كلمات
حديث الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان في برنامج المجلس العربي على قناة الشرق المصرية
ستنكسر كل القيود التي تطوقنا بها انظمة الاستبداد والفساد، وكل القيود التي تطوقنا بها الايادي الخبيثة في المجتمع الدولي التي تريد لثوراتنا ان تنكسر وان تتراجع وان تبقى الشعوب تحت وصاية الانظمة المستبدة التي من خلالها يقوم النظام الدولي بسط سيطرته ونفوذه داخل منطقتنا.
هذا الربيع الذي أشعلناه وثرنا من أجله وسعى فيه جميع شباب الربيع العربي من اجل دولة الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية دولة الحقوق دولة حكم القانون، هذا الربيع جاء كحاجة ملحة من قبل شباب الربيع العربي الرافضين لدولة الفساد والمحسوبة دولة الفرد والعائلة دولة الجهة دولة القبيلة، هذا الربيع لم يأت ترفاً وليس شيئا فائضا عن الحاجة، أشعلناه لحاجتنا الملحة إلى دولة العدالة والمواطنة المتساوية ولكي نصل إلى الدولة التي نريدها إلى الامة التي نريدها الامة السوية الامة التي لها كلمتها الاولى بين الامم.
المؤامرات التي تحاك ضد أوطاننا وربيعنا هذه المؤامرات سواء كانت داخلية او خارجية هي نتاج طبيعي لثورتنا العظيمة، لا توجد ثورة عظيمة لم تتبع بثورة مضادة هذا قدر الشعوب، وهكذا قدر كل الثورات، كل ثورة عظيمة أتبعت بثورة مضادة عنيفة وشرسة لكن قدر الثورات في الاخير ان تنتصر على هذه الثورة المضادة.
نحن نعيش ثورة مضادة خبيثة من قبل انظمة الاستبداد والفساد التي ثرنا عليها وكذلك مدعومة للأسف الشديد من قبل دول في الاقليم والمجتمع الدولي الذي يريد لهذه الثورات المضادة أن تنتصر في مواجهة أحلام شعبنا وإرادته نحو الحرية والعدالة والديمقراطية، لكن هذه الثورات المضادة ستنكسر وهي الان تضمحل يوماً بعد آخر، الآن في طريقها نحو الزوال في كل المنطقة، في اليمن في طريقها نحو الزوال في سوريا كذلك في مصر في تونس، الثورات المضادة هي الآن تحتضر هذه الحقيقة التي على جميع شباب الربيع العربي أن يستعد لها، الثورات المضادة تحتضر وعلينا أن نعي الدرس جيداً ونعلم ان كلمتنا هي الكلمة الاولى في المرحلة القادمة ثورتنا الحقيقية ثورة العدالة والحرية والديمقراطية وحكم القانون ثورة السلام والتسامح هي الثورة التي تستعيد مجدها يوماً بعد آخر.
كل ما حدث خلال الايام الماضية عبارة عن انتصار زائف لثورات مضادة مدعومة من قبل دول في الاقليم وكذلك من المجتمع الدولي الذي يريد لها أن تنتصر لكن في الاخير الشعب الذي قال نحن هنا والذي انتصر في المرحلة الاولى من ثورته حينما أسقط رأس الفساد والاستبداد في مصر وتونس واليمن وقريبا ان شاء الله في سورية هو ذلك الشعب الذي سيقول كلمته وسينتصر على الثورة المضادة.
في غمرة هذا الانتصار الزائف الذي لهم وفي غمرة الانتصار الذي نحن نخطه يوماً بعد آخر علينا أن نتذكر جميعاً بأن احلام الشعوب لا تنتهي ولا تنكسر وبأن الشهداء لا يموتون وبأن الثوار لا ينسون الثورة.
نحن هنا لاننا لم ننس ثورتنا ولن ننس قيمها وسننتصر وهذا قدرنا وعلينا ان نستعد لهذه المرحلة؛ مرحلة الانتصار الكامل على الثورات المضادة، والمرحلة التي من خلالها نستعيد دولنا التي يجب أن تكون مبنية على دساتير حقيقية تضمن العدالة والحق والمساواة وتجعل الدولة هي صاحبة الحق الحصري في امتلاك السلاح وفي استخدامه، ليس هناك ميليشيات مسلحة تمارس العنف في تحقيق أهدافها.
أي جماعة مسلحة - وهنا أتحدث عن الشأن اليمني تحديداً - عليها ان تلقي السلاح وان تتحول إلى جماعة سياسية، إلى حزب سياسي يسعى الى تحقيق أهدافه بالسياسة فقط، بالسلام فقط دون اللجوء إلى عنف مقابل.
في الطريق كذلك يجب علينا ان نحقق العدالة الانتقالية التي تنصف الضحايا والتي تكفل عدم التكرار للحروب.
في الطريق كذلك في الدول التي نريدها دولة الحق والحرية والعدالة والقانون نحن بحاجة إلى جيش وطني من جميع أبناء التراب الوطني الواحد نحن بحاجة إلى اقتصاد حقيقي إلى تحسين معيشة المواطنين في بلدنا لأن أي تحول سياسي يحتاج الى تحول اقتصادي يدعم هذا التحول السياسي.
إذا نحن في مرحلة مهمة جداً علينا أن نضع رؤيتنا للدولة التي نريدها دولة الحق والحرية والعدالة والقانون، وكما قال استناذنا ورئيسا الدكتور منصف المرزوقي بأنه ليس لنا خيار إلا ان ننتصر او ننتصر هذا شعارنا القادم "ننتصر أو ننتصر".