كلمات
كلمة الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان خلال المهرجان الكرنفالي بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير في صنعاء
ألقت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان خلال المهرجان الاحتلافي بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير في صنعاء، فيما يلي نصها:
السلام لكم وأنتم توسعون مساحات اللاعنف، وتمدون مساحات السلام لتطغى على أصوات البارود والمتفجرات والرصاص.
السلام عليكم وأنتم تقدمون للعالم هذا المشهد السلمي المهيب بأنكم شعب ينتمي لحضارة عريقة، شعب يستعصي على الانقسام والاحتراب والتشظي.
السلام عليكم، وأنتم تمضون بثورتكم السلمية العظيمة لتحقيق مقاصدها وغاياتها النبيلة.
أيها الأحرار، ليست ثورة 11 فبراير العظيمة مجرد حدث عابر في تاريخنا الوطني، إنها حدث غير عادي في التاريخ الإنساني.
إنها واحدة من أعظم الثورات الإنسانية، لقد صنعتم ثورة عظيمة بكل المقاييس والاعتبارات والمعايير.
أيها الأحبة، كانت بلدنا تحتضر، كاد وطننا أن يموت، كان شعبنا على مشارف الهاوية السحيقة. كان كل شيء يتهاوى من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
ما نعانيه اليوم ليس إلا أعراض ذلك الانهيار الكبير وليس إلا آثارا لذلك الفشل المريع الذي أوقفت ثورة فبراير عجلة تدهوره، وهي في طريقها لأن تعبر بشعبها إلى آفاق المجد والحرية والكرامة والسلام.
أيها الأحرار:
لقد أنقذت ثورتنا الشبابية الشعبية السلمية وطننا من الانقسام، وحفظته من الاحتراب الطائفي والاقتتال الداخلي، وحمته من الفشل والانهيار.
بإمكاني أن أقول بثقة كاملة، بأن موعدنا مع الصبح قريب، بأن موعدنا مع دولة العدالة والكرامة والمساواة والديمقراطية والحكم الرشيد قريب وقريب جدا، أقسم على ذلك.
وإنني إذ أقسم فإني أفعل ذلك متسلحة بالإيمان بالله والثقة بشعبنا العظيم.
إنني أرى المستقبل الرحب، على مرمى حجر منكم، قادما لا ريب فيه.
عليكم أن تثقوا بأن ثورة الـ11 فبراير ستحدث تحولا عميقا.
أيها الأحرار أيها الثوار:
لسنا هنا اليوم لنحتفي فقط.
لسنا هنا اليوم لنحتفل بالذكرى العظيمة فحسب.
لم نأت لنحتفل ونعود إلى البيت.
نحن هنا اليوم لنقول:
للمعرقلين وللثورة المضادة: هذا شعب لا يقهر، فمتى ستغادرون أوهامكم؟.
هذا شعب لا يقهر، ستمضون وسيبقى، ستقهرون وسينتصر.
سيبقى هذا الشعب صامدا قويا مستقرا آمنا، مهما بدا لكم أنكم قادرون على تقويض أمنه والنيل منه وتهديد سلمه الاجتماعي.
قد تنجحون في تفجير أنبوب نفط أو عمود كهرباء، قد تنجحون في قطع طريق أو اغتيال أحدنا، لكننا سننتصر، وسنعبر إلى المستقبل، لنعيد ليمننا الحبيب سعادته وعظمته.
أما أنتم فستبقون من مخلفات التاريخ، وننصحكم بأن تكفوا عن الأذى وعن إلحاق الضرر بشعبنا، عله ينسى، عله يتجاوز عنكم.
ولتعلموا جيدا أن هذا شعب عصي، هذا شعب جبار.
ونحن أولو قوة وأولو بأس شديد.
ونحن أصحاب حكمة وإيمان عظيم.
أيها الأحرار:
قبل أيام انتهينا من مؤتمر الحوار الوطني، وقعنا على مخرجات عظيمة محددة ومفصلة بدقة، وهي في مجملها تصلح أساسا متينا للعبور إلى المستقبل بثقة وسلامة واقتدار لو تم تنفيذها.
علينا أن نجعل من مخرجات مؤتمر الحوار مدخلات لبناء الحاضر والمستقبل.
عبر البدء بتنفيذها الآن، الآن يعني الآن.
هناك حوالي ألفين من المخرجات، لو لم نبدأ الآن بتنفيذها حزمة حزمة حسب الأولوية، فلن ننفذها أبدا، سيحتاج الأمر إلى ثورات جديدة وتضحيات جديدة وآليات وسلطة انتقالية جديدة.
إن اليمن الموحد متعدد الأقاليم،يحتاج إلى أن نبدأ إنجاز ما هو أهم على الإطلاق:
إن أقلمة اليمن ستكون في أحسن حالاتها إسفينا بلا جدوى، إن لم تعزز الآن ببسط نفوذ الدولة ببسط سيطرة الدولة، إن لم يتم نزع السلاح من جميع الميليشيات والجماعات المسلحة، يجب أن نستبدل قوة الجماعات بقوة الدولة، قوة مراكز النفوذ بقوة الدولة، قوة المليشيات بقوة الدولة، يجب أن تكون حاضرة فلا يفلت جانٍ من يد القانون وأن تكون مهابة فلا ينجو مجرم من سطوة العدالة وأن لا يفلت فاسد أو ناهب من العقاب والملاحقة.
إن لم تصبح الدولة صاحبة الحق الحصري في امتلاك السلاح واستخدامه فإن الأقلمة وكل الترتيبات الإدارية ستغدو وبالا على الشعب والوطن.
نطالب بإصدار قانون السلاح، ينص صراحة على تسليم السلاح من قبل الجماعات والجهات خارج القانون خلال فترة لا تزيد عن ستة أشهر، كل جماعة تحتفظ به بعد ذلك تعد جماعة مجرمة خارج القانون ومحظورة، هذا ليس نكاية بأحد ليس نكاية بأية جماعة هذا إجراء بالغ الأهمية من أجل الشعب والوطن.
إن اليمن الموحد متعدد الأقاليم يحتاج إلى أن نبدأ إنجاز ما هو أهم على الإطلاق:
1. إصدار قانون استرداد الأموال العامة المنهوبة.
2. استكمال هيكلة الجيش والأمن وفقا لأسس وطنية واحترافية
3. ومرة أخرى نؤكد سحب السلاح من المليشيات والجماعات المسلحة
4. إلغاء الاتفاقيات والعقود الغازية والنفطية المجحفة والفاسدة وأخص بالذكر اتفاقية تطوير الغاز اليمني المسال وما تلاها من عقود بيع فاسدة
5. إلغاء القرار الجمهوري بقانون شاغلي وظائف السلطة العليا رقم 6 لسنة 95 لتعارضه مع مبدأ المساءلة ومضمون روح قوانين مكافحة الفساد
6. تعديل قانون مكافحة الفساد بما يجعله منسجما مع اتفاقية مكافحة الفساد الدولية
7. تعديل قانون الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بما يسمح له النفاذ إلى كافة المستندات المالية للأجهزة العسكرية والأمنية والمدنية ويسمح بنشر المعلومات على الجمهور والإبلاغ والمحاكمة عن كافة المخالفات
8. تفعيل قانون حق الحصول على المعلومة ورفع القيود عن سرية إقرارات الذمة المالية
9. إلغاء كافة القرارات المخالفة لشغل الوظيفة العامة وإحالة كافة القيادات والأفراد عسكريين ومدنيين البالغين أحد الأجلين للتقاعد فورا
إلى الرئيس عبدربه منصور هادي إلى الحكومة وجميع مؤسسات السلطة خلال المرحلة الانتقالية..
شرعيتكم تستمدونها من تنفيذ التزاماتكم وسرعة تنفيذ المهام والاستحقاقات، لن نسمح لكم بالتأخير أو التسويف أو التأجيل في تنفيذ ما وعدتمونا به،وما التزمتم به لنا سواء في اتفاقية نقل السلطة، أو في مخرجات مؤتمر الحوار.
وحين ثرنا على علي عبد الله صالح لم نثر عليه كشخص بل ثرنا عليه إجراءات وسياسات، ولذا لن نقبل أي تهاون في تكرار إجراءاته وسياساته الفاشلة والفاسدة.
واعلم أن شعبا عظيما ثار على الظلم والاستبداد والفشل والفساد لن يسمح بأن تتكرر معاناته، وحين نقول لن يسمح، يعني لن يسمح.. سيكون هذا الشعب عونا لك ومن أمامك ومن خلفك من أجل تحقيق حلمه في بناء اليمن الجديد، في إحداث التغيير الجذري، في بناء الأسس التي تعيد له سعادته وتجعل بلدنا وأمتنا في مصاف الدول والأمم القوية.
فامضِ إلى الأمام .. وإياك أن تلتفت إلى الوراء.
إلى أحزاب اللقاء المشترك:
قبلتم بتسوية سياسية غير عادلة، وافقتم بموجبها على منح المخلوع حصانة دون مقابل. لم تدافعوا عن التغيير بالشكل المطلوب فداهمكم الماضي وها هي الثورة المضادة تعلن عن نفسها في وضح النهار. ليس أمامكم سوى خيار واحد أن تعبروا عن مشروع الدولة بكل إخلاص وقوة وتتخلوا عن سياسة أنصاف الحلول وأنصاف المواقف.
إلى مجلس الأمن الدولي:
علي صالح مجرم ضد الانسانية، علي صالح ورموز نظامه يرتكبون جرائم شبه يوميه بحق الشعب اليمني، إنهم يقوضون العملية الانتقالية، إنهم ينتقمون من الشعب اليمني وثورته السلمية، نطالبكم بإصدار قرار بمعاقبته وفق البند السابع في ميثاق الأمم المتحدة، هذه مقتضيات العدالة، وهذا واجبكم.
إلى إخواننا في جماعة الحوثي:
قامت الثورة والآلاف منكم في المعتقلات بصنعاء، وأنتم مطاردون في الكهوف وخارج الطاولات، وأنتم جماعة محظورة، فأسدت لكم الثورة معروفا وأي معروف.
فقط تحولوا إلى جماعة سياسية تمارس السياسية بالحوار وباللاعنف وبوسائل السلم أو إلى جماعة دينية تمارس الدعوة بالإقناع والوعظ.
إلى جميع الجماعات المتصارعة
هذا وطن عظيم للجميع، فتعالوا نبني مستقبلنا المشترك.
إلى النائب العام:
أقول إما عدالة انتقالية دون انتقاء لجميع جرائم الصراع السياسي ومنها بالتأكيد تفجير جامع دار الرئاسة، واما عدالة جنائية للجميع بمن فيهم مجرمو دار الرئاسة وقتلة المتظاهرين وكل جرائم الصراع السياسي.
سنفترض أنهم متورطون بالحادثة فحققوا مع كافة المتورطين من قبل ومن بعد.
حاكموا الجميع جنائيا أو تعاملوا معهم وفق العدالة الانتقالية.
هذه ليست مقايضة وليست صفقة، بل هي مقاربة من العدالة، بقاؤهم في السجن دون محاكمة أو حتى محاكمتهم دون المتورطين في الصراع السياسي الكبار من قبل ومن بعد، جريمة أخلاقية وجنائية وسياسية هي جريمة يرتكبها كل من يأمر ويرضى ويقبل بهذا الاعتقال.
الحرية للحمادي ورفاقه أسوة بغيره من المتورطين، أو المحاكمة لكافة المتورطين من صالح الى كل الأطراف، لهذا سوف أدافع عنهم وأطالب بإطلاق سراحهم.
وفق تقرير العدالة الانتقالية يجب أن يكونوا جميعهم خارج المعتقل، هذا على افتراض أن هناك جريمة حدثت في دار الرئاسة وعلى افتراض أنهم متورطون فيها.
علي صالح مرتكب جرائم ضد الإنسانية، أطراف كثيرة ارتكبت مجازر وجرائم ضد الإنسانية، اعتقال الشاب إبراهيم الحمادي ورفاقه تحت أي مبرر هو إجراء انتقائي وانتقامي غير عادل.
الرئيس مطالب بالإفراج عنهم الآن، لا أحتاج لتذكيره بأن قتلة الشباب السلمي خارج المعتقل ولدى أجهزة الأمن أرقامهم وعناوينهم.
لشباب اليمن العظيم أقول:
وحدكم الضامن، ووحدكم الضمانات لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار ولإنجاز الاستحقاقات.
أيها الشباب العظيم بعزيمتكم كانت الثورة وبتضحياتكم كان النصر وبنضالكم وكفاحكم المستمر سينفذون كل مخرجات مؤتمر الحوار.
وسيحققون كل أهداف ثورتكم، أنتم أصحاب القرار وأنتم القادرون على الإنجاز، فقط عبر ضغطكم ونضالكم من الساحات والميادين.
إلى المرأة اليمنية العظيمة:
إلى المرأة اليمنية التي شاركت في الثورة السلمية بدور بارز وفاعل كان محل إعجاب وتقدير العالم أقول:
كنت عظيمة وأنت تتقدمين صفوف الثورة السلمية، وأنت تكافحين وتناضلين قبل الرجال ومع الرجال وخلف الرجال وعن أيمانهم وعن شمائلهم، لقد تجلت فيك قوة شعبنا وعظمته، لم تكوني تظهرين قوة شخصيتك فحسب، كنت تظهرين قوة شعبنا وعظمته.
ينتظركن أيتها الرائعات دور لا يقل أهمية، إن استكمال أهداف الثورة يتوقف على نضالكن ومرهون بكفاحكن.
إلى شهداء وجرحى ثورتنا السلمية العظيمة
لقد انتصرتم بأول قطرة دم سالت منكم، ونعدكم أن نكمل الانتصار، نعدكم أن لا نخذلكم.. نعدكم بأن نحقق جميع أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية كاملة غير منقوصة، وأننا كما حققنا معكم الهدف الأول من الثورة السلمية، وهو إسقاط النظام، سنحقق مع أرواحكم، بقية الأهداف، نقسم على ذلك، نعدكم ، ونقسم بأن اليمن الموحد الديمقراطي يمن العدال والكرامة والحرية يمن الحكم الرشيد وسيادة القانون بأن اليمن السعيد آت قريبا، فشكرا، شكرا.. شكرا لكم
والسلام عليكم..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته