الأخبار
توكل كرمان في مهرجان نوبل لآسيا: الانتقاص من المرأة وحقوقها هو انتقاص من المجتمع
أكدت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، أن الانتقاص من المرأة، أو الانتقاص من حقوقها، انتقاص من المجتمع، مشيرة إلى أن التسلط عندما يحل في مجتمع، لا يفرق بين الرجال والنساء.
وقالت توكل كرمان في كلمة حول "المستقبل الآن.. دور المرأة كقائدة" القتها في مهرجان نوبل لآسيا الوسطى إن كان هناك من تفاوت فهو تفاوت في مراتب العبودية والاضطهاد، وليس تفاوتا في درجات الحُرية.
وأشارت كرمان إلى أن "الكفاح من أجل حقوق المرأة ومشاركتها لا يتحقق بطريقة مثلى إلا عندما يكون جزءا من كفاح المجتمع للتحرر من الاستبداد والظلم".
ولفتت كرمان إلى أن المرأة أخذت مكانها كقائدة عندما وضعت نفسها في قلب قضايا مجتمعها، وأصبحت جزءاً من الحركات السياسية والمجتمعية والثقافية.
وقالت كرمان إن الاستبداد، وأنظمة التمييز واللامساواة، عندما تتحكم بالمجتمع، فإن آثارها تطال الجميع، دون استثناء أحد.
وأضافت كرمان: "عندما يتحرر المجتمع من الاستبداد والقمع والنظام الشمولي، فإن جميع أفراده تصلهم نسمات الحرية".
وأوضحت كرمان أن التغيير يحدث بصعود حركات سياسية واجتماعية تُقِيم نظاما جديدا على أنقاض النظام القديم، مشيرة إلى أن التمييز الإيجابي في دول تحكمها أنظمة مستبدّة قد يحدث تغييرات شكلية، لكنّه يُبقي على حالة التمييز ضد النساء.
وعن دور المرأة العربية، قالت توكل كرمان كان للنساء دور مؤثر في ثورات "الربيع العربي" والتغيير الذي بشرت به، واصفة إياه بأرفع مراتب النضال المجتمعي الذي اجتذب مشاركة كبيرة للمرأة في مجتمعات لم يتوقع العالم أن يكون للنساء فيها هذه الارادة الفعالة.
ولفتت كرمان إلى أن العالم عرف نوعا بشعا من الحروب ابتكرتها الديكتاتوريات المنتقمة التي لم تتورع عن تدمير بلدانها وتحويلها إلى ركام فوق النساء والرجال والأطفال.
وأشارت كرمان إلى أن الحرب أعاقت طموحات اليمنيين، رجالا ونساء، بمواطنة متساوية ليس فيها أي نوع من التمييز الطبقي والعرقي والديني والسلالي، مثلما ألقت بظلالها القاتمة على المجتمع كله.
وعن حديثها عن المليشيات ضربت مثالين لذلك، حركة طالبان أفغانستان ومليشيا الحوثي في اليمن، قالت كرمان إن هذه المليشات تتبنّى مواقف معادية للنساء، وتفرض عليهن قيودا أشبه بالعبودية.
وأوضحت كرمان أن مليشيا الحوثي أنشأت مليشيات نسائية تسمى "الزينبيات"، لممارسة أنواع خاصة من القمع ضد النساء، مشيرة إلى أن تلك النساء اللاتي يمارسن أدوارا ضمن نظام التمييز الدّيني والطائفي هن ضحايا مثل أغلبية النساء.
وقالت كرمان إن تشجيع الحراك السياسي والمجتمعي على اجتذاب أعداد أوسع من النساء سيضع قضية مشاركة المرأة والمساواة بين الرجال والنساء في أعلى سلّم أولويات المجتمع والدولة المنشودة.