مقابلات صحفية
اسطنبول-محمد عبدالملك: قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن ما قامت به الإمارات من اختراق لهاتفها أسوة بعدد من الزعماء والناشطين، وفقاً لما كشفته وكالة رويترز، أمر مؤسف للغاية وانتهاك صارخ لخصوصياتهم.
وأوضحت كرمان في حديثها لـ"الجزيرة نت" أن "الإمارات من خلال هذه العملية لم تتعدّ على حريات المسؤولين والناشطين فحسب، ولكن الأمر تجاوز ذلك ليشكل تهديداً حقيقياً على حياتهم".
وفي ردها على سؤال حول طبيعة المعلومات التي يمكن أن تكون الإمارات قد حصلت عليها، قالت كرمان "المؤكد أن يكون قد تم جمع الكثير من المعلومات حول تحركاتها من خلال عملية التجسس".
وأضافت "لا أستبعد أن يتم توظيف تلك المعلومات التي تم الحصول عليها من أجل استهداف من تم التجسس عليهم، سواء بالخطف أو الاختفاء القسري أو حتى القتل، خصوصاً أن الإمارات تمتلك سجلا حافلا بكل هذه الجرائم".
ولفتت كرمان إلى أنها لم تتلق أية تحذيرات من قبل حول تجسس الإمارات على هواتفها.
وأضافت أن "أبو ظبي تخوض حرباً واسعة لتدمير شعبي وبلادي وكل الأهداف التي ناضلت من أجلها، وأجد يدها في كل ميادين الخراب الحاصلة باليمن".
مطالب بالتحقيق
وحول الخطوات التالية التي قد تتخذها، قالت الناشطة اليمنية إن الطبيعي أن يتم مقاضاة الإمارات ومن قاموا بعملية التجسس والاختراق، داعية في الوقت ذاته الإدارة الأميركية إلى البدء فورا بالتحقيق في هذه القضية الخطيرة التي كشفت تفاصيلها وكالة رويترز.
ووفق تحقيق للوكالة، اخترق فريق من ضباط المخابرات الأميركية السابقين الذين يعملون لحساب أبو ظبي، أجهزة آيفون خاصة بنشطاء ودبلوماسيين وزعماء أجانب من خصوم الإمارات، مستعينين بأداة تجسس متطورة تسمى "كارما".
وقالت كرمان إنه من المحزن أن يتورط أميركيون في تقديم المساعدة والتقنيات اللازمة للتجسس على من تعتبرهم الإمارات خصوماً لها.
وأضافت أنه "كان ينتظر من الأميركيين أن يدعموا حماية المدافعين عن حقوق الإنسان ويوفروا لهم كل سبل ووسائل الحماية والأمن، لا أن يكونوا أداة في أيدي الأنظمة المستبدة للتجسس على النشطاء وتمكينها من قمع شعوبها".
وكشف التحقيق الذي نشرته رويترز أن الإمارات جندت فريقا من نحو 12 عميلا سابقا بالاستخبارات الأميركية لمساعدتها في التجسس على أهداف من بينها: أمير دولة قطرالشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومسؤول الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبد الله، ومسؤول تركي رفيع، والناشطة اليمنية توكل كرمان.
ووفقا لرويترز فإن أداة التجسس "كارما" التي تستخدمها الإمارات مكّنتها من مراقبة مئات الشخصيات منذ العام 2016.
وبحسب التحقيق فإن أفراداً بالفريق السري الذي يحمل اسم "بروجيكت رافن" كانوا يمارسون أنشطتهم من أحد قصور أبو ظبي.
وأوضح التحقيق أن الفريق اعتمد على تقنيات تعلموها خلال فترة خدمتهم في وكالة الأمن القومي، وفق ما كشفته لرويترز العميلة الأميركية السابقة في المشروع لوري سترود.
لقراءة حديث توكل كرمان على موقع الجزيرة نت اضغط (هنــــــــــــــــا)