت توكل موقفا من التدخل السعودي في اليمن، فقد كانت مؤخراً في سويسرا في إطار مهرجان الفلم والمنتدى الدولي لحقوق الإنسان.
انتقدت منظمات حقوق الإنسان بشدة الحرب التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن. وأنتِ حاصلة على جائزة نوبل للسلام، إلا أنكم ـ كما يبدو عليكم ـ أكثر تساهلا تجاه التفجيرات السعودية..
- أقدر ما تقوم به المنظمات كمنظمة العفو الدولية، لكن عند حصر عمليات التحالف الدولي (بقيادة المملكة العربية السعودية) التي يمكن أن تمس المدنيين، أدعو هذه المنظمة إلى النظر إلى العديد من الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الحوثية حليفة الرئيس المعزول (علي عبد الله صالح) المدعومين خارجيا من قبل إيران والتي تسعى إلى السيطرة على المنطقة. مليشيا الحوثي هي المسؤولة عن آلاف المعتقلين والمخفيين قسراً، كما أنها زرعت آلاف الألغام التي تزهق بشكل يومي حياة الكثير من الأبرياء، فضلا عن الاجتياح والحصار وتدمير المدن، كما حدث في عدن وتعز.
هل تضعين كلاهما على نفس الصعيد؟
- ارتكب التحالف العربي أخطاء جسيمة وقد أدنتها، ولكن هذا لا ينسينا مسؤولية الحوثي والقوات الموالية لصالح الذي يجب أن يعاقبوا بشدة، وذلك لأنهم أطاحوا بالدولة اليمنية بقوة السلاح، مما أدى إلى حدوث كوارث وحرب داخلية ودولية. تتبنى مليشيا الحوثي فكرة عنصرية تقوم على أفضليتها المزعومة. الهدف الرئيس من حربها هو جعل السلطة لأسرة واحدة ومنحها الحق الحصري بالسيطرة على الثروات والحكم.
ذهبتم بوصفكم لهم بـ «رأس الأفعى»..
- الرئيس المعزول صالح هو سبب كل مشاكل اليمن، ومليشيا الحوثي وبقية المنظمات الإرهابية ما هي إلا أدوات يستخدمها لتقويض الحوار الوطني الذي كان قد اتفق عليه جميع اليمنيين.
ما هو الحل الذي تقترحينه لإنهاء الحرب؟
- للحصول على سلام دائم، فمن المنطقي اتباع المراحل التالية: في البداية، إنهاء الإجراءات التي فرضها الانقلاب على الدولة، والعودة إلى الاتفاقات التي توصل إليها اليمنيون خلال المرحلة الانتقالية، ومن ثم تنظيم استفتاء على مشروع الدستور، وإجراء انتخابات مبنية على هذا الدستور.
ولتحقيق هذا الهدف يجب أن يكون واضحا أن الدولة هي الوحيدة التي تحتكر السلطة والسلاح. وهذا يعني تجريد المليشيات الحوثية والجماعات المسلحة من السلاح، والتي يجب عليها أن تتحول إلى حزب سياسي، لتتمكن من لعب دور سياسي فعال دون اللجوء إلى أعمال العنف. كما أنه ينبغي علينا أن نطبق العدالة الانتقالية القائمة على أساس الإنصاف وتعويض الضحايا، وكذلك المبنية على أساس محاكمة من قاموا بارتكاب جرائم ومذابح.
في أي وضع يوجد بلدكم؟
- استطاع العالم بعد اندلاع ثورة الحادي عشر من فبراير (2011) من رؤية الوجه الحقيقي لليمن. رأى العالم شعبا متمدنا مطالبا بحقوقه سلمياً رغم انتشار الأسلحة. كان اليمنيون في طريق إيجاد حل عادل لمشاكلهم. ولكن الانقلاب والحرب التي تلتها شوهت صورة اليمن، ووضعت البلد في خطر، متسببة بذلك زيادة في معاناة مواطنيها. وقد أثرت الحرب بشكل كبير على السلم الاجتماعي، ونحتاج إلى سنوات عديدة للتغلب على آثار الحرب. ما يزال الوضع الإنساني مأساويا. ولم تعد هناك أحزاب سياسية أو صحافة. ولا يُسمح إلا بصوت واحد، وأي شخص يحاول اعتراضه فهو معرض إما للقتل أو الاختطاف أو الاختفاء. علاوة على ذلك، هناك نقص حاد في السلع والخدمات، بسبب سياسة المليشيات الحوثية التي تبيع السلع في الأسواق السوداء.
هل تتصورون أنفسكم الرئيس القادم ليمن مسالم؟
- لا أتصور أي مستقبل سياسي لا لنفسي ولا لأي شخص آخر قبل أن تعود الدولة اليمنية من جديد كدولة ديمقراطية قائمة على مبادئ المواطنة، واحترام القانون وحقوق الإنسان. فنضالي في هذه اللحظة هو استعادة هذه الدولة التي ينبغي أن تضمن الحقوق الأساسية للجميع رجالا ونساء. وفي الوقت الذي ستعود فيه هذه الدولة سيكون الطريق مفتوحا لي وللأخريات ولجميع المواطنين لتقديم ترشحهم لأي منصب في الحكومة.
لقراءة المقابلة في موقع الصحيفة الفرنسية على الرابط التالي:
https://www.letemps.ch/monde/tawakkul-karman-prix-nobel-yemen-faudra-poursuivre-responsables-massacres