المقالات
الرئيس هادي والوصاية السعودية الاماراتية
بقلم: توكل كرمان
الرئيس في عدن، وعلى مسافة قليلة من معتقله الجديد في قصر المعاشيق قتلت ميليشيا الإمارات اثنين من نازحي الحديدة وجرحت العديد منهم.هذه الجريمة الفظيعة يفترض أن يهتز لها عرش العالم قبل عرش اليمنيين.قتل أثناء تواجده في الأيام القلية ثلاثة من الخطباء، ضمن سلسلة قتل الخطباء الذين لايروقون للإمارات واستبدالهم بآخرين من فصيلة هاني بن بريك الموالي لها.
ومع أن وجود الرئيس والحكومة في عدن يقدم تطميناً للشعب ويعد أمرا بالغ الأهمية، إلا أنه سيبقى مجرد معتقل داخلي ولن يفرق كثيرا عن معتقله في الرياض طالما ظلت قوات الاحتلال الإماراتي السعودي تستولي على المطارات والموانئ والمنافذ والمؤسسات الأمنية والعسكرية وتبقيها بيدها وبيد ميليشياتها.
الرئيس في عدن، هذا أمر جيد طالبنا به كثيرا، لكن عليه أن يشرع في الخطوة التالية، توقف عن الإشادة بقرار تدخل التحالف، وأنهم تدخلوا لمساندة حربك من أجل استعادة الشرعية.
فهذا فضلا عن كونه غير صحيح، إذ إنهم من أعلنوا الحرب وسمعتها معنا من القنوات ووكالات الأنباء.
فهو يشرعن لعبثهم الحاصل في اليمن، ويمكنهم من المضي في الاستمرار وارتكاب المزيد. والأسوأ من ذلك يفقدك كل أوراق الضغط.
توقف عن تقديم الإشادة وطالبهم الآن بتسليم كل المؤسسات في المناطق المحررة من سيطرة الحوثي بما فيها تمكينك من مصادر النفط والغاز.
قبل أن تطالب بتحرير المناطق التي لاتزال تحت سيطرة الحوثيين، والتي فضلا عن كونها إذا حررت من سيطرتهم فلغير سلطتك وخارج شرعيتك، فسيضع العالم الآلاف من الخطوط الحمراء أمام اقتحامها كما فعل في الحديدة، ومعه كل المبرارات وكامل الحجة في ذلك.
إذ كيف يمنح الرضى والمشروعية الدولية لحرب تفضي الى تسليم المناطق لانقلابيين جدد وهيمنة ووصاية خليجية.
وتمضي في إحالة اليمن إلى عبارة عن دويلات تسيطر عليها ميليشيات متصارعة، كما حذر آخر تقرير للجنة الخبراء الدوليين التابعة للأمم المتحدة، ولديهم كامل التفاصيل حول مايحدث.
افعل ذلك سيادة الرئيس كاستراتيجية وحيدة لاستعادة الدولة وتمكين الشرعية، وإلا ستبقى مجرد مشرعن لعبثهم الكبير في اليمن من عدن كما كنت من الرياض.
هم قوات احتلال وهيمنة ووصاية، أنت تعلم ذلك، مثلما نعلم أن مشروعهم غير اليمن الاتحادي الديمقراطي، الذي يمثل جوهر الشرعية المتوافق عليه، بل اليمن الذي يبدو عليه الآن في الأرض الواسعة التي لم تعد تحت سيطرة الحوثيين.
حتى الذين يرفضون اعتبار التحالف قوات احتلال والتعامل معه بناء على هذا الأساس ويطالبون عوضا عن ذلك بإصلاح طبيعة العلاقة بين الشرعية وبينه، يقرون أن التحالف هو من يقود المعركة وتفاصيلها ومخرجاتها ويتخذ منفرداً كافة القرارات لترتيب المناطق، وإلا لماذا يطالبون بإصلاح طبيعة العلاقة؟!
هؤلاء يقرون ضمنيا أيضا أن للتحالف مشروعاً آخر، غير مشروع الشرعية المتمثل باليمن الاتحادي الديمقراطي، وغير تمكينها وبسط سلطتها في المناطق التي حررها أو سيحررها من سيطرة الحوثيين.
يقرون بذلك وإلا لماذا يجزعون من اختلال طبيعة العلاقة؟!