بسم الله الرحمن الرحيم.. بسم الوحدة اليمنية.. بسم اليمن العريق الضاربة جذوره في أعماق التاريخ.. أحييكم جميعاً اخواني واخواتي أينما كنتم في ربوع اليمن الحبيب وفي بلدان المهجر والاغتراب..
أحييكم جميعاً شعبنا اليمني الأبي في ذكرى تحقيق وحدة الوطن اليمني في الذكرى الثالثة والثلاثين لتحقيق الوحدة اليمنية وإعلان قيام الجمهورية اليمنية التي ارتفعت رايتها خفاقة شامخة يوم الثاني والعشرين من مايو عام 1990 تتويجا لنضالات طويلة وتضحيات كبيرة قدمها شعبنا من اجل تحقيق الوحدة التي كانت هدفاً لأجيال من المناضلين اليمنيين، نحتفل بالعيد الوطني لليمن ورؤوسنا مرفوعة لأننا نتمسك بوحدة بلدنا ونرفض تمزيقه، من عليه أن يخجل هم أولئك العملاء الذين ينفذون مخططات أعداء اليمن ويسعون لتمزيقه.
مؤامرة تقسيم اليمن الى دويلات اتخذ قرارها في الرياض وابوظبي عشية تدخلهم واعلانهم الحرب على اليمن ذلك هو الهدف وتلك هي الغاية من تدخلهم وحربهم في اليمن وهاهم اليمن يعتقدون ان الوقت قد حان ليعلنوا فجورهم في وجه اليمن واليمنيين بتقسيم بلدهم الى دويلات ومحميات تدين بالولاء لهم، تدين بالولاء لمن يمولها من خارج اليمن.
تجاوزوا كل حد وزينت لهم أمانيهم تقسيم بلدنا اليمن، وتلك طبعاً محض أوهام واماني في مواجهتهم سينهض شعبنا اليمني العظيم متسمك بثوابته الوطنية المتمثلة بالوحدة والجمهورية والسيادة والاستقلال.
سيواجه شعبنا مؤامرة تمزيقه دفاعا عن وحدة اليمن وسيادته واستقلاله. مصائر البلدان وسلامة ترابها الوطني فوق كل اعتبار وأعلى من أي غاية، حولها يتوحد الناس وعندها تتلاشى التباينات ومن اجلها ترص الصفوف، ومثلما كانت الوحدة اليمنية تتويجاً لنضالات شعبنا وكفاحه الوطني، فسيكون شعبنا هو الحامي لوحدة اليمن التي تتعرض اليوم لمؤامرة كبيرة تستهدفه وتستهدف وحدته وجمهورية وسيادته واستقلاله، وتسعى لإعادته الى عهد السلطنات والمشيخات والامامة والمحميات والاحتلال والوصاية الخارجية.
اخواني واخواتي في اليمن وكل مكان..
واحدية مصير اليمن راسخة رسوخ هذا الشعب وشامخة شموخ جباله العالية، واحدية المصير اليمني هي خيارنا الوطني خيار التمسك بالدولة اليمنية، دولة الجمهورية اليمنية منجز اليمنيين الأكبر في تاريخهم الحديث. تشرذم اليمن وتجزئته إلى دويلات متناحرة هو مشروع أعداء اليمن لا مصلحة ليمني في تقطيع اوصال بلاده، الانفصال يعد اليمن بمهانة تاريخية لن تغفرها لنا الأجيال القادمة ان نحن صمتنا عنها وقبلنا بها.
اليوم في هذا اليوم العزيز، في هذا اليوم العظيم، في هذا اليوم الاغر نتذكر اجيالاً من الحركة الوطنية اليمنية الذين ناضلوا من أجل لم شمل اليمنيين وتوحيد اليمن، نتذكرهم لنستمد منهم القوة والعزيمة لمواجهة هؤلاء الأعداء الذين يهددون حاضرنا ومستقبلنا.
أعداء شعبنا يعملون اليمن لتمزيق يمنننا العظيم من اجل تسهل لهم الهيمنة عليه، والعبث بثرواته وجزره وسواحله ومقدراته ومكتسباته الوطنية.
علينا بعد اعتصامنا بالله ان نعتصم بحبل ثوابتنا الوطنية وعلى رأسها الوحدة اليمنية التي كانت تتويجا للثورتين العظيمتين سبتمبر واكتوبر. التمسك بهذه الثوابت الوطنية هو اكبر حامي لنا من السقوط في الارتهان للاجنبي والاذعان لاهدافه المشبوهة التي تهدد اليمن ووحدته جمهوريته وشعبه وسيادته بالضياع.
لقد سقطت كل الأقنعة الزائفة وأظهر الأعداء حقيقة ما كنا نحذر منه في سنوات الحرب الغاشمة ضد بلدنا وشعبنا ومقدراته وبنيته التحتية ومدنه وكل ما فيه، وهاهم اليوم يرسمون خطوط حصصهم على دمائنا وفوق انقاض بلدنا ومدننا المدمرة. يتقاسمون النفوذ ويتبادلون الأدوار بينما هم عدو واحد بوجهين، مثلما كانت الامامة المتوكلية والاستعمار البريطاني.
أيها اليمنيون الاحرار في كل اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه..
ينبغي ان نتحلى نحن اليمنيون بمسؤولية اكبر عند الحديث عن قضايانا الوطنية وان نبتعد عن الخضوع وتقديم التنازلات المجانية لاي احد.
بالأمس في اجتماع جامعة الدول العربية دعا رشاد العليمي الى احترام وحدة الأراضي السورية وسلامتها لكنه لم يقل الامر ذاته عن ضرورة وحدة الأراضي اليمنية، لم يتكلم كلمة واحدة عن ضرورة وحدة الأراضي اليمنية وسلامتها، انا بصراحة لا ألومه لسبب وحيد لا لوم على الأدوات بل على مالكيها، المالكون هنا هم الرياض وأبوظبي، هؤلاء من يتحملون كامل المسؤولية في التآمر على وحدة اليمن وسلامته، وشعبنا بالطبع سيسقط مؤامرتهم، لن يسقط مؤامرتهم فحسب بل سيرد لهم كيل الصاع بالقنطار ليس لدينا أبداً ادنى شك في ذلك. لكن من المهم ان نفهم جميعا ان من يلام بشدة ايضاً ومن يتحمل المسؤولية الكبرى هنا هي الأحزاب السياسية اليمنية فالصمت خيانة وجريمة كبرى بحق الوطن، هو ليس دهاء ولا سياسة بل خيانة وغباء وجبن وحين تكون قائد حزب ولا تعمل شيء ولا تقول شيئا امام تمزيق وطنك على هذا النحو المعلن وليس الخفي، وبالطبع ما خفي اعظم، حينها انت خائن كبير وهذا ألطف تعبير استطعت ان أصل إليه لوصف هؤلاء الخونة.
كثيرة هي المؤامرات لكن قدر اليمن ان يحبط كل تلك المؤامرات، اليمن بلد المفاجآت كل ما اعتقد العدو انه نال منه فاجأه بما لا يسره.
نحن حين ندافع عن الوحدة اليمنية، حينها نحن ندافع عن الكيان اليمني الذي سوف يتداعى أكثر فاكثر في حال التسليم بمنطق التقسيم. اننا عندما ندافع عن اليمن عن الوحدة اليمنية، انما دافع عن شرعية الجمهورية اليمنية العضو في الأمم المتحدة وليس من حق أي احد ان يغير من معالم هذه الدولة أو ينتقص من أراضيها أو حدودها، واي اعمل في هذا السياق لا يعد أمراً مشروعاً ويحق لليمنيين مقاومته بكل وكافة الأساليب والسبل.
إننا عندما ندافع عن الوحدة انما ندافع عن نضالات الحركة الوطنية اليمنية وتضحياتها الكبيرة، هذه النضالات التي منحنتا تاريخا مشرفا والتي أكدت في مناسبات متعددة ان اليمني جدير بالحرية والكرامة والعيش دون وصاية من أحد.
اننا عندما ندافع عن الوحدة اليمنية انما ندافع عن الاستقلال، فتقسيم اليمن لن يجلب سوى التبعية للخارج، ولعل الانفصاليين الجدد مثال حي على التبيعة لحكام ابوظبي والرياض، ما هو الثمن الذي سيدفعونه سوى التوقيع على اتفاقيات مجحفة بحقوق الشعب اليمني، تسلم الأرض اليمنية، تسلم اليمن بجزرها وسواحلها وموانئها وثرواتها..
اننا عندما ندافع عن الوحدة اليمنية انما ندافع عن النظام الجمهوري اذ يصعب ان يعلن أحدهم تخليه عن الوحدة ثم يكون مخلصا في الدفاع عن الجمهورية. الوحدة شرط أساسي للقضاء على المشروعات الطائفية والجهوية وفي مقدمتها الامامة والحكم العائلي.
اننا حين ندافع عن الوحدة اليمنية انما ندافع عن الديمقراطية وعن حق الناس في اختيار حكامهم. اليمني سئم الاستبداد والفساد فالدول التي يراد ان تنشأ على انقاض اليمن الكبير لن تكون سوى مزارع استبدادية يتحكم فيها مجموعة من الاشخاص وبعض المقربين منهم بالسلطة والأموال، ولن تكون الديمقراطية هي الضحية الوحيدة في حال تمزيق الوطن، لا، ايضاً حقوق الانسان وحرياته، لذا المحافظة على الوحدة اليمنية هام جدا يوفر قدرا كبيرا من التنوع الذي يصعب اداراته الا بالديمقراطية.
اننا عندما ندافع عن الوحدة اليمنية فنحن ندافع عن الامن والسلم الإقليمي والعالمي، إذ ان تقسيم اليمن فضلا عن ان الشعب اليمني لن يقبل به وسيتخذ كافة السبل والاساليب لمواجهته، كما انه سوف يحول بلادنا لساحة استقطاب يتم فيها تنفيس الصراعات الإقليمية والعالمية وسيظل اليمنيون وقود الحروب الباردة والساخنة لتلك الأقطاب، تبقى اليمن حينها ساحة توتر وصراعات وحروب وهي ذات الموقع الجغرافي بالغ الأهمية للأمن والسلم العالميين.
اننا عندما ندافع عن الوحدة اليمنية، انما ندافع عن اليمن الكبير الذي لن نسمح لاحد ان يفصل لنا مقاسه، اليمن الكبير الذي ندافع عنه ونناضل من اجله هو يمن متعدد متنوع يحترم فيه الافراد ومعتقداتهم تتقاسم فيه الحكومة المركزية والاقاليم صلاحيات الحكم بما يسعد المواطنين، وبما يجعل الدولة قادرة على أداء وظائفها دون تقصير.
نعم، اليمن الذي نناضل بشجاعة لتحقيقه من اجله هو يمن ليس فيه افضلية لأحد على أحد الجميع متساوون امام القانون، لا تمييز ولا عنصرية ولا مناطقية هذا هو اليمن الذي نريده اما خصوم اليمن واعداءه فهم يريدون يمنا متشظيا متقاتلا فيما بين مكوناته لديهم مال كاف لاشعال البلاد لمئات الأعوام ولديهم خبرة في استقطاب العملاء الذين يبررون وينفذون اجندتهم.
إذا هي معركة فاصلة في تاريخ اليمن إما أن يكون كبيراً أو أن يتلاشى، إما ان يكون جمهوريا او امامة ومرض وجوع، إما ان يكون قويا مستقلاً أو تابعاً منزوع القرار والسيادة، الأمور واضحة والقوى اليمنية المختلفة مطالبة اليوم باتخاذ مواقف سياسية واضحة تنحاز لوطنهم وللشعب اليمني الذي يرفض التقسيم والذي يرفض حكم الميليشيات، والذي يرفض المشروعات الطائفية والمناطقية. الوحدة اليمنية ليست مشروعاً للاستحواذ او السيطرة هذا ما ينبغي ان يكون مفهوماً وواضحا للجميع، الوحدة اليمنية ليست مصدر تهديد لأي احد هذا ما ينبغي ان يدركه أولئك الذين ينفقون أوقاتهم وأموالهم للتآمر عليها.
أيها اليمنيون الحرار في كل مكان..
لا احد يملك تغيير شيء في الوضع القانوني للجمهورية اليمنية، لا قيمة لأي إجراءات تتخذ في هذا المسار، كل ما يصدر من أي تنظيم سياسي أو عسكري تحت أي دعوى هو والعدم سواء لا شرعية له ولا اعتبار. هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ما ينبغي ان نتمسك به هو بلادنا، حقوقنا، مصيرنا، والذي يريد ان يتنازل يذهب ان يتنازل من ممتلكاته الشخصية لن يلومه أحده.
نحن نتمسك بوحدتنا ونظامنا الجمهوري ولا شك اننا سوف ننتصر، لا شك ان الشعب اليمني العظيم المتمسك بجمهورية ووحدته سوف ينتصر في النهاية، فالمشاريع غير الوطنية مهما تضخمت سوف تنهار حتما وانا متأكدة ولدي ثقة عظيمة بان الغد افضل من اليوم.
لنعمل بكل إرادة حرة وبكل ضمير وطني، وحتما سنحقق اهداف ثورتنا المجيدة ووحدتنا العظيمة.
ثوراتنا العظيمة التي طالما كانت دليلا قوياً على وحدة شعبنا وبلدنا، هذا البلد كبير بتاريخه وابنائه، عصي على الكسر والبلع والالحاق والتمزيق، لا يصلح اليمن الا كما بدا لأبنائه منذ فجر التاريخ موحدا مستقلا جديرا بالحياة والتواجد بين الكبار..
في اليمن شعب أبي مارد شرس عصي على المحو والتجاوز، اليمن الموحد قضاء الله وقدره ومصير أبدي لا تمحوه الحروب والمؤامرات الصغيرة.
ليمننا لكبير وشعبنا العظيم نقول: قدس اقداسنا هي اليمن، عيدنا الوطني هو يوم إعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني الكبير في الثاني والعشرين من مايو.
المجد لليمن في عيد وحدته المجيدة، وكل عام وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.