مقابلات صحفية
حوار الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان مع صحيفة فرانكفورتر ألجماينه الألمانية
أجرت صحيفة فرانكفورتر ألجماينه الالمانية حواراً مع الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان فيما يلي نصه:
سيدة كرمان,لقد حصلتي علي جائزة نوبل للسلام والتي سوف تقومين بإستلامها رسمياً في أوسلو يوم السبت وهي الجائزة المهداة إلي حركة الإحتجاجات الخاصة بالربيع العربي.هل أنتي متفائلة بإنتصار الثورة في بلدك في النهاية؟
نحن نتحرك في الإتجاه الصحيح,بلدنا كانت علي أعتاب إنهيار كامل فاليمن دولة فاشلة إقتصادياً وسياسياً وإجتماعياً والسبب في كل ذلك هو النظام اليمني,لذلك فنحن نطالب بشكل سلمي بإسقاط النظام الفاسد الفاشل.
الرئيس صالح أبدي إستعداده لتسليم السلطة لكن الإحتجاجات لا تزال مستمرة.
نحن لا نريد تنحي الرئيس فحسب بل نريد تغييراً كاملاً فالنظام بكامله فاشل.نحن في حاجة إلي وجوه جديدة شريفة من أجل دولة مدنية وديموقراطية.علي عبد الله صالح وقع في السعودية إتفاقاً يعترف فيه أن عهده قد ولي وهذا أمر جيد لكن السؤال المهم هو : هل قام صالح منذ ذلك الحين بتنفيذ أي من بنود هذا الإتفاق علي أرض الواقع؟ الجواب : لا ,بل لايزال في السلطة وبكل إختصاصات رئيس الجمهورية ولايزال يملك القيادة العليا للجيش ,لايزال يلقي الخطابات ,لا يزال يختار السياسيين .صالح يكذب ,يكذب علي العالم كله,لكن ليس العيب عليه بل العيب علي من أعطوه الفرصة ليكذب.
هل تقصدين السعودية؟
الذنب ذنب السعودية وكذلك ذنب كل أولئك الذين أثنوا علي مبادرة مجلس التعاون الخليجي (المبادرة الخليجية) لكن الذنب الأكبر تتحمله الأمم المتحدة حيث أنها إختفت خلف هذه المبادرة.والمجتمع الدولي لم يدر ظهره لصالح بما يكفي ,ألمانيا كانت واحدة من تلك الدول أيضاً وفي الحقيقة فإن برلين مارست ضغوطاً علي صالح لاسيما في مجلس الأمن الدولي ,لكن حتي الأن لم يتبع الكلام أي أفعال علي الأرض.نحن نطالب بأن يتم تجميد أرصدته في الخارج,كما نطالب المجتمع الدولي بالإهتمام بتفعيل لجنة التحقيق الدولية المتفق عليها.
ألا ترين أن الحكومة الإنتقالية لنائب الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي هي مؤشر إيجابي؟ فهو يريد تشكيل حكومة وحدة وطنية بقيادة رئيس الوزراء المكلف محمد سالم باسندوة تشارك فيها المعارضة.
كل هذا هي تغييرات مكشوفة جداً وعديمة الجدوي تماماً.وطالما أن صالح لايزال في السلطة فإن هذه الحكومة الإنتقالية سوف لن يكون لها كلمة .الشباب اليمني يرفض أي تحالف مع النظام الفاسد فنصف أعضاء الحكومة الإنتقالية من رجال النظام القديم كما يجب أن يتم إدارة الجيش والسلطات الأمنية من خلال لجنة جديدة ومستقلة علي ألا يكون أحد أعضاء تلك اللجنة ممن تلطخت أيديهم بدماء اليمنيين.
أنت تنتقدين الإدارة الأميركية لكن هل ترين أن المخاوف الأميركية من التيارات الإسلامية الاصولية في اليمن والأشخاص المرتبطين بتنظيم القاعدة هي مخاوف بالكامل غير مبررة ؟
لا أعتقد أبداً أن هذه المخاوف لدي الأمريكيين فعلاً فالأميركان يعرفون جيداً أن الرئيس صالح نفسه هو مصدر الإرهاب.وكالات الأنباء الأميركية بكل تأكيد قادرة بما يكفي علي تأكيد ذلك لحكومتها.
ما رأيك في مصلحة واشنطن في عدم حدوث تغيير كامل للنظام اليمني؟
عليكم توجيه هذا السؤال إلى الأميركيين.لابد أن تكون مصلحة الأميركيين مع مصلحة الشعب اليمني وهنائه فالشعب اليمني وحده هو القادر علي تجفيف منابع القاعدة في اليمن.ربما يكون السعوديون قد أثروا علي تكوين القرار الأميركي فالقصر الملكي السعودي لايريد بأي حال من الأحوال ثورةً حقيقيةً في اليمن والمجتمع الدولي إرتكب خطئاً فادحاً عندما ترك مصير اليمن في يد دول الجوار ونحن نرفض ذلك وأدعو واشنطن إلي مراجعة مواقفها فالشعب اليمني سينتصر والمجتمع الدولي يقف أمام خيارين: إما أن يتحالف مع الشعب أو أن يتحالف مع النظام الذي يعود للماضي.
ما هو شكل الدولة الذي تطمحون إليه؟ وماهو الدور الذي سيلعبه الإسلام في المستقبل في تلك الدولة؟
نحن نريد دولة مدنية ديموقراطية حديثة تكفل الحقوق الأساسية لكل المواطنيين كدولة القانون والتعددية وحقوق المشاركة الديموقراطية.
ماذا عن الشريعة؟
المنطقة بها العديد من الأديان لذلك علينا أن نحترم حرية الإعتقاد وأنا أعني حرية الإعتقاد لكل فرد ومن أجل ذلك نتحدث عن دولة مدنية ديموقراطية.
هل هذا هو مطلبك الشخصي؟ أم أنه مطلب حزب الإصلاح الذي تنتمين إليه؟
إنها رؤية الشباب وأنا متحدثة بإسم شباب الثورة ولدينا برنامج لتطبيق ذلك ونحن نعلن ونسوق لمطالبنا بين كل المجموعات الإجتماعية والقبائل وندعوهم للإنضمام إلينا.
وهل يريد حزب الإصلاح الذي ينتمي لحركة الإخوان المسلمين ذلك أيضاً؟
من المفترض ذلك وأنا أتوقع ذلك.
لماذا أعلنتي إذاً عن تأسيس حزب جديد؟
من المهم أن يكون للشباب إطار سياسي يحمي الثورة ويسعي الشباب من خلاله إلي تحقيق أهدافهم ,علي الحزب أن يلعب دوراً سياسياً ف 80% من اليمنيين من الشباب وغالبية من قتلهم النظام القديم هم من الشباب لكنهم حتي الأن لم ينظموا صفوفهم والحديث كله الأن يدور حول أحزاب المعارضة وعن النظام.
أين ترين دورك المستقبلي؟
يمكنني أن أقدم نفسي بشكل جيد في الأوساط الدولية للكفاح من أجل تقوية حقوق المرأة وحقوق الشباب في العالم العربي علي وجه الخصوص.إلا أن قطاعاً عريضاً من الشباب اليمني يريدون أن أقوم بلعب دور سياسي في اليمن وكثيرون يريدون مني أن أترشح لرئاسة الجمهورية وهناك حملة كبيرة بهذا الخصوص علي الفيسبوك لكني لم أقرر بعد ما هو الدور الذي علي أن ألعبه وفي حالة قراري بالدخول في المعترك السياسي فإنه ستواجهني بعض العقبات منها مثلاً أنه طبقاً لإتفاق المبادرة الخليجية فإنه سوف لن يكون لي الحق في الترشح حيث سيكون حق الترشح مكفولاً فقط للمرشحيين المستقلين والذي يتمتع بإجماع كافة القوي ومن الغريب جداً أن يقبل المجتمع الدولي بشرط كهذا.