كلمات
كلمة توكل كرمان في الاحتفال بمناسبة الذكرى 59 لثورة 14 أكتوبر - اسطنبول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أهلا بكم جميعاً.. السلام على أهل أكتوبر.. السلام على أبطال أكتوبر.. السلام على الذين واجهوا المحتل بعزيمة لا تلين وإرادة لا تستكين.. السلام على الذين صنعوا ثورة الحرية والاستقلال ولم يساوموا على بلد او قرار.. السلام عليكم جميعا..
الحضور الكريم أبناء شعبنا اليمني العظيم أينما كنتم في ربوع يمننا الحبيب وفي بلدا المهجر والاغتراب.. نحتفي اليوم بثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة لأنها من أيامنا الخالدة التي لاتنسى.. ومن انتصاراتنا التي تلهمنا وتمنحنا الثقة في انفسنا.
ان احتفالنا بأعيادنا الوطنية ليس ترفاً أو شيئاً فائضاً عن الحاجة. ان احتفالنا مهم مهما كانت الظروف ومهما كانت الجراح لان ذلك جزء من الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتأكيد على ان شعبنا يمتلك ويملك الكلمة الفصل مهما بدا غير ذلك.
ان احتفالنا بثوراتنا المجيدة هو احياء للقيم التي غرستها ثورتي سبتمبر واكتوبر. قيم الحرية والكرامة والمساواة والعدالة، قيم الجمهورية والاستقلال والوحدة والسيادة الوطنية لليمن الكبير تتغير أشياء كثيرة وتبقى ثوراتنا الوطنية ذاكرة خالدة لهوية شعبنا الوطنية وتاريخاً خالداً يجسد رفضه الاستكانة للاستعمار والامامة والاستعلاء والاستبداد والظلم والطغيان.
ومثلما ان ثورة سبتمبر تلهمنا اليوم مقاومة الامامة ومواجهة استعلائها السلالي فان ثورة أكتوبر تبرز اليوم معلماً وطنياً هادياً يلهمنا مقاومة الاحتلال وأدواته..
لقد كسر جيل سبتمبر واكتوبر حواجز الامامة والاستعمار وثار وأسقط نظام الكهنوت الامامي الظلامي وطرد الاستعمار البريطاني في ملحمة كفاح تضع ثورة الرابع عشر من أكتوبر وثورة ا لسادس والعشرين من سبتمبر في مقدمة الثورات في البدلان العربية والعالم.
ان احتفائنا اليوم بثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة يلهمنا العزة والكرامة والاعتزاز بما قدمه ابطال الثورة من تضحيات وما سطروه من تضحيات في مواجهة المستعمر وادواته ومؤامراته، لم يكن الاستقلال رحيلاً طوعياً للمستعمر البريطاني وانما ثورة أكتوبر وانجازها التاريخي تزامن هذا الاستقلال مع طي صفحة السلطنات وتوحيد جنوب اليمن وانتصار الثوار للرؤية الوطنية اليمنية حول واحدية المصير اليمني ووحدة اليمن.
كانت ثورة أكتوبر تأكيداً لهذا الترابط بين اليمنيين الذين كسروا كل الحواجز وكل الحدود كل الحواجز المصطنعة للامامة والاستعمار وصنعوا فجر اليمن المجيد في ثورتي سبتمبر واكتوبر، ولم يكن تحقيق الوحدة في مايو 1990 سوى ترجمة لهذا المسار النضالي الوطني.
أبناء شعبنا اليمني العظيم..
انه من المؤسف اننا ونحن في الذكرى التاسعة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ثورة الاستقلال تعيش بلادنا ظروفاً صعبة ومعقدة وتتزايد معاناة الناس كل يوم لم يعد هناك كما تعرفون خدمات لا توجد رواتب منتظمة وفي المقابل هناك انتعاش للجماعات المسلحة، وهناك تمويل مشبوه لهذه الجماعات هذا ليس ذنب الثورة، لكن ذنب الذين بدلوا وغيروا وبدوا مرتاحين للعب دور الصبي في مسرحية سمجة. هناك فراغ سياسي اليوم كبير في اليمن لا يوجد سلطة في اليمن، لا يوجد سلطة تحمل هموم اليمنيين وتسعى لتخليصهم من هذه الدوامة الجهنمية. لدينا نخب سياسية مرتزقة يحملون هموم الخارج، وهذا الامر ينبغي أن يدعونا جميعاً للغضب. كيف استطاعت هذه النخب ان تبيع اليمن بثمن بخس دون ان يرف لها جفن؟! الشعب اليمني اليوم أمام تحد كبير ليكون في مستوى المسؤولية لمواجهة أخطر مؤامرة يتعرض لها اليمن، مؤامرة تستهدف تمزيقه واحتلال جزره وسواحله ونهب كل ثرواته وفي المقدمة ثرواته النفطية والغازية، وتمكين المحتلين من تقاسم اليمن وإدارة احتلالاتهم الصغيرة عبر ادواتهم المحلية في الداخل اليمني.
اننا نواجه معركة مصيرية أمام أعداء يحاولون احتلال بلادنا اليمن وتقسيمها، الدول التي تطمع في تقاسم النفوذ في اليمن ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، واستباحت بلادنا لكن أهدافها ومساعيها ستسقط وتغرب وتغرق في رمال اليمن، كما أن شعبنا اليمني العظيم لن يسمح بتمرير هذه الجرائم وهذه الانتهاكات دون محاسبة او عقاب.
ان ثوار 14 أكتوبر عندما قرروا المواجهة موازين القوى لم تكن في تلك الأيام في صالحهم، لكن معارك الحرية والاستقلال لا تخاض بمنطق ما لدى كل طرف من سلاح وإمكانات، ولكن بمنطق ما لدى كل طرف من حق، نحن لدينا حق في بلادنا ولدينا حق في سيادتنا ولدينا حق في قرارنا الوطني في سيادتنا على أرضنا وفي أن نعيش بلا وصاية. هذه حقوق أساسية لا يمكن التنازل عنها، ومن يستخف بذلك سيأتي يوم يجد نفسه فيه مذموما مدحورا، وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح. هذا البلد عصي على الانكسار ولن يبتلعه أحد، اليمن عصية على الانكسار، عصية على الاحتلال، وعلى المحتلين الصغار اليوم ان يقرأوا ا لتاريخ جيداً ليدركوا أن اليمن كسرت من كان امبراطوريته لا تغيب عنها الشمس. اليمن هي من سيبتلع الطامعين بأرضها وثرواتها وسوف تكسرهم كما فعلت مع من هم أقوى وأكثر جبروتاً وطغياناً.
شعبنا اليمني لا يتطلع لمؤاذاة جيرانه او الحاق الضرر بهم لكنه سيقطع يد كل من يتجرأ للإضرار باليمن وإلحاق الأذى بشعبه. لن ينجح الاستعمار البريطاني والامامة الكهنوتية في محو هوية الشعب اليمني ووحدته اليمنية المتجاوزة لكل الحدود المصطنعة التي استمرت عشرات السنين، وسيكون مصير محاولات المستعمرين الجدد هو الفشل وسينكسرون ويبقى اليمن واحدا موحدا.
سوف يتخطى شعبنا مآسي الحرب مهما طالت وسيخرج منها اليمن شامخاً موحداً هذا وعد اليمن سنكسر أوهام الامامة الجديدة والاحتلال الجديد، سنواجه كل التحديات موحدين تحت راية واحدة هي راية اليمن الكبير الذي صنعته ثورتا سبتمبر واكتوبر، هذه رسالة أكتوبر ورسالة سبتمبر لنا اليوم وحدوا صفوفكم من أجل اليمن.
وفي الأخير يا أبناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج..
نحن اليمنيون نناضل من اجل الحرية والكرامة والاستقلال وفي ذات الوقت لا ننسى ان نحتفل ونغني ونحتفي بكل قيم الجمال والحب والتعاون. نحن أبناء حضارة عريقة، هذا بلد يضج بالفن نعم اليمن بلد الفن العظيم.
لذا وهنا وفي الذكرى التاسعة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة يسعدنا ويشرّفنا أن نكرّم في هذا اليوم العظيم فنانتنا الكبيرة أمل كعدل، يسعدنا أن نكرمها تقديراً لاسهاماتها الفنية المتميزة وجهودها في خدمة القضايا الوطنية أمل كعدل الفنانة القديرة والتي تشع حياة وجمالاً.
إن صوت أمل كعدل سيظل ذلك الصوت الشامخ الذي غنى للوطن بكل كبرياء والذي غنى للحب بكل صفاء فنانتنا الكبيرة روحك الجميلة صوتك الذي شدا بأجمل الكلمات وأعذبها حبك للخير إيمانك باليمن تواضعك جعل منك أيقونة للفن في اليمن.
شكراً أمل كعدل شكراً جزيلاً لقد عاش الشعب اليمني مع صوتك أوقاتا من الفرح والشجن، عشنا معه كل ما هو انساني ووطني فخورون، فخورون، فخورون بك.. لا أريد أن أطيل أكثر لنحتفل ونغني ونحتفي بـ14 أكتوبر المجيدة..
المجد والخلود لشهداء الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ونوفمبر وفبراير شكراً لهم المجد لهم لهؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم من اجل تحرر اليمن وعزة الشعب اليمني وحريته وكرامته.. العزة والنصر لليمن ولنردد مع نشيدنا الوطني:
عشت ايماني وحبي أمميا ومسيري فوق دربي عربيا
وسيبقى نبض قلبي يمنيا لن ترى الدنيا على أرضي وصيا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،