كلمات
كلمة توكل كرمان بمناسبة الذكرى الـ12 لثورة 11 فبراير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..سلام على اليمن الكبير..
سلام على كل يمني حر في الداخل والخارج يحب اليمن ويناضل من اجل حريته واستقلاله..
سلام على ثورتي سبتمر واكتوبر المجيدتين..
سلام على فبراير واهل فبراير الذين خرجوا منادين بالحرية والديمقراطية في كل ساحات اليمن وميادينه ولا يزالون على العهد رغم التحديات والصعاب..
السلام عليكم جميعا ابناء شعبنا اليمني العظيم.. أحييكم اخواني واخواتي اينما كنتم داخل اليمن وخارجه..
أتحدث اليوم إليكم بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة الحادي عشر من فبراير المجيدة، ثورة الكرامة والحرية ثورة الشعب اليمني العظيم..
نحيي اليوم ذكرى الثورة الشبابية الشعبية السلمية لنؤكد أن الحرية والكرامة والعدالة والمواطنة ودولة القانون والديمقراطية والشراكة الوطنية مبادئ جوهرية لا يمكننا التنازل عنها، إنها قيم لا وجود لنا كشعب بدونها، نحتفي اليوم بذكرى ثورة فبراير لنؤكد ان الثورة قيم لا تموت وليست مرتبطة بالسلطة تحيا بها أو تموت ان خرجت منها.
ثورة الحادي عشر من فبراير الشبابية الشعبية السلمية هي مشروع نضالي مستمر ومتكامل مع ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين ومع اليوم الوطني المجيد للوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو..
نحتفي اليوم بهذه القيم التي جسدتها ثورة فبراير ورسمت طريقها الطريق الذي سنمضي فيه حتى تتحقق اهداف شعبنا اليمني في بناء دولة القانون والمواطنة التي تستمد وجودها من ارادة الشعب ومن اختياره.
ايها اليمنيون الاحرار في كل مكان في ربوع يمننا الحبيب شماله وجنوبه شرقه وغربه..
بلادنا اليمن تعاني اليوم ممن انقلب على الدولة اليمنية مدعياً ان من حق سلالته أن تحكم اليمنيين لأن مصير دولتهم قد قررته خرافة ورواية مختلفة قبل الف واربعمائة عام تمنحهم حق استعباد اليمنيين والولاية عليهم وامتلاك بلدهم وحياتهم وأموالهم، أيضاً بلادنا تعاني من مشروعات غير وطنية فهناك أخرى؛ هناك من يريد إعادة السلطات في الجنوب ويحتفل باعياد ما قبل الاستقلال متباهياً بتبعيته لدول في الخارج تربطه بها علاقة التابع بالمتبوع والجندي بمن يأمره ويتحكم بمأكله ومشربه ومصيره..
كذلك اليمن تعاني ممن يعمل حارساً للوصاية الخارجية والاحتلال في ساحل اليمن الغربي وبعض الاجزاء ولا يخجل من انه ونظامه الساقط هم من أسقطوا الدولة اليمنية انتقاماً من الشعب الذي صبر عليهم وعلى فسادهم تحمل أوزار فسادهم وفشلهم الذي ختموه بتسليم الدولة ومعسكراتها ومدنها الى ميليشيا الحوثي بعد ان شاركوها الانقلاب على الدولة اليمنية في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، هذه حقيقتهم تحالفوا مع ميليشيات الامامة لاسقاط الدولة والجمهورية وذهبوا بعد مصرع زعيمهم على يد من تحالف معهم الى خيانة اليمن بالعمل كمرتزقة في الساحل وباب المندب.
اليمن اليوم ايضاً تعاني من احتلال ووصاية خارجية وهي بالطبع كما تعرفون الاحتلال والوصاية السعودية والاماراتية في جبهة الشرعية، والوصاية الايرانية في جبهة الانقلاب الحوثي وكلاهما يقيم نفوذه ومصالحه ووصايته ضدا على اليمن العظيم ومصالحها، وهؤلاء يسعون إلى تدمير اليمن ونسيجها الاجتماعي وتفتيت اليمن ونهب ثرواته ومنع اي احتمال لانتقال اليمن الى دولة ديمقراطية حديثة ذات قرار وذات سيادة.
ان اعداء شعبنا اليوم يعملون على تمزيق اليمن وتشجيع الميليشيات العنصرية والمذهبية والانفصالية لتسهل عليهم الهيمنة على يمننا وشعبنا والعبث بثرواته وجزره وسواحله ومقدراته ومكتسباته الوطنية، المؤسف أن قيادات الشرعية والاحزاب السياسية شركاء فيما حدث لبلادنا من انقلاب داخلي وعدوان خارجي، لقد تخلوا عن مسؤولياتهم وواجباتهم وتحولوا الى ادوات تابعة للخارج وعملاء في كشوفاته، لكن كما تعلمون في تاريخ الشعوب التي واجهت ظروفاً صعبة هناك من يكافح ويقدم التضحيات من اجل حياة كريمة وعيش أفضل، ودولة عادلة تضمن الحقوق والحريات للجميع، هناك شعوب لا تستلم وعبر تاريخ المجتمعات الطويل هناك من يناضل حتى يكون الناس هم من يقررون من يحكمهم ولطالما كان هذا الطريق مليئاً بالمتاعب والخيانات والمؤامرات.. طبعا هناك في الطرف الاخر من يعمل لمصادرة هذا الحق والوقوف ضده ووضع العراقيل أمامه، هي معركة وصراع طويل لكن في النهاية النصر لأولئك الذي يتشبثون بأحلامهم لأولئك الذين يتشبثون بحريتهم وكرامتهم ويستمرون في النضال من اجل ديمقراطيتهم واستقرارهم واستقلالهم وسيادتهم.
نعم يا أبناء شعبنا اليمني العظيم..
نحن أبناء أمة يمنية عظيمة أنتم أبناء أمة يمنية عظيمة ووطن واحد، لن تستطيع الامارات ولا الاستعمار البريطاني تجزأته واحدية المصير اليمني راسخة رسوخ هذا الشعب وشامخة شموخ جباله العالية، انا على يقين مطلق ان صلابة شعبنا وإرادته أقوى من كل المؤامرات والمخططات المشبوهة، أنا على ثقة مطلقة بان قضيتنا العادلة لن تهزم مهما كانت التحديات الماثلة أمام شعبنا، كل ما هو طاف على السطح من ميليشيات وامراء حرب وعملاء وخونة وقوى ارتداد الى الماضي ووصاية واحتلال ليسوا سوى زبد سيذهب جفاء ويبقى اليمن.
أيها اليمنيون الاحرار رجالاً ونساء..
أيها الآباء والأمهات..
اخواني واخواتي..
ابنائي وبناتي..
لقد كانت الحرب السعودية الاماراتية منذ اول يوم لها تعمل على اضعاف متواصل للشرعية في اليمن انتهت بالانقلاب على الشرعية داخل الرياض واستبدالها بمجلس قيادي أو مجلس رئاسي غير دستوري تكون من ثمانية اعضاء اختارتهم السعودية والامارات، طبعا لا أحد ينكر ذلك بالتأكيد، لقد أقامت المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة علاقتهما مع الشرعية ومكوناتها على الرضوخ وعلى تسليم القرار السيادي اليمني للرياض وأبوظبي لا يوجد شيء في اليمن يتم خارج رغبتهما بما في ذلك التعيينات في المناطق الحكومية المختلفة.
الحقيقة أنه منذ اليوم الاول لحربهما في اليمن اختطفت السعودية عنوان الشرعية اليمنية واستخدمته لتحقيق اهدافها هي والامارات في احتلال الجزر والسيطرة على ثروات اليمن ومحاولات تقسيمه وفرض نفوذهما على اجزاء اليمن الحيوية في البحار والسواحل، لقد تحكمت الرياض وأبوظبي بقرار الشرعية من البداية وحالتا دون تمكنها من الحضور إلى الارض اليمنية التي هي خارج سيطرة الميليشيات كمنظومة دولة متماسكة في المحافظات الواقعة نظريا تحت سيطرتهما..
في ابريل 2022 قامت السعودية والامارات اللتان تدعيان دعمهما للشرعية اليمنية بتنفيذ انقلاب على الشرعية اليمنية من خلال الانقلاب على الرئيس هادي وتعيين مجلس رئاسي يفتقد لأي شرعية، ما حدث أنه عبارة عن ملئ الرئاسة اليمنية باشخاص متشاكسين مشاريع متناقضة ولديهم طموحات غير مشروعة، هكذا هي السعودية والامارات في اليمن، سياستهما تفريخ الميليشيات ومراكز النفوذ وتدمير الدولة اليمنية وتدمير فكرة السلطة الشرعية من الجذور.
تتذكرون كيف حاولوا ولا زالوا يحاولون من خلال ابواقهم تسويق الانقلاب على الرئيس هادي الذي هو ايضاً كان اداة في أيديهم، حاولوا القول بأن تغيير هادي هو شرط اساسي لجعل معسكر الشرعية ورافض للانقلاب الحوثي أكثر قوة واكثر تماسكاً واكثر فاعلية، كثير منكم سمع ان هذا المجلس بانشائه يعني قرب انتهاء الحرب والانقلاب سواء حرباً أو سلماً، لكن الشعب اليمني شهد على أن هذا المجلس القيادي ليس سوى كذبة من كذبات التحالف السعودي والاماراتي لم يفعل شيئاً واحداً ذي قيمة لليمنيين وللتخفيف من معاناتهم، كل ما فعلوه هو تحسين وضعهم المادي وعقد صفقات مشبوهة امنية واقتصادية مع المحتل، صفقات واتفاقات غير شرعية لا صلة لها بمصالح الشعب اليمني لا من قريب ولا من بعيد.
الآن بعد ثمان سنوات من الحرب المدمرة بحق اليمنيين، تنفرد ميليشيا الحوثي والاحتلال السعودي الاماراتي في حوار سري يدار بينهما لعقد صفقات مشبوهة لا علاقة لها ايضاً بمصالح اليمن ولا بمطالب اليمنيين، الحوار السري بين المملكة السعودية وجماعة الحوثيين هذا حوار مشبوه يحاول طرفاه المعاديان للشعب اليمني تبادل التنازلات التي تحفظ مصالحهما كطرفين رئيسيين للحرب ضد اليمن وشعبه، لا ضمانات لليمنيين من اي نوع تجعلنا نتوقع نتائج مختلفة من حوار كهذا، إن تجاهل الاسباب الكامنة وراء الحرب والاقتتال لا يؤدي إلى سلام ولكن يؤدي إلى إطالة أمد الحرب، إن أي اتفاقات سلام لا تؤدي إلى استعادة الدولة اليمنية واستئناف العملية السياسية من حيث توقفت من قبل الحرب والانقلاب ورفع المعاناة عن الشعب اليمني وكف يد الميليشيا وامراء الحرب والدويلات والاحتلال والوصاية وصون ثوابت اليمن، صون جمهوريته ووحدته وديمقراطيته استقلاله، تجاهل هذه الاشياء لن تكون طريقة مثلى للسلام والاستقرار إنما وصفة لتجدد الحرب ومضاعفة معاناة الناس.
إن إيقاف الحرب الى جانب اطلاق المعتقلين والاسرى ودفع مرتبات الموظفين ورفع الحصار الخارجي عن اليمن ورفع الحصار الداخلي عن المدن ونزع حقول الالغام من مداخل المناطق المأهولة بسكان وعودة النازحين الى مدنهم وقراهم واعادة اعمار ما دمرته الحرب هذه تدابير واجراءات لازمة ويجب ان تكون جزءا من اي خارطة للسلام في اليمن.
أيتها الاخوات..أيها الاخوة..
نتذكر ان ثورة الحادي عشر من فبراير السلمية انتجت مساراً سلمياً حاز على اعجاب العالم واعترافه لقد كنا قاب قوسين أو أدنى للتصويت على دستور جديد للبلاد واجراء انتخابات حرة تفرز قادة اليمن الجديد، كان هذا أفضل سيناريو لليمنيين لكن ما حدث هو ضرب هذا العهد، عهد فبراير انتقاما من الشعب اليمني وتطلعاته نحو الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة ودولة القانون.
شعبنا اليمن لم ييأس ولن ييأس. شعبنا اليمني يعمل من اجل استعادة دولته ومؤسساته هو يريد استعادة الدولة اليمنية ومؤسساتها ويعمل على اسقاط الانقلابات وفي مقدمتها انقلاب ميليشيا الحوثي وكذلك طرد المحتل ورفع الوصاية الخارجية عن قرارنا الوطني.
على المجتمع الدولي ان يفهم مطالب الشعب اليمني وارادته، المجتمع الدولي مطالب اليوم بان يساند الشعب اليمني بشكل فعال وحاسم لانهاء الحرب واحلال السلام ومنع وجود جماعات مسلحة خارج اطار القوات المسلحة الرسمية وبالتأكيد منع أي وصاية على اليمن أو احتلاله، وهناك محددات رئيسية أساسية لبناء سلام مستدام في اليمن، محددات تنهي الحرب بالقضاء على أسبابها وعلى جذورها وتمنع عودتها وتكرارها وهي:
- عدم المس بالجمهورية ووحدة التراب اليمني، ليس من المقبول أن يصبح اليمن في النهاية بمثابة كعكة تتقاسمها اطراف في الداخل والخارج، هذا مرفوض جملة وتفصيلا،
- اعتبار وثيقة الحوار الوطني ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الاساس الذي يتم الاستناد عليه في أي اتفاقية سلام او في بناء الدولة اليمنية المنشودة،
- عدم الافلات من العقاب خاصة لاولئك الذين ارتكبوا جرائم حرب او جرائم ضد الانسانية، هذا المبدأ لطالما دعوت والآن أجدد دعوتي لانشاء محكمة دولية خاصة بالحرب في اليمن لمحاسبة كل من تورط في جرائم حرب او جرائم ضد الانسانية في فترة الحرب،
- عدم الاعتراف باي اتفاقات او صفقات امنية او اقتصادية تحقق مصالح طرف من اطراف الحرب ضد مصالح اليمنيين محلياً أو خارجياً،
- انهاء انقلاب ميليشيا الحوثي وان تكون الدولة وحدها صاحبة الحق الحصري في امتلاك السلاح ولا يحق لأي طرف سياسي او مذهبي او مناطقي او قبلي ان يستمر في امتلاك السلاح ليهدد بقاء الدولة ويضرب كيانها وقواعد وأسس استمرارها،
- رفع كل اشكال الاحتلال والوصاية والحصار عن الجمهورية اليمنية بشقيه الداخلي بين المدن الذي تفرضه الميليشيا والخارجي الذي تفرضه السعودية والامارات ويشمل رفع الحظر على تصدير الغاز والمشتقات النفطية،
- تسليم رواتب الموظفين وعودة النازحين واللاجئين الى مدنهم وقراهم،
- انتاج قيادة يمنية جديدة تعبر عن مصالح الشعب اليمني بآليات تتفق مع روح الدستور اليمني وبتوافق وطني شامل لقيادة المرحلة المقبلة للبدء في مفاوضات السلام على طريق بناء دولة اتحادية مدنية ديمقراطية يحكمها القانون وتضع حقوق الانسان والعدالة والمساواة اساس وجودها وكينونتها.
أخيراً.. أيها اليمنيون الاحرار يا شعبنا اليمني العظيم..
جوهر ثورة فبراير هو الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، ليس هناك من مخرج إلا التسليم ان حكم اليمن لا يجب أن يكون بالوراثة أو بالقوة وأن من يريد حكم اليمن عليه نيل ثقة غالبية اليمنيين وان اليمن ليست لقمة سائغة للاحتلال. اليمن مقبرة الغزاة في نهاية الامر.
لدى شعبنا الجريح والصابر إرث طويل من العناد والصبر ولسوف تثمر مقاومته وتضحياته عن فجر جديد يستلهم ثوراتنا المجيد وتاريخنا التليد، سنواجه معا التحديات التي تواجه بلدنا العظيم لن تنكسر إرادتنا ولن نغير بوصلتنا عن مواجهة اعداء شعبنا لن تنكسر ارادتنا ولن نغير بوصلتنا عن مواصلة طريقنا وحلمنا وارادتنا في تحقيق الحرية والعدالة والديمقراطية والرفاه لشعبنا..
على مر التاريخ كان الشعب اليمني أقوى من المحن والشدائد ولا شك انه قادر على تجاوز كل الصعوبات التي تعترض طريقه اليوم، حافظوا على ايمانكم بقضيتكم العدالة، ايمانكم بانفسكم بوطنكم بقدرتكم على التحدي وبأن منطق الحق والكرامة والحرية والعدالة وحكم القانون لا يمكن ان يهزم، حافظوا على روح سبتمبر واكتوبر وفبراير، حافظوا على هويتكم اليمنية على روحكم اليمني وبالتأكيد سيكون النصر حليفكم، حليفنا، حليف اليمن.
المجد لثورة فبراير الشبابية الشعبية السلمية..
المجد للشهداء ومن تطلعوا ليمن جديد خال من الاستبداد والوصاية والاحتلال والقهر والعصبيات والجهل والتخلف والمرض..
الشفاء للجرحى..
عاش اليمن..والمجد والعزة للشعب اليمني
لمشاهدة الكلمة اضغط (هنــــــــــا)