كلمات
كلمة الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان في قمة الحائزين على جائزة نوبل للسلام والقادة من أجل الأطفال 2018 - البحر الميت/الأردن
ألقت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، اليوم، كلمة في الجلسة الافتتاحية لقمة الحائزين على جائزة نوبل للسلام والقادة من أجل الأطفال 2018، التي عقدت في منطقة البحر الميت في المملكة الاردنة الهاشمية، فيما يلي نصها:
السلام عليكم..
سأبدأ مداخلتي بمقولة لـ جون كنيدي بان "الأطفال هم افضل موارد العالم". وأقول بان أهم تحدي يواجه مسيرة الانسانية هو في؛ العمل باتفاقية حقوق الطفل، في حماية الاطفال، في توفير الخدمات الاساسية على الاقل لجميع اطفال العالم، هو ان هناك مسافة كبيرة جداً بين القيم الانسانية التي يحملها العالم والتي تحملها الدول العظمى وما بين تطبيق هذه القيم، وما بين الضمير الانساني الذي يغيب يوما بعد آخر.
أهم تحد تواجهه الانسانية بشكل عام وتواجهه الطفولة بشكل خاص هو غياب العدالة، مرتكبي الجرائم ضد الانسانية فارين من وجه العدالة، بل إن العدالة الدولية حتى اليوم لم تلاحقهم.
بالأمس زرنا مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الاردن. وكل الشكر والتقدير لبلدنا العظيم الاردن على التكلفة الباهظة التي تدفعها كشعب وحكومة من أجل الوفاء بقيمها. شكرا للأردن على الرغم من أنها دولة محدودة الدخل إلا أنها استضافت ملايين من أبناء الشعب السوري.
حق من حقوق الجوار والأخوة تقوم به الاردن على أكمل وجه. لكن بالمقابل لماذا كل هؤلاء اللاجئين الآن هنا في الاردن وتركيا والعراق وفي لبنان، لماذا؟
ستستمر موجة اللجوء والنزوح والانتهاكات ضد الانسانية تجاه هؤلاء الاطفال والنساء وتجاه الانسانية بشكل عام طالما ان المجرمين فارين من وجه العدالة، طالما ان محكمة الجنايات الدولية لا تقوم بدورها في ملاحقة اولئك المجرمين، طالما بشار الاسد على رأس دولته او نظامه يمارس مختلف الانتهاكات.
قبل شهر كنا في بنجلاديش زرنا مخيمات الروهينجيا التقينا بما لا يقل عن مائة امرأة وجهاً لوجه؛ كلهن بلا استثناء تعرضن للاغتصاب. مائة امرأة كلهن بلا استثناء هدمت بيوتهن وأحرقت منازلهن، وقتل إما أباؤهن أو ازواجهن أو أطفالهن ذبحا أمام أ عينهن. رمي أطفالهن في البحيرات امام اعينهن، رمي أطفالهن وسط النيران أمام اعينهن. عشرات الآلاف من الاطفال في مخيمات الروهينجيا في بنجلاديش بلا عائلة. أين العدالة الدولية؟ هؤلاء مرتكبي المجازر ضد الانسانية في ميانمار حكومة وقادة عسكريين يجب ان تلاحقهم محكمة الجنايات الدولية.
نريد أن نحمي الطفولة. كيف نحمي الطفولة وما يزال المجرمين فارين من وجه العدالة او لا تلاحقهم العدالة أصلاً!
نقطة أخرى: هناك مسافة كبيرة جداً بين تلك الاتفاقيات والمواثيق الدولية الجميلة؛ الاعلان العالمي لحقوق الانسان، اتفاقية حقوق الطفل، أهداف التنمية المستدامة، وغيرها من المواثيق، وبين التنفيذ. هناك تقصير عالمي من قبل المجتمع الدولي في التنفيذ، هناك تقصير من قبل المجتمع الدولي في التمويل للأجندة العالمية ولأهداف التنمية المستدامة. إذا هناك تحديات كبيرة.
أنا سأتحدث عن التحديات على المستوى العالمي، وتبقى بقية الامور مجرد تفاصيل..، الفساد أيضاً أحد اكبر التحديات التي تواجه الطفولة بشكل خاص وحقوق الانسان بشكل عام.
إذا حين نتحدث عن حقوق الطفولة يجب ان نعلم ان حقوق الطفل وحقوق المرأة وغيرها من الحقوق الاخرى جزء لا يتجزأ من حقوق الانسان. علينا أن نناضل من أجل حقوق الإنسان كمنظومة متكاملة تبدأ بالعدالة وتنتهي بالعدالة.