كلمات
شكرا لجميع الحضور الذين انضموا الى هذا المؤتمر وإلى هذه القمة التي نعقدها بالتوازي مع القمة العربية المزمع عقدها خلال اليومين المقبلين..
أحيي الحاضرين معنا جميعاً اليوم وأتمنى أن تكون قمتنا بداية لجهود مستمرة يفرضها علينا انتماءنا للإنسانية وانتماءنا العربي والاسلامي لنشارك بكل جهودنا مع كل أحرار العالم وكل الفعاليات الشعبية في عالمنا العربي والعالم للتضامن مع اهلنا في فلسطين بشكل عام واهلنا في غزة بشكل خاص والدعوة لوقف حرب الابادة التي يشنها الكيان الاسرائيلي ضدهم والتي تجاوزت الشهر.
هذه حرب ابادة تستخدم فيها أحدث الاسلحة ذات القدرات التدميرية العالية. حرب إبادة وتطهير عرقي يستخدم فيها القنابل الفوسفورية وغيرها من الاسلحة المحرمة دوليا. حرب إبادة وتطهير عرقي يطال النساء والاطفال والمدنيين في التجمعات السكنية في غزة وصل ضحاياها الى ارقام مهولة تتجاوز عشرة آلاف شهيد وأعداد مضاعفة من الجرحى ومئات الألاف من المشردين ناهيك عن تدمير البيوت والبنية التحتية والمساجد والمدارس والمستشفيات وغير ذلك.
هذه الحرب -وهكذا يجب أن نصنفها وما أفعله أنا مع كثير من نشطاء العالم- بالسعي الى تصنيفها كحرب إبادة حقيقية وتطهير عرقي تستهدف اهلنا في غزة، وهي تصدم العالم كله وتضعه امام تحد كبير لم يسبق للعالم ان واجهه إلا في الحرب العالمية الثانية.
هذه الحرب تتحدى كل قيمنا الانسانية وتتحدى القوانين الدولية وتضرب في الصميم كل مواثيق وعهود حقوق الانسان.
هذه الحرب التي تقتل المدنيين وتدمر البيوت وتستهدف المستشفيات وسيارات الاسعاف في جريمة مبثوثة على الهواء ويشاهدها العالم كله بشكل مباشر، تتطلب منا جميعا ان نواجهها بيد واحدة وننقذ اخوتنا في غزة من الحصار والموت والتشريد والجوع، هذه الحرب التي تقوم بها اسرائيل بدعم من امريكا وغيرها من الدول الغربية، حرب الابادة الشاملة هذه هدفها واضح وهو تهجير الشعب الفلسطيني واقتلاعه من ارضه عبر القصف والحصار والحرمان وقبل ذلك عبر جدار الفصل العنصري، حصار غزة وحرمان الشعب الفلسطيني من احتياجاتها من الغذاء والدواء، وكما نشاهد جميعا المأساة التي تواجه شعبنا الفلسطيني تعجز الكلمات عن وصفها.
نحن هنا نوجه خطاباً لرؤساء وقادة وملوك الدول العربية الذين سيلتقون في القمة العربية خلال اليوم القادمين، نحن نطالبهم -بغض النظر عن دعواتنا للتغيير وغيرها- بأن يتناسوا خلافاتهم ويقومون بواجبهم لنصرة أهلنا في غزة وان يتخذوا موقفا حازما لإجبار الاحتلال الاسرائيلي على وقف حرب الابادة، والرفع الفوري للحصار وفتح ممرات إنسانية آمنة لمرور مساعدات الغذاء والدواء وتوفير كافة الاحتياجات الانسانية التي حولت غزة إلى سجن كبير فيها اثنين مليون فلسطيني.
بوسع الدول العربية فعل الكثير، وأحرار العالم معها وقد شاهدنا وعي عالمي كبير، وحشد عالمي كبير ومظاهرات عالمية كبيرة في جميع عواصم العالم من أوروبا والامريكيتين الشمالية والجنوبية وآسيا وكل بقاع الارض، شاهدنا الجميع يرفض حرب الابادة هذه ويرفض الحصار، وهنا نحن نتكلم عن شعوب العالم التي تقف معنا نحن الشعوب العربية في مواجهة هذه الحرب الكارثية البربرية.
الدول العربية التي ذهبت إلى التطبيع مع إسرائيل، ذهبت مقابل لا شيء. لم تقدم اسرائيل مقابل هذا التطبيع أي شيء يثبت توجهها نحو السلام واحترام حقوق الشعب الفلسطيني، لم تلتزم اسرائيل يوما بأي اتفاقية سلام وتحديداً الاتفاقيات الدولية، وترفض اسرائيل حل الدولتين وبالتالي لا أدري التطبيع الذي قامت به هذه الدول العربية مقابل ماذا! أكيد المقابل نعرفه جميعا ولا مجال الآن في ظل الدماء التي تنزف في غزة ان نتحدث عن المقابل للتطبيع، ولكن نطالب الدول العربية ان تقوم بدورها في انقاذ الشعب الفلسطيني ولا أقل من سحب سفراء اسرائيل في دولهم.
أيضاً أذكرهم بانه في القمة العربية التي ستعقد خلال اليومين القادمين بان شعوب العالم معنا، وتطالب بوقف هذه الحرب عبر التظاهرات الحاشدة التي يشاهدونها في كل مكان. أغلبية ساحقة من دول العالم حددت موقفها، الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 أكتوبر صوتت على قرار يدعو لوقف إطلاق النار في غزة، وبدء هدنة انسانية دائمة وعدم تهديد واستهداف المدنيين وفتح الممرات لدخول المساعدات الإنسانية.
لا أقل من أن تقوم الدول العربية برفع صوتها كما رفعت الجمعية العامة للأمم المتحدة وان تطالب بنفس هذه المطالب وان تعمل بجهود حقيقية من أجل انقاذ غزة وسيكون موقفها موضع تأييد شعبي كبير من قبل شعوبنا العربية وشعوب العالم ومحل احترام عالمي، فوق انه واجب قومي وانساني واخلاقي لهم، عليهم أن يفعلوا شيء، أو ستصل إليهم هذه العجرفة التدميرية من قبل اسرائيل إذا التزموا الصمت أمامها، كما أن شعوبنا لن تغفر لهم هذه الغفلة وهذا التآمر. لن يغفر لهم الحاضر ولن يغفر لهم التاريخ إن بقوا متفرجين.
أخيراً.. أذكر بأن القضية الفلسطينية قضية عادلة ويمثل النضال في مواجهة الاحتلال الاكثر استدامة في العالم منذ 75 عاما ولا تزال معاناة الشعب الفلسطيني مستمرة الى اليوم، هذه قضية شعب يسعى الى اقامة دولته المستقلة بموجب قرارات الامم المتحدة وانهاء الاحتلال.
لا أقول شيئا جديداً العالم كله يعرف السياق التاريخي لاستمرار الصراع، الأسباب الجذرية لتصاعد العنف وسببه المتمثل في الاحتلال الاسرائيلي الذي طال أمده على الاراضي الفلسطينية، وعواقبه المدمرة على الشعب الفلسطيني، حل القضية الفلسطينية يتحقق بتحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال واقامة دولته المستقلة، يتمثل بتطبيق وتنفيذ القوانين والاتفاقيات الدولية وعلى رأسها الاتفاقيات الدولية التي تدعو الى انهاء الاحتلال وعودة اللاجئين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة.
شكرا لكم ولكل من حضر هذه القمة..
لمشاهدة الكلمة اضغط هنـــــا