مقابلات صحفية
حوار الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان مع "DW عربية" الالمانية
أجرى الحوار: نادر الصراص - الناشطة توكل كرمان ممن شاركوا قبل 7 أعوام في الثورة باليمن أملاً في نيل الحرية وبناء دولة ديمقراطية، حازت في العام ذاته كأول امرأة عربية على جائزة نوبل. في حوارها مع "دويتشه فيلله عربية" تشرح كرمان كيف آلت الأمور إلى ما هي عليه الآن.
* اليوم وبعد سبع سنوات من ثورات الربيع العربي يبدو اليمنيون بعيدين كل البعد عن الأهداف التي خرجوا من أجلها إلى الشوارع. كيف يمكن الخروج من هذا النفق المظلم الآن؟
- هناك معركة كبرى بين الربيع العربي وقوى الثورة المضادة التي كشفت عن وجهها القبيح، هذا الصراع العنيف أدى إلى حروب وعدم استقرار. كل هذا ناتج عن مؤامرة أدارتها غرفة عمليات مشتركة بين السعودية والإمارات، وهما من قادتا الثورة المضادة للربيع العربي من مشرق الوطن العربي إلى مغربه. لقد رأت الرياض وأبوظبي وطهران في الربيع العربي تهديداً مباشراً لها. وخوفا من التغيير، فتحت خزائنها للعبث بعواصم الربيع العربي وتغذية الانقلابات والحروب والميليشيا والفوضى، من القاهرة إلى طرابلس ودمشق وصنعاء.
الخروج من نفق الثورات المضادة هو ما تناضل من أجله الشعوب العربية اليوم، لن نستسلم ولن نتنازل عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان. لن نقبل أبداً بالعودة إلى أنظمة الاستبداد والفساد والفشل. قدر شعوبنا مع الحرية والديمقراطية آتٍ لا محالة.
* هذا النقد اللاذع للإمارات والسعودية، لماذا جاء في هذا التوقيت بالذات؟
- ليس هذا التوقيت فقط. لو عدتَ إلى تصريحاتي، منذ اليوم الأول لعمليات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات وأنا أدين جرائم استهداف المدنيين وأدعو إلى احترام القانون الإنساني. وازدادت تصريحاتي أكثر في الآونة الأخيرة حين ازداد عدوان التحالف على اليمن، حين اتضح لنا أكثر أن الإمارات والسعودية تمارسان دورا مشبوها في اليمن. هم يدّعون أنهم جاؤوا لدعم الشرعية اليمنية في مواجهة انقلاب الحوثي والطاغية صالح. لكن الحقيقة أنهما يقومان بتقويض الشرعية في اليمن، من خلال منع الرئيس الشرعي من العودة إلى أرض الوطن، ودعم الجماعات المسلحة التي تستهدف وحدة اليمن وسلامة أراضيه، مثلما حدث في عدن في نهاية يناير الماضي، وإنشاء سجون سرية في اليمن خارج سلطة القوانين اليمنية. لقد قامت الإمارات بقصف قوات الحماية الرئاسية أكثر من مرة، هل تستطيع تفسير هذا الأمر؟ هذا فضلاً عن القصف العشوائي وتدمير البنية التحتية وحصارهم وتجويعهم للشعب.
الإمارات، إلى جانب ذلك، تحتل الجزر والموانئ والمطارات في المناطق المحررة وترفض تسليمها لسلطة الرئيس هادي.
بالنسبة لي الأمر واضح جدا: كل منطقة يتم تحريرها ولا يتم تسليمها للسلطة الشرعية هي منطقة محتلة.
* هناك من يتهمك بأنك غيرت موقفك السياسي تجاه التحالف الذي تقوده السعودية، وأنك الآن تنتقدين الإمارات والسعودية بعد أن كنت تدعمين التحالف. هل هذا صحيح؟ كيف تردين على ذلك؟
- هذا غير صحيح. لم يُنقل عني أبداً أني ساندت التحالف أو أني أعلنت دعمي له. كنت أراقب أداءه وأدين مباشرة أي جرائم يرتكبها، وخاصة فيما يتعلق بقصف المدنيين والحصار المفروض على الشعب اليمني، وكنت دوماً أدعو الى احترام القانون الإنساني وتجنيب المدنيين ويلات الصراع. طبعاً في الوقت ذاته أدين انقلاب ميليشيا الحوثي والرئيس المخلوع صالح والذي تم بدعم إيراني وارتكب مختلف الجرائم بحق الشعب اليمني وكان سبباً رئيسياً لهذه الحرب وهذا الدمار.
بالمناسبة، ربما هناك كثير من اليمنيين لم يكن لديهم في البداية مشكلة مع التحالف العربي الذي أعلن أنه سوف يساعد السلطة الشرعية في القضاء على انقلاب على ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح. لكن مع مرور الأيام، اتضح أن التحالف يكذب ويمارس الخداع ويعمل على تنفيذ أجندة خاصة به لا علاقة لها بمساعدة اليمنيين.
* حزب "التجمع اليمني للإصلاح" جمد عضويتك بسبب الانتقادات للتحالف؟ لماذا قام الحزب بهذه الخطوة الآن، مع أنك لست الوحيدة في الحزب ممن ينتقدون التحالف؟
- القيادات السياسية وأولهم "الإصلاح" والرئيس وقيادات الدولة معتقلون ومحتجزون لدى الرياض ويتعرضون لابتزاز سياسي ومعنوي، وكل ما يصدرعنهم يتم بإملاء سعودي إماراتي. "الإصلاح" ليس شركة خاصة مملوكة لأحد أبناء عمومة محمد بن سلمان كي يحتجز قيادتها ويرغمهم على التنازل عن أصولها كما فعل مع أولاد عمه!
ربما من المفيد أن أؤكد هنا أيضاً أنني ناشطة حقوقية وأنتمي للثورة السلمية التي هي حزبي الكبير، وأعمل باحترام متبادل مع حزب الإصلاح وجميع الأحزاب اليمنية.
* النساء في اليمن شاركن بفعالية في الثورة منذ البداية، وأنت كنت من بينهن. كيف أضحى دور المرأة اليمنية اليوم في ظل ما تعيشه البلاد حاليا؟
- المرأة اليمنية لم تهدأ لحظة واحدة، ولا تزال تكافح وتناضل ضد الظلم رغم الظروف الصعبة. في كل محافظات اليمن هناك مبادرات نسائية للتخفيف من آثار الحرب، ومساعدة النازحين والعائلات الفقيرة. المرأة اليمنية قوية رغم كل شيء، وتقود معركة التحرر ضد الانقلاب والاحتلال معاً، وهذا شيء مطمئن جدا. طبعاً من جهة أخرى الشعب اليمني بشكل عام وفي مقدمته النساء والأطفال يعانون ويلات الحرب والحصار وتدهور الخدمات الأساسية، نحن أمام كارثة إنسانية بكل المقاييس.
* هناك محاولات في دول مثل تونس والسعودية لإعطاء حقوق أكثر للمرأة، ومع ذلك يتم إقصاء المرأة في معظم الدول العربية عن الحياة السياسية وعن مواقع صنع القرار. هل آن الأوان لثورة نسائية في العالم العربي لكي تنال النساء كامل حقوقهن؟
- لا بالطبع. نحن لسنا بحاجة إلى ثورة نسائية لكي تنال النساء حقوقهن، نحن بحاجة إلى استعادة الربيع العربي، عندما تتحرر الشعوب من الاستبداد سوف تحصل النساء على حقوقهن، ويحصل الرجال على حقوقهم، في الواقع سوف يحصل كل فرد على حقوقه. لست من أنصار فكرة إمكانية الفصل بين حقوق المرأة وحقوق الرجال، الحقوق يتم تحصيلها بالكامل أو لا يتم تحصيلها. لنفكر بطريقة غير فئوية، وسوف ننجح.
لقراءة الحوار كاملاً على موقع الاذاعة الالمانية اضغط (هنـــــــــــــا)