استعرضت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، في جلسة حوارية على هامش مشاركتها في قمة نوبل للمعلم التي استضافتها العاصمة السويدية ستوكهولم، اليوم الخميس، مسيرتها النضالية من أجل العدالة وحقوق الانسان والحرية والديمقراطية.
وقالت توكل كرمان إن على المعلمين أينما وجدوا في العالم، ان يؤمنوا بتلاميذهم، وان يعلمونهم كيف يصبحون قادة، وأن يتحلون بالصبر إزاء التلاميذ مفرطي الحركة والمشاغبة، وان يصغوا إليهم.
وتابعت كرمان: على المعلمين ان يعلموا تلاميذهم كيف يكونون أصواتا للآخرين، كيف يكونون شجاعا، وأقوياء بما فيه الكفاية غير قابلين للانكسار، لأن ذلك أكثر أهمية من تعليمهم القراءة والكتابة. فتشكيل شخصية الطلاب مهمة جوهرية تمسهم هم أنفسهم، وتمس مستقبلهم ومستقبل الأجيال من بعدهم.
وأشارت كرمان إلى أن المواقف التي واجهتها في المدرسة ودفاعها عن حقوق الطلاب، كان بمثابة اللحظة التي علمتها معنى الصمود، والتي تجسدت فيما بعد في المظاهرات الكثيرة التي نظمتها ضد الدكتاتور علي عبد الله صالح في ساحة الحرية، وفي ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء في العاصمة صنعاء.
وتحدثت توكل كرمان عن مكبر الصوت الذي أهدته لمتحف جائزة نوبل في ستوكهولم، الذي شاهده مئات الآلاف من الزوار والكثير من الطلاب.
وقالت توكل كرمان: نعم أتذكر، إنه صوتي، وجيشي، وسلاحي. إنه مكبر الصوت هذا، فلكم انا فخورة به، فهو مستندي في وجه كل الجنود من حولي، ولكم حاولوا انتزاعه مني، لكنهم باءوا بالفشل.
وتابعت كرمان: إنني فخورة بمكبر الصوت هذا لأنه كان هو صوت الشعب في اليمن، بل وقدره، فلولا ذلك المكبر لما استطعنا الوصول الى الشعب اليمني.
وأضافت كرمان: لقد جبت بذلك المكبر شوارع صنعاء بمفردي، أنادي الناس ليستيقظوا لإنقاذ اليمن، وحملته أمام جامعة صنعاء بمفردي أدعو طلاب واساتذة جامعة صنعاء أن هلموا الى التغيير. ولم أفكر على الاطلاق ان صوتي لن يصل الى الناس.
وأكدت كرمان أن مكبر الصوت ذاك لم يكن صوت توكل فقط، بل كان صوت كل العرب ممن يحلم بالديمقراطية، والحرية، والعدالة، والمساواة، وحكم القانون. بالنسبة لنا نحن اليمنيون، كان مكبر الصوت ذاك هو وسيلتنا الوحيدة.
وأردفت كرمان قائلة: وبالمناسبة، فأنا أنتمي الى مجتمع يمتلك أكثر من 60 مليون قطعة سلاح. لكن افراد ذلك المجتمع اختاروا حمل مكبر الصوت ذاك باليد اليمنى والورود باليد اليسرى في وجه كل اشكال العنف التي لجأ لها الدكتاتور، وبهما اجبرنا دكتاتور اليمن، علي عبد الله صالح، على التنحي، ومثله دكتاتور مصر، حسني مبارك، ودكتاتور السودان، عمر البشير، ودكتاتور الجزائر، ودكتاتور ليبيا. جميع الثورات بدأت بمكبر الصوت ذاك، لذا انا فخورة كل الفخر به.
وفيما يلي نص الجلسة الحوارية:
مديرة الجلسة: مرحباً بك توكل كرمان، أستطيع القول بكل ثقة إنك تملكين من الألقاب أروعها، فأنت "أم الثورة" وأنت "المرأة الحديدية". أنت الآن في غرفة مليئة بالمعلمين، وبما أنك تُلقبين بـ"أم الثورة"، فأتصور أنك لم تكوني طالبة هادئة أو خجولة في المدرسة.
توكل كرمان: [تضحك].. طبعا، طبعاً.. ولكم اشتكى مني المعلمون... والآن حينما التقيهم، يقولون يا إلهي أنك لا زلت توكل التي نعرف، توكل المشاغبة. فعلا، كنت حينها جريئة.. وكثيرة الحركة.. وفي نفس الوقت أحظى بالاحترام، ولا أدري لماذا... كنت أيضاً أحظى بحب معلماتي، وكنت شخصية قوية ومشاكسة، نعم مشاكسة جداً... بالمناسبة، كان يفترض ان أصبح معلمة، وهذه المعلومة ربما تكون جديدة لمن يعرفني. من القصص الهامة التي لا زالت عالقة في ذاكرتي والتي غيرت مستقبلي وحلمي بأن أصبح معلمة، وأصبحت بدلاً من ذلك صحافية وناشطة حقوق انسان، هي تلك التي حدثت بيني وبين احدى معلماتي.
آنذاك، كنت أنا المسؤولة عن أي شيء يحدث داخل الفصل بحكم أنني ممثل عن زملائي وقائدتهم في الفصل. أتذكر ان الجو كان ماطرا ونحن في المدرسة، وكانت المعلمة تصرخ بأعلى صوتها على التلاميذ وتقول لهم "اصمتوا.. اسمعوا" في تلك اللحظة، وقفت وقلت للمعلمة: "يا أستاذة، لماذا تصرخين بصوت مرتفع، فلست بحاجة لأن ترفعي صوتك ان اردت أن تقولي شيئاً، فقط كوني هادئة وسوف يصغون إليك، وربما غيروا سلوكهم. أما صراخك فلن يغير سلوكهم، وإن تظاهروا بذلك فسيكون ذلك نتيجة خوف منك، ولن يدركوا أنهم اقترفوا خطأ ما. حملقت المعلمة في وجهي ورفعت بصرها الى الأعلى وقالت: "اللهم بحق هذا المطر اجعل توكل تكون معلمة وارزقها تلاميذ مشاكسين مثلها!!"
وقد رددت عليها بالقول: "لا، لا، لا". في الواقع، أقدر كثيرا ما تقومون به أنتم المعلمون، لاسيما مع تلاميذ أمثالي... على العموم، تحية كبيرة لكل المعلمين في العالم أجمع. أيام المدرسة، كان يبدر مني الكثير من الإزعاج والاخطاء وكثرة الحركة. ومع ذلك، كان لدي معلمون عظماء أحظى باحترامهم وإصغائهم. صحيح كان هناك بعض الانفعالات السلبية من بعضهم، لكن إليهم يعود الفضل فيما أنا عليه اليوم. فكل الشكر لكم جميعا معلماتي ومعلمي!!
مديرة الجلسة: فعلاً، هذا مما استذكره الكثير من الحائزين على جائزة نوبل؛ أهمية المعلمين وتقديرهم وتشجيعهم لهم من وقت مبكر. إن الأمر اشبه ما يكون بخيط أحمر يمر عبر التاريخ.
توكل كرمان: بالنسبة لي، والذي لا يزال عالقاً في ذاكرتي، اثنتان من المعلمات، احداهن كانت مديرة المدرسة. عندما كنت في الصف السادس، بدر مني خطأ لا أنساه اطلاقاً. وقفت المديرة أمام جميع التلاميذ قائلة "على الذي اقترف ذلك الخطأ أن يأتي الى الإدارة". فرديت عليها بأني من فعل ذلك، لكنها لم تلمني امام الآخرين، وذهبت الى مكتبها واعتذرت منها. تلك اللحظة على وجه التحديد غيرت الكثير في شخصيتي. أما المعلمة الأخرى فنموذج مختلف، حيث حاولت تدميري. لكن على الرغم من طريقة التعامل تلك، الا انها أسهمت في إعادة صياغة شخصيتي وعلمتني كيف أكون قوية ولا استسلم. وهنا أقول، على المعلمين أينما وجدوا في العالم، عليهم ان يؤمنوا بتلاميذهم، وان يعلموهم كيف يصبحون قادة، وان يتحلوا بالصبر إزاء التلاميذ مفرطي الحركة والمشاغبة، وان يصغوا إليهم. على المعلمين ان يعلموا تلاميذهم كيف يكونون أصواتا للآخرين، كيف يكونون شجاعا، وأقوياء بما فيه الكفاية غير قابلين للانكسار، لأن ذلك أكثر أهمية من تعليمهم القراءة والكتابة. فتشكيل شخصية الطلاب مهمة جوهرية تمسهم هم أنفسهم، وتمس مستقبلهم ومستقبل الأجيال من بعدهم.
مديرة الجلسة: بمناسبة الحديث عن الشجاعة، فإنك، وقبل سنوات من الربيع العربي، خرجت إلى نفس الساحات في صنعاء، للتظاهر السلمي من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية، وطالبت الرئيس الذي طال أمده في الحكم بالرحيل. من أين أتت تلك الشجاعة؟ أكان للمعلمين دور في ذلك؟
توكل كرمان: لا، لا، لم يكن لهم دور، لأن ما تبنيته من مظاهرات واعتصامات جوبهت باستياء معلمي مني. ذات مرة، أرادت إدارة المدرسة تغيير مدرس الرياضيات، فقررت تنظيم مظاهرة أمام مكتب مديرة المدرسة، الأمر الذي اغضبها وجعلها تصرخ بصوت عال "ما الذي يحدث!" ما جعل التلاميذ يفرون جميعاً، وبقيت واقفة لوحدي، وهو موقف منحني بطريقة أو بأخرى الشعور بالقوة وان عليّ ألا استسلم، وأن يتعلم زملائي التلاميذ مني درساً بأهمية العمل الجماعي. وهي لحظة علمتني معنى الصمود، وتجسدت فيما بعد في المظاهرات الكثيرة التي نظمتها ضد الدكتاتور علي عبد الله صالح في ساحة الحرية، وفي ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء في العاصمة صنعاء.
بدأت رحلتي تلك وحيدة، كامرأة وكمدافعة عن حقوق الانسان، مستحضرة على الدوام تجربة مظاهرتي الأولى في المدرسة. بداية قمت بتجميع الناس، ممن سلبت حقوقهم، وقمت بتشجيعهم على المطالبة بحقوقهم، وفي الوقت نفسه المطالبة بحقوق الشعب أيضا، وفي مقدمتها الحق بالتعبير. إذاً، كانت تلك هي رحلتي الأولى مع الضحايا، وبالأخص أولئك القادمين من القرى، ممن كانوا يأتون الى منظمتي "منظمة صحفيات بلا قيود"، ومع الصحافيين، ومع مختلف الوسائل الاعلامية كالصحف والمواقع الإلكترونية، التي تعرضت للحظر من قبل الحكومة، وكذلك فيما يتعلق بالصحافيين الذين تعرضوا للاعتقال. وبالتالي كانت منظمتي، واعتصاماتي ومظاهراتي بمثابة منبر لكل هؤلاء لإيصال صوتهم
وبالتالي مثلما كنت صوتاً للتلاميذ في المدرسة، أصبحت لاحقاً صوتاً للصحافيين، بل وصوتاً لكل أولئك الذين لديهم مطالب بعينها كالعدالة وغيرها. ثم بعد ذلك، أصبحت صوتاً لكل الشعب الذي ينادي بالحرية والعدالة، والديمقراطية وحكم القانون. جرى ذلك كله بطريقة سلمية، وفي مواعيد منتظمة، أي كل ثلاثاء، ابتداء من العام ٢٠٠٦ وحتى العام ٢٠١١، وذلك في ساحة الحرية أمام مقر رئاسة الوزراء بالعاصمة صنعاء. واستمرت الاعتصامات على ذلك النحو من اجل حق التعبير عموما، ومن أجل بعض الحقوق المحددة كحقوق المعلمين، وكانت نقابة المعلمين من أكثر النقابات التي نشطت معنا، وهو ما تجلى من خلال زخم المظاهرات، حيث رفد حضورها القوى الساحات بعشرات الآلاف من المعلمين الذين يطالبون بحقوقهم. وهكذا فإن الاعتصامات والمظاهرات المستمرة كل ثلاثاء من العام ٢٠٠٦ وحتى العام ٢٠١١ قادت الى ثورة ضد الدكتاتور بعد أن وصلنا الى قناعة بأنه لم يعد هناك أي حلول يمكن أن يقدمها، وبالتالي دخلنا مرحلة جديدة عنوانها رحيل هذا الدكتاتور إن كنا نريد فعلاً يمناً مستقراً وديمقراطياً. وهنا بدأت ثورة 11 فبراير عام 2011 في اليمن.
مديرة الجلسة: نعم، والتي كانت اول شرارة لها في شهر ديسمبر من العام 2010 في تونس حينما أحرق بوعزيزي نفسه، لتتنقل بعد ذلك الى شمال افريقيا ثم سوريا واليمن. آنذاك، وكما ذكرتي، قد كنت ناشطة في مجال حقوق الانسان ولسنوات طويلة، هل لك استحضار لحظة اندلاع تلك الموجة وكذلك لحظة التحاقك بالربيع العربي أو بما تسمونه بثورة الياسمين؟
توكل كرمان: حينما نتحدث عن ثورة اليمن، فان الربيع العربي أتى كخطوة تالية لها، وذلك واضح من خلال ما استعرضته لك من مظاهرات واعتصامات سلمية بدأت من العام 2006 لمناوئة الفساد والحروب وغير ذلك، وبالتالي بدأ تصاعد الوضع تدريجياً من خلال تعبير الناس عن رفضهم لسياسة الحكومة. حتى جنوب اليمن، شهد تظاهرت وتجمعات سلمية ضد الحكومة، وجميع تلك الدعوات والمطالب كانت تتمحور حول مطالبة الحكومة والنظام بالتغيير، وبوقف الحرب، ووقف تدهور الاقتصاد، وتغيير القوانين هنا وهناك، وكذلك التوقف عن انتهاكات حقوق الانسان، والاعتقالات، وقتل المواطنين. اذاً، كانت الأصوات تنادي اما بالتوقف عن فعل شيء أو المطالبة بإصلاح شيء. وخلال تلك المرحلة، نشرت العديد من المقالات التي أشرت فيها الى أننا بحاجة الى اسقاط النظام، وان لا حل الا هذا، لكن الناس لم تك مقتنعة بذلك، وكانت الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني تستعظم القيام بثورة، واخذت بدلا من ذلك تطالب بإصلاح النظام. وقد كان ما أرادوا، وقمنا بذلك لسنوات.
لكن الذي حدث حينما اندلعت الثورة التونسية هو ان الناس اقتنعت أخيرا بأنه لا سبيل لإحداث التغيير في بيئة كتلك البيئة الاستبدادية الا بتغيير الدكتاتور نفسه، ولن يكون هناك إصلاحات حقيقة أو تغيير كبير الا برحيل الحاكم المستبد. وبالتالي، فالثورة التونسية لا شك أنها عملتنا أيضاً درساً مهماً، وبالتالي منحتني فرصة سانحة للتحرك، فاحتشدنا، وهنا لا ابد ان اشير الى ان الطلاب كان لهم دور كبير جدا في الثورة. في مرحلة ما قبل الثورة كان الذي حولي هم بعض الضحايا وبعض مدافعي حقوق الانسان والمعلمين، لكن قرار الثورة ارتبط لاحقا بالطلاب، حيث قمت بجمع القيادات الطلابية في منزلي، وبالتحديد في الرابع عشر والخامس عشر من شهر يناير 2011، وشرعنا في صياغة "بيان الثورة"، ثم اتجهنا الى ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، واتخذناه معتصما لنا بدلا عن ساحة الحرية أمام مقر مجلس الوزراء، فكان للطلاب وكذلك للمعلمين وأساتذة الجامعات دور كبير في ذلك التحول التاريخي في اليمن. وبالمناسبة، فان الشيء ذاته حدث في تونس ومصر وسوريا والسودان، حيث قاد الطلاب ومعهم الشعب لحظة التحول تلك لهدم جدران الخوف والقيام بما قاموا به.
مديرة الجلسة: لعله من غير اللائق أن نطلب هدية من ضيف، ولكننا في متحف جائزة نوبل فعلنا ذلك. عندما زرت متحف جائزة نوبل منذ سنوات، طلبنا منك إحضار "قطعة أثرية"، وستأتي زميلتي هيليانا الى هذا المكان بما لا يمكن عادة رؤيته الا خلف واجهات العرض في المتحف. وهذا الشيء قد شاهده مئات الآلاف من الزوار والكثير من الطلاب. أتذكر أنه كان شتاءً وكان الثلج يتساقط حينما قمتي بزيارتنا وفي يدك كيس بلاستيكي، سلمتيه لنا وقلتي: ها أنا أعطيكم صوتي.
توكل كرمان: نعم أتذكر، إنه صوتي، وجيشي، وسلاحي. إنه مكبر الصوت هذا، فلكم انا فخورة به، فهو مستندي في وجه كل الجنود من حولي، ولكم حاولوا انتزاعه مني، لكنهم باءوا بالفشل، وحينما انتزعوه مني اخذوني الى السجن. إنني فخورة بمكبر الصوت هذا لأنه كان هو صوت الشعب في اليمن، بل وقدره، فلولا ذلك المكبر لما استطعنا الوصول الى الشعب اليمني. لقد جبت بذلك المكبر شوارع صنعاء بمفردي، أنادي الناس ليستيقظوا لإنقاذ اليمن، وحملته أمام جامعة صنعاء بمفردي أدعو طلاب واساتذة جامعة صنعاء أن هلموا الى التغيير. ولم أفكر على الاطلاق ان صوتي لن يصل الى الناس. ولكم حاولوا النيل مني بالرسوم الكرتونية المسيئة وأنا احمل مكبر الصوت هذا. لجأ الدكتاتور ونظامه للقيام بأشياء كثيرة للنيل مني، ومن أدواتي، وبالأخص الكاميرا ومكبر الصوت. لكنني فخورة كل الفخر بذلك، وأي شخص قدم الى هنا والتقط صورة مع مكبر الصوت ذلك، فإنه بذلك يكون قد صورة لأهم نقطة تحول في تاريخ دول الربيع العربي.
ان مكبر الصوت ذاك لم يكن صوت توكل فقط، بل كان صوت كل العرب ممن يحلم بالديمقراطية، والحرية، والعدالة، والمساواة، وحكم القانون. بالنسبة لنا نحن اليمنيون، كان مكبر الصوت ذاك هو وسيلتنا الوحيدة. وبالمناسبة، فأنا أنتمي الى مجتمع يمتلك أكثر من 60 مليون قطعة سلاح. لكن افراد ذلك المجتمع اختاروا حمل مكبر الصوت ذاك باليد اليمنى والورود باليد اليسرى في وجه كل اشكال العنف التي لجأ لها الدكتاتور، وبهما اجبرنا دكتاتور اليمن، علي عبد الله صالح، على التنحي، ومثله دكتاتور مصر، حسني مبارك، ودكتاتور السودان، عمر البشير، ودكتاتور الجزائر، ودكتاتور ليبيا. جميع الثورات بدأت بمكبر الصوت ذاك، لذا انا فخورة كل الفخر به. اشكركم على احضاره هنا، وانا على وشك ان أذرف الدموع لأنه يحمل الكثير من الذكريات.
لمشاهدة الجلسة الحوارية اضغط (هنـــــا)