كلمات
كلمة توكل كرمان خلال فعالية استقبال الطلاب المقبولين بمنحة تعلم الانجليزية
أعزائي الطلاب والطالبات. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أود أن أعبر عن مدى سعادتي بوجودي معكم في هذه اللحظات. لطالما كنت متحمسة لبرنامج تعليم اللغة الانجليزية، وإكساب الطلاب معارف أخرى إلى جانب اللغة، بما يجعلهم قادرين على اختيار بدائل مناسبة فيما يخص مستقبلهم. من المهم أن يكون لدينا الادوات المناسبة لعبور التحديات المختلفة، ولا شك أن اللغة أداة جيدة وفعالة لتجاوز كثير من العقبات.
راهنت منذ البداية على نجاح برنامج "قيادات من أجل المستقبل"، لكني لم أكن أتوقع أن يكون هذا النجاح بهذا الحجم، فقد تقدم نحو أربعين ألف طالب لهذه الدفعة، قبلنا منهم 1500 طالباً وطالبة، لذا أنتم أشخاص محظوظون. ونحن عازمون على المضي في هذا البرنامج الضخم لنعلم عشرات الآلاف، ونحن بذلك نثق اننا نلج بهم إلى آفاق المستقبل عبر واحد من أوسع أبوابه.
أعزائي الطلاب..
منذ وقت ليس بالقصير، انظر للغات باعتبارها سلاح سواء بيد الطالب أو التاجر أو السياسي أو أي شخص يملك مشروعا او رؤية تجاه الاحداث. إن تعلم اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات الأجنبية الاخرى موضوع مهم للغاية. أنتم تقومون بعمل جيد، عندما تواصلون وتنجحون في تعلم اللغة، لأن حياتكم سوف تتغير للأفضل.
أدرك أنكم لم تسجلوا في هذا البرنامج إلا ولديكم الطموح والإرادة في حياتكم العلمية والعملية. مؤسسة توكل كرمان معكم ليس أمامكم سوى النجاح والنجاح فقط.
أعزائي الطلاب..
لدى مؤسسة توكل كرمان هدف واضح من ضمن أهداف متعددة، وهي تأهيل اكبر عدد من الشباب اليمني وغير اليمني في مجال اللغة الانجليزية، ومساعدتهم على الدخول في سوق العمل، والحصول على أكبر عدد من المزايا والفرص.
أمامكم اختبار صعب، وهو أن تستغلوا هذه الفرصة لكي تتقنوا اللغة الإنجليزية، نطقاً وكتابة وسماعاً وحواراً، تتقنوا التحدث بها والتعامل بها واستخدامها في مجالات عملكم واهتماماتكم المختلفة.
وكما قلت لكم هذا سوف يساعدكم في حياتكم العلمية والعملية وحتى الشخصية، ويجعلكم أكثر قدرة على مواجهة التحديات المختلفة، وعلى صنع مستقبل أفضل بطبيعة الحال.
طبعا بجانب اكتساب اللغة الانجليزية، ينبغي ان ندرك بشكلٍ جلي، أن هذا الأمر لا يجب ان يكون على حساب اللغة العربية أو لغاتنا الأصلية التي نفخر بها. إن اتقان اللغة الانجليزية أو أي لغة اخرى هي إضافة نوعية لكل واحد منا، وليست بديلا عن لغتنا الاصلية وثقافتنا، لأننا لسنا شعوبا بلا انتماء أو هوية أو تاريخ أو جذور.
أعزائي الطلاب والطالبات..
يهمني في هذا المقام أن أشير إلى بعض النقاط بشكل عام وموجز: أول تلك النقاط، إن مؤسسة توكل كرمان وأنا بصفة شخصية مهتمون باستمرار هذا البرنامج وتطويره، وضمان استمراره، وأن لا يكون محددا بدولة، أو مقتصراً على رقعة جغرافية بعينها.
أما ثانيها، فإن لديَّ اعتقاد كبير، بأن المنضمين لهذا البرنامج سوف يكتسبون إلى جانب اللغة، معارف ومهارات أخرى، بعضها له صلة بسوق العمل، والبعض الآخر له صلة بزيادة الوعي بقيم الديمقراطية ومكافحة انتهاكات حقوق الانسان.
إن من المهم أن نوسع من مداركنا، وأن نفهم فلسفة هذا البرنامج، وهي فلسفة تقوم على اللغة والمعرفة والدور الذي يجب ان نضطلع به في حياتنا وتجاه مجتمعاتنا.
تعلم اللغات يوفر امكانات مهمة للأفراد لعمل إنجازات شخصية أو جماعية ويساعدهم على التدريب والتعلم، من هنا يمكننا القول، إن هناك علاقة وثيقة بين التعليم بشكل عام والتنمية.
التعليم هو السبيل إلى التنمية الذاتية وهو طريق المستقبل للمجتمعات، هو يطلق العنان لشتى الفرص وهو حجر الأساس الذي تقوم عليه المجتمعات المستنيرة والمتسامِحة والمحرك الرئيسي للتنمية المستدامة.
لكي نستطيع أن ننجز تنمية اقتصادية ونقلل من مستويات الفقر وصولا للقضاء عليه، يجب أن يكون لدينا قدرا كبيرا من الكفاءات في مجالات الطب والتمريض والصحافة والهندسة وغيرها من التخصصات والمهن التي تحتاج لتدريب. كما يساعدنا التعليم في تدريب الأفراد على مهارات مهمة يتطلبها سوق العمل، والحياة بشكل هادئ.
أيضا يمكن استثمار التعليم في توطيد السلام الداخلي للبلدان التي تعاني من صراعات متعددة. إن الحروب والصراعات صنعت دماراً في كل مناحي الحياة. لا شك أن التنمية تأثرت بسبب الحرب، وبمستوى التعليم، لذلك سيكون من الضروري إذا أردنا البدء في إحداث تنمية، علينا أن نهتم كيف يحصل الناس على التعليم وكيف يمكن استغلال ذلك في إحداث تطور اقتصادي وحضاري كبيرين.
وباعتقادي أن تأثير التعليم لا يكون كبيراً على التنمية إذا أهمل النساء. للأسف الشديد فإنه على الرغم من التطور الكبير فيما يتعلق بتعليم المرأة في كثير من الدول الفقيرة، فإن الحروب والصراعات التي حدثت هنا وهناك قد سلبتها أبسط حقوقها وهو التعليم. إن إخراج النساء من العملية التعليمية سوف يؤثر بشكل مباشر في التنمية، إذ لا يستطيع مجتمع من المجتمعات أن يحقق نهضة دون أن تكون المرأة عنصراً فاعلاً.
الشعب المتعلم والذي يهتم بجودة التعليم هو شعب لديه الإمكانات المختلفة لصنع شيء مهم، أما الشعب الذي لا يهتم بالتعليم، فإنه يعاني اقتصادياً، ويكاد يصبح فريسة للجوع والفقر.
لنقم بدورنا في هذا الشأن، علينا أن نسعى لتحقيق جودة التعليم، كمدخل مهم للتنمية والتطور السياسي والاقتصادي، وكذا لإحداث تغييرات إيجابية على الصعيد الاجتماعي. علينا أن ندرك صعوبة إحداث تغيير في مستوى حياتنا دون تعليم جيد، سواء كان تعليما عادياً أو مهنياً يتطلب التدريب والتجريب.
أخيراً، مرحباً بكم مرة أخرى وأتوقع منكم الكثير وشكراً لادارة مؤسسة توكل كرمان بقيادة العزيزة مسك الجنيد وكل فريق المؤسسة فرداً فرداً
بالتوفيق وان شاء الله أراكم تحققون احلامكم وتطلعاتكم.