كلمات
كلمة الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الدولية للمرأة - اسطنبول
التحية للنساء في تركيا اللواتي وقفن ضد الانقلاب في الـ15 من يوليو. التحية للنساء اللواتي يخضن اليوم غمار النضال في كافة مجالات الحياة الساسية والعامة، يبثتن ان السياسة والحياة العامة تغدو اجمل وافضل حينما تكون المرأة في الصدارة، وأن السياسة تتأنسن بمختلف مناشط الحياة حين تكون المرأة شريكة فيها وزعيمة وقائدة.
التحية للمرأة السورية الشجاعة وهي تناضل بصمود وصبر وكفاح وشجاعة ضد نظام الطاغية بشار الاسد، وهي تخوض معركتها الكاملة نحو الحرية والكرامة.
التحية لمئات النسائي اللواتي ناضلن ولازلن في دول الربيع العربي، في مصر، تونس، ليبيا، اليمن، وهن يخضن نضالهن الكبير ضد الاسبتداد وضد الفساد وضد الفشل.
التحية للنساء في افريقيا وفي آسيا وفي أميركا اللاتينية وهن يدفعن ثمن الاقصاء وثمن التخلف وثمن الصراعات السياسية.
التحية للنساء في كل مكان وفي تلك الدول التي يعشن فيها حالاً أفضل وهن يقدمن النماذج بان التغيير ممكن وبأن قيادة المرأة غالباً بل دوما ما تكون ناجحة.
التحية للنساء والطالبات اللواتي يتصدرن المراتب العليا في التعليم وفي حلبة السباق المختلفة في كافة المجالات وكافة انواع الفنون والعلوم في عالم اليوم.
أيها الاعزاء:
صحيح أننا الآن ونحن على اعتاب يوم المرأة العالمي حينما يكرم العالم المرأة فهو ينتصر لانسانيته، ويتعالى على كل مشاعر الاستعلاء الذكوري والانانية المقيتة التي ظلت لعقود تنال من المرأة ومن كرامتها ومن أحقتيها في الشراكة في الحياة العامة كشخص مستقل وكشريك للرجل.
اليوم العولمة أظهرت القوة الكامنة لدى المرأة - المرأة في كل مكان - وبدا واضحاً أن المرأة قادرة على تكسير الاغلال وعلى التكيف مع متطلبات التغيير المتسارع في عالم اليوم.
ايها الاعزاء..ايتها العزيزات:
إن مشاركة المرأة في الشأن العام وفي الشؤون السياسية على وجه خاص كشريكة وكقائدة هي مسؤولية المرأة بدرجة أولى، مسؤولية تقع على عاتق المرأة بدرجة أولى وهي مسؤولية الاسرة بالدرجة الثانية، ثم تليها مسؤولية الدولة والمجتمع.
لذا أنا ادعو النساء في كل أرجاء العالم اليوم ادعوهن في الشرق في الشمال في الجنوب، إلى إظهار اهتمام اكبر بالسياسة والعمل الطوعي، على المرأة أن تتطلع الى ان تكون رائدة في السياسة وقائدة في العمل العام، عليها أن تتحلى بالثقة بأنها ستكون الأفضل وأنها ستكون الأقدر والأجدر، فهذه هي الحقيقة التي كشفت نفسها يوماً بعد آخر حينما ترى النساء يخضن المجال العام ويخضن غمار التنافس والشراكة.
في نفس الوقت أنا أدعو كل أب، كل زوج، كل أخ الى ان يمنح ابنته وأخته وزوجته الثقة المطلقة حتى تبدأ بالخوض في الشأن السياسي، وحين تذهب للانخراط في الشأن العام بدافع خدمة مجتمعها فسيجد حينها مجتمع الرجال لا سيما في مجتمعاتنا العربية والاسلامية سيجدون ألف سبب للفخر بالمرأة وللرضى الكامل بقيادتها له حينما يجد الرجل المرأة وحينما يجد الجتمع المرأة تقوده وتقود أعمال تسعد بها الحياة، تناضل من اجل حقوقه وحرياته، تناضل من اجل الفهم الاقتصادي، تناضل من اجل جعل المجتمع مجتمعاً سوياً؛ حقوق المواطنة فيه كاملة.
أدعو القيادات النسوية في العالم المتمدن إلى مد جسور التواصل والمشاركة والتعاون مع زميلاتهن في المشرق وفي الجنوب حتى تخضن جميعاً معركتنا المقدسة هذه المعركة من أجل مجتمعات سوية لا ظلم ولا فساد ولا استبداد، مجتمعات فيها فرص متكافئة فيها المساواة وفيها العدالة.
مرة أخرى أدعو النساء في جميع انحاء العالم وفي منطقتنا وفي دول الربيع العربي بشكل أخص اللاتي ثرن على الاستبداد والفساد، إلى أن يتصدرن الشأن العام كما قدن الثورة عليهن ان يعملن على قيادة الدولة، هن الآن يخضن معركتهن المقدسة ضد الثورة المضادة، ضد الانقلابات العسكرية، ضد الميليشيا المسلحة عليها ان تستمر في معركتها هذه وان تصنع المستقبل وحين تنجز الانتصار على قوى الثورة المضادة وعلى الانقلابات العسكرية عليها ان تضع نفسها كقائدة للبلد، عليها ان تشارك في الاحزاب السياسية وان تؤسس أحزابها السياسية، أن تؤسس منظمات المجتمع المدني، وان تشارك في منظمات المجتمع المدني، أن تقود التغيير بالمؤسسات، هذا هو الدور الذي تنتظره أمتنا من المرأة وينتظره العالم، وذلك امرأة سوية قادرة على خوض غمار المنافسة والمشاركة والقيادة ودوماً في الصف الأمامي.
أيتها العزيزات:
لاحرية ولا كرامة لأمة تنتقص من حريات النساء، تضطهد النساء او تنال من حقوقهن الاصلية.
مرة أخرى دعونا من هنا نفخر بآلاف النساء من المناضلات السوريات الشهيدات، والجريحات، والمغيبات والمخفيات قسرياً والمغتصبات في سجون الطاغية بشار الأسد، نحن معكن حتى تنتصرن وتنتنصر معكن الانسانية.
المرأة الحرة هي من تحرر الاوطان وهي من تصنع الثورات، ليس كما يقولون بان المرأة هي من تنصع الرجال العظماء، بل إن وراء كل ثورة عظيمة امرأة، وراء كل ثورة عظيمة نساء شجاعات، وفي كل عملية تحرير وفي كل عملية تغيير اجتماعي كانت هناك نساء جسورات يمنحن الجميع -رجالاً ونساءً- ما يكفي من الشجاعة والإلهام لخوض غمار التحدي وإنجاز عملية التحرر.
لكن للأسف أنه لا يزال مشهدنا الانساني العام في العالم كله وفي منطقتنا على وجه الخصوص يعيش في ظل هيمنة ذكورية متوارثة على عالم السياسة وعلى عالم المال والاعمال؛ ومن هنا أنا أدعو كما دعوت المرأة للانخراط في الشأن السياسي والعمل العام، والمرأة التركية والمرأة العربية بشكل خاص الى الانخراط في العمل الحر، وخوض تحديات نيل الحقوق بجسارة لا ضعف فيها ولا تراخي، من حق النساء ان تكون لهن مشاركة أصيلة في التنمية الاقتصادية ان يكون لهن قدم ثابتة في سوق المال والاعمال، هذا هو الدور المطلوب من كل امرأة اليوم، كما يجب عليها ان تخوض السياسة عليها ان تخوض غمار الاقتصاد وأن تبرز كسيدة أعمال ناجحة.
لقد اثبتت الشواهد ان المرأة هي ملاذ الأسرة، وهي الحصن الحصين للأمة في وقت الكوارث والحروب والمجاعات والفيضانات ولا أحد غيرها من يدبر تسيير الحياة في ظل هذه الظروف غير المواتية، لكن ما إن تستقر الحياة وتعود إلى طبيعتها وإلى سيرتها الاولى حتى يستلم الرجل مقعد القيادة، هذه المعادلة الظالمة في صنع الحياة يجب أن تتغير؛ كما تقود المرأة المجتمع في الكوارث والحروب والمجاعات والثورات، عليها ان تقود المجتمع يداً بيد مع أخيها الرجل ولتصنع التغيير حين تعود الدولة لمسارها الطبيعي وحين تصنع أدواتها الضامنة للاقتصاد وللحقوق والحريات وللديمقراطية وغيرها.
لا يزال التحدي امام المرأة قائماً عليها ان تعمل بجد لإثبات وجودها ونيل حقوقها:
فما نيل المطالب بالتنمي ولكن تؤخذ الدنيا غلابا).
لا مغالبة مع أشقائنا الرجل نحن معا في قيادة التغيير، ونحن معاً في صناعة المستقبل.
في الاخير..أيها الاحبة:
أود أن أتقدم بالشكر والفخر الكبير لتركيا العظيمة تركيا الدولة وتركيا الاحزاب وتركيا الشعب وأتقدم بالفخر والشكر للرئيس رجب طيب اردوغان لمباردته البارحة وحملته التي أطلق عليها "صنع الأمل" من اجل اغاثة الناس في افريقيا وفي اليمن، انا فخورة بذكل وادعو الشعب التركي للتفاعل مع هذه الحملة انتم أهل ذلك واليمن وافريقيا تنتظر منكم المزيد والمزيد.