كلمات
كلمة توكل كرمان في فعالية تدشين الدفعة الخامسة من منحة برنامج قيادات من أجل المستقبل
السلام عليكم.. اود في البداية أن اعبر عن مدى سعادتي بهذا اللقاء. لقد كنت حريصة على المشاركة في حفل تدشين الدفعة الخامسة من برنامج "قيادات من أجل المستقبل"، الذي يتضمن تعليم اللغة الانجليزية، بالإضافة إلى محاضرات مصاحبة في موضوعات مبادئ الديمقراطية وبناء السلام والمهارات الضرورية لدخول سوق العمل.
الطلاب والطالبات الأعزاء..
تسعى مؤسسة توكل كرمان من خلال هذا البرنامج إلى إكساب الطلاب المهارات والوسائل التي تساعدهم في بناء مستقبلهم بطريقة أفضل. ندرك جميعا أن هناك تنافسا محموما في كل مناحي الحياة، وخصوصا في ميادين العمل والتعليم، ومن هنا، فإن أحد أهداف هذا البرنامج هي مساعدة المستفيدين في تحسين امكاناتهم وتطوير مهاراتهم لكي يجدوا مكانا تحت الشمس.
الطلاب والطالبات الاعزاء..
يمتلئ العالم بتحديات كثيرة، الشخص الذي لا يقابله أي تحدٍ هو شخص غير موجود، التحديات تمنح الأشخاص الجادين حافزا كبيرا للتميز وتحقيق النجاح والتفوق.
دعوني استعير هذين البيتين من شاعر العربية الأكبر أبو الطيب المتنبي:
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
إن من أبرز التحديات التي تواجهنا هو ما يتعلق بقدرتنا على أن نكون جزءا من هذا العالم، ليس مطلوبا منك ان تكون زعيما سياسيا ولكن مطلوبا منك أن يكون لديك موقف اخلاقي تجاه ما يحدث حولك، بعبارة أكثر دقة، مهما كانت قناعاتك ينبغي أن ترفض الظلم والارهاب والعنصرية. لا استطيع أن أقبل، التبرير للاستبداد أو التطرف، لذلك أدعوكم أن تكونوا ايجابيين، وصادقين مع أنفسكم ومجتمعاتكم. أنتم من سوف يغيّر الواقع الذي نعيشه في نهاية المطاف. إذا تمسكتم بقيم الحق والنزاهة والتضامن، وتسلحتم بالمعرفة، فإنكم سوف تحققون ما تصبون إليه. لن يقف شيء أمامكم، وأمام طموحاتكم.
الطلاب والطالبات الاعزاء..
لنعمل معا على نجاح هذا البرنامج من خلال الاخلاص في الدراسة، والاهتمام بالأنشطة المصاحبة، والانخراط في سوق العمل بكل ثقة واقتدار. لنتذكر جيدا أنه يمكن لأي واحد منا أن يقهر الظروف، ويغيّر الواقع. ما أنا مهتمة به، إلى جانب ما سبق، هو أن تكونوا أشخاص نافعين لأنفسكم ولبلدكم ولقضايا الإنسانية العادلة. دعوني أكرر ما قلته في مناسبات أخرى، انفتحوا على العالم، ابنوا صداقات مع أبناء الثقافات الأخرى، قولوا لهم من أنتم، وماذا لديكم من تاريخ وثقافة يتسمان بالتنوع والعراقة. أنتم لستم بلا هوية أو قضية. من المهم أن تنجحوا في حياتكم، دون أن تخسروا قيمكم، هذه معادلة مهمة بالنسبة لي، وأظن أن معظمكم يوافقني على ذلك.
لا أريد أن أطيل عليكم، ختاما، فخورة بانني جزء من قصة النجاح هذه، معا لنصنع غد أفضل، وحياة كريمة، فأفضل النجاحات هي تلك التي يشارك فيها عدد كبير من الناس، لنكمل ما بدأناه، والتوفيق حليفنا جميعا.
دمتم بخير..