اصداء
وأنصفت نوبل المرأة العربية
منح جائزة نوبل للسلام لهذا العام لكل من الناشطة اليمنية توكل كرمان والرئيسة الليبيرية الين جونسون وناشطة السلام الليبيرية ليما جبوي يمثل نصرا من أجل عالم عربي ديمقراطي جديد ونصرا من أجل عالم افريقي ديمقراطي جديد
كما أنه يمثل انتصارا للمرأة وتأكيدا لدورها في الحياة السياسية باعتبار ان الثلاث كن مصدر الهام لكل من يدافع عن الديمقراطية والحكم الرشيد والمساواة وحقوق الإنسان والمشاركة الفاعلة للمرأة في الحياة السياسية والاجتماعية وفي صنع السلام وحمايته على قدم المساواة مع الرجل.
إن منح جائزة نوبل للسلام للناشطة اليمنية توكل كرمان كأول امرأة عربية تنال هذه الجائزة الدولية الرفيعة جاء في وقته تماما لأنه سيمنح ثورات الربيع العربية خاصة في اليمن وسوريا المزيد من الزخم ودفع الشعبين اليمني والسوري للتمسك بمطالبهما من أجل ذهاب النظامين لأن الجائزة تشكل اعترافا دوليا جديدا ومهما بدور الشباب خاصة المرأة في هذه الثورات وبالتالي فهي رسالة واضحة للنظامين بأن يذهبا طوعا أم كرها لأنه من المستحيل بعدما قال فيهما الشعبان كلمتيهما أن يستمرا في الحكم على أشلاء الشعبين.
من المؤكد أن منح الجائزة لتوكل رسالة واضحة وجلية لمن يحاولون بناء الديمقراطية في العالم العربي بعد انتصار ربيع الثورات بأهمية إشراك المرأة في العملية السياسية خاصة وأن الجائزة تشكل انتصارا لدورها المحوري في إنجاح الثورات العربية عبر المشاركة المباشرة في المظاهرات والاعتصامات أو عبر الانترنت لأن صوت توكل كرمان يمثل صوت الشباب وصوت المرأة اليمنية والعربية وأن الجائزة تقدير وعرفان لدور المرأة العربية ومكانتها في الحياة السياسية والاجتماعية.
ان فوز توكل كرمان بجائزة نوبل ليس انتصارا للمرأة أو الشابة اليمنية فقط وإنما يمثل الموقع الطبيعي الذي تستحقه المرأة العربية والذي كان يجب ان تأخذه في مختلف مجالات الحياة لأنها تملك كل الطاقات والامكانيات التي تؤهلها لاحتلال هذا الموقع وأنها لجديرة بالجائزة الدولية الرفيعة لأن نيلها للجائزة أبرز الانتصارات التي حققها الشباب العربي منذ ثورات الربيع العربي والتي حققت تغييرا جذريا في المنطقة والتي سعت الأجيال العربية المتعاقبة على تحقيقها ولكنها فشلت ولذلك كان من الطبيعي والمنطقي ان تفوز توكل بهذه الجائزة التي تعد ليس تكريما لها فقط وإنما هي تكريم لكل الشباب العربي ولكل ثورات الربيع العربية.
الجميع يدرك أن اليمن والذي جاءت منه توكل الفائزة العربية الأولى بجائزة نوبل للسلام على مدى التاريخ يذخر بالطاقات المتميزة والتي تؤهله للاضطلاع بدور حضاري متميز ليس على النطاق المحلي فحسب وإنما على النطاقين الإقليمي والدولي وان سبب تخلفه يكمن في نظام فاسد لاهم له سوى الاحتفاظ بالسلطة وان ثورة الشباب التي تقودها توكل من أجل دك حصونه لن تتراجع إلا بذهاب النظام لأن توكل وغيرها من الشباب والشابات الأمثلة الحية التي آمنت بالنضال السلمي من اجل التغيير رغم أن النظام استخدم كل أساليب البطش لقهر الثوار.
إن كرمان بنيلها الجائزة يمثل حافزا للمرأة اليمنية للاستمرار في النضال من أجل الديمقراطية كما ان الجائزة ستفتح الباب واسعا لكل الشعوب العربية من أجل التمسك بمواصلة النضال السلمي لتحقيق الحياة الحرة والكريمة لشعوب المنطقة والتي لن تتم إلا بذهاب الأنظمة الفاسدة في اليمن وسوريا بعدما حقق الشباب انتصارات في تونس ومصر وليبيا، لذلك حري بالعرب أن يفخروا بتوكل كرمان لانها أصبحت رمزا ليس للمرأة الثائرة في اليمن وإنما في كل أنحاء العالم العربي وأنها أوصلت المرأة العربية للعالمية وفتحت أمامها الأبواب المغلقة بسبب الحكومات الفاسدة.
لقراءة المقال المنشور في صحيفة الراية القطرية اضغط (هنـــــــــــا)