كلمات
كلمة الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان خلال ندوة عقدت على هامش مؤتمر المقاومة النسائية العالمية - ألمانيا
شاركت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، في ندوة عقدت، اليوم، على هامش مؤتمر مبادرة نوبل للمرأة "المقاومة النسائية العالمية: التطور والثورة، التكيف مع البقاء على قيد الحياة"
بمشاركة نساء من مختلف دول العالم الذي عقد خلال الفترة 13-15 مايو الجاري بمدينة مونشنغلادباخ الألمانية.
وأدارت النقاش خلال الندوة مراسلة قناة RTL الألمانية، انتونيا رادوس، التي تعمل منذ ثلاثين سنة كمراسلة في مناطق النزاع والحروب.وفيما يلي نص المداخلة:
فكرة النضال السلمي
كان صعباً جداً التظاهر من أجل حرية التعبير والتظاهر من أجل حقوق الانسان بشكل عام ومن أجل مكافحة الفساد ومكافحة الارهاب وإيقاف الحروب.
فكرة العمل السلمي بحد ذاتها كانت جداً صعبة. صعبة في ظل أنظمة شمولية ترفض هذا الحق الديمقراطي وصعبة كذلك عليّ وعلينا كنساء نعاني من القمع والقهر المزدوج؛ سواء من قبل النظام السياسي أو من قبل العادات والتقاليد المغلوطة أو من قبل الفتاوى الدينية كذلك المغلوطة، فكان ذلك صعباً؛ لأجل ذلك قررنا أن نخوض نضالا مجتمعياً نكون في بدايته، في مقدمة الصفوف، هنا كان التحدي، كيف لي انا كامرأة أن اكون في مقدمة الصفوف، واقنع الناس بشيئين أولاً بحقهم في التعبير وبالنضال السلمي كوسيلة يجب أن تكون وحيدة للوصول الى الحقوق والحريات وايضاً بي كامرأة. كامرأة تريد ان تتخطى دورها كضحية، امرأة يجب عليها ان تكون قائدة، فكان صعباً ان نقنعهم بالشيئين؛ النضال السلمي والوقوف معي والخروج نحو الميادين في مناهضة الفساد وانتهاك حقوق الانسان ومناهضة الاستبداد، لكن هذه الصعوبة لم تستمر لأني خضت الطريق، وقصصت شريط النضال، وأقنعت الشارع وأقنعت العالم بأن هناك نساء قادرات على أن يقفن في وجه أنظمة الفساد والاستبداد وأقنعنا المجتمع بأن المرأة هي الطريق الأهم في الخلاص من الاستبداد والفساد.
كان تحديا صعباً لي كامرأة وكذلك تحدي في إطار مجتمع تقليدي، أيضاً كامرأة ترتدي حجاباً. لكن كل ذلك تغير اعتقد ان الجنس لم يكن عائقا امام التغيير، المرأة خاضت التغيير في اليمن ونزلت إلى الشوارع، وكان هناك الكثير من المخاطر في ظل حكم الأنظمة الديكتاتورية في منطقتنا، كان هناك تحدياً والحديث ان النساء يرتدين الحجاب وينزلن الشوارع وتخوض النضال، الحجاب هو صورتي وحلمي، واعتقد هذا في إطار الحرية الشخصية، لكن التغيير والعدالة والمساواة والديمقراطية، هي ما خاضت من أجله المرأة سواء كانت ترتدي حجاب أم لا، نحن النساء صنعنا المستقبل وأسقطنا الديكتاتوريات.
تمييز ضد المسلمين
منع اليمنيين من الدخول الى الولايات المتحدة الاميركية هذا اجراء تمييزي ضد جميع حقوق الانسان كذلك ضد الحقوق والحريات التي قامت علهيا اميركا نفسها، هذا الاجراء الذي يصنف المسلمين كلهم ويضعهم في زاوية واحدة ويتهمهم بالارهاب هذا الاجراء يخدم الارهابيين ولا يخدم الدول العظمى وشعوبها، هذا يقدم دليل للمسلمين بأن ما يقوله الارهابيون صحيح لان العداء مع الدين الاسلامي كدين ومع المسلمين كأمة، وليس العداء مع التطرف كفكر وكمنظومة والارهاب كفكر وعنف.
لكن المشكلة بالاضافة الى هذه الاجراءات والعنصرية التي تزداد يوما بعد يوم، هناك مشكلة أشد من منع المسلمين من الدخول الى دول الغرب، المشكلة الحقيقية هي ترك المسلمين يموتون تحت انظمة الاستبداد والفساد والارهاب؛ فالديكتاتور بشار الاسد قتل الملايين من شعبه، حسني مبارك قتل الثوار في مصر، في اليمن ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، في ليبيا أيضاً.
اعتقال ... ونضال
أتذكر نفسي وانا كنت وحيدة أنادي للنضال السلمي أقول "سلمية...سلمية..ثورتنا سلمية"، كان كل من حولي ما بين من يسخر ومن يستهجن، وكان كل من حولي يحاولوا ان يثبطوا مني ويقنعوني بالعودة إلى البيت بترك النضال في الشارع وبأني سأبقى وحيدة وأكون وحيدة في الشارع، لكنني في لحظة قلت لهم أنا أرى -من هذه اللحظة التي أنا فيها وحيدة مع بعض الضحايا الذين كنت اتبنى قضيتهم- سيأتي اليوم الذي تمتلئ فيه شوارع اليمن كلها ومن ينادي بنفس ندائي بنفس ندائي نحو العدالة والحرية والديمقراطية وحكم القانون.
تعرضت للسجن وكنت وحيدة، اختطفت وكنت أول واحدة يتم اعتقالها واختطافها سياسياً وأودعها في سجن النساء. كانت تلك اللحظة لحظة يقظة لكل اليمنيين خرجوا النساء والرجال إلى الشوارع ينادون بنفس ندائي ويهتفون بنفس هتافي ينادون بالنضال السلمي ويستخدمون نفس أدواتي؛ "النضال السلمي وان الشعب يريد إسقاط نظام الاستبداد والفساد"، وهذا ما نجحنا فيه في اليمن واستطعنا ان نسقط الديكتاتور.
نعم نحن الآن نعاني من الثورة المضادة، لكن الآن توكل لم تعد وحيدة، هناك الآن مئات الآلاف من اليمنيين واليمنيات الذين يشاركونها الفرح ويشاركونها النضال.
أعطي هذا المثال لأن نضالنا الآن نحن في دول الربيع العربي نحو العدالة والمساواة والحرية وإيقاظ الشعوب الحرة دائماً ما كنت اعمل محاضرات في أماكن عدة، في الغرب وأقول يجب ألا تتركونا وحيدين في مواجهة الديكتاتوريات.