المقالات
عن الخلاف السعودي الإماراتي في اليمن
بقلم: توكل كرمان
يمكن القول ان الخلاف بين السعودية والامارات في اليمن فني وشكلي، في حين ان الاتفاق جوهري وأساسي!!هما متفقتان على تفتيت اليمن، ومختلفتان، حول عدد الاجزاء التي يتم تفتيت البلاد إليها!!
هل فصل الجنوب إلى دولة واحدة كما تريد الامارات، أم إلى دولتين كما تريد السعودية، أحدهما تهيمن عليها الإمارات وتضم عدن وابين ولحج والضالع، وأخرى تهيمن عليها السعودية وتضم شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى!!
ولذلك ساعدت الإمارات في استيلاء ميليشياتها على عدن وأبين، وحين ذهبوا إلى مابعد أبين، للانقلاب في شبوة قالت السعودية ان شبوة خط أحمر.
وفعلا منيت ميليشيات الامارات بهزيمة ساحقة هناك وتساقطت كل معسكراتها خلال ساعات.
صحيح ان السعودية لم تقدم سلاحا للجيش الوطني في شبوة، لكنها لم تتدخل ولم تطلب منهم التسليم والاستسلام على غرار ما فعلت في عدن وابين!
تتذكرون اليوم الأول والثاني من القتال في عدن ، كانت كفة قوات الشرعية هي الراجحة، وكادت ان تسقط اهم معسكرات ميليشيات الامارات قبل ان تتدخل السعودية لترجيح كفتهم!!
الخلاف بين دولتي التحالف فني اذاً، حول كيفية تقسيم الجنوب غنيمة بينهما، وابقاء الشمال في الحرب والفوضى!!
هكذا تقدر الدولتان الأمر!!
من سينصح هؤلاء الأغبياء الواهمين،
ان اليمن أكبر بكثير منهم ومن كل حيلهم، أن جزءً نائياً من اليمن أصلب منهم واشد بأسا ومكرا ودهاءا!!
من سيسدي لهم هذه النصيحة الصادقة والمخلصة: محاولة تفتيت اليمن لن تفشل فقط، بل ستفضي الى تفتيت دولهم وسقوطها.
وأن لا قدرة لديهم لتحمل العواقب الوخيمة للخصومة مع شعب جبار كاليمن، رأى انه تعرض للغدر، وان هناك في الجوار من اراد تفتيت بلاده وتقويض كيانه الوطني!!
الموقف من السعودية حول انها رأس الحية، والمسؤول الأول عن كل مايحدث لليمن من تفتيت وتدمير يجب أن لايتغير بسبب موقفها من الانقلاب في شبوة وهزيمة الانقلابيين هناك، إذ أن هذا الموقف سببه الشعور بالغبن في القسمة الضيزي التي ارادتها الامارات معها!!
فقط حين يتم إسقاط انقلاب عدن وحل كل الميليشيات الانقلابية، من عدن حتى المخاء وضواحي الحديدة حيث ميليشيات طارق نجل اخو المخلوع علي صالح ، عندها فقط يكون هناك حجة لمن يريد أن يغير موقفه من السعودية وخطابه تجاهها، مع ان الأمر يتطلب امتحانات اضافية كثيرة لكي يصبح هذا التغيير آمناً ومأموناً!!