اخبار المنظمة

اليمن - قالت منظمة “صحفيات بلا قيود” أن ما اقدمت على ارتكابه قوات مكافحة الإرهاب التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، يوم الأحد 13 أبريل 2025، من صلب جثة قتيل على مدرعة عسكرية في محافظة أبين، والتجول بها بتلك الهيئة، يُعد جريمة بشعة وانتهاكاً صارخاً للكرامة الإنسانية، ومخالفة جسيمة لأحكام القانون اليمني والقانون الدولي الإنساني.
وأوضحت المنظمة أنها اطلعت على صور ومقاطع فيديو صادمة، جرى تداولها على نطاق واسع، تُظهر قيام ما يُسمى بقوات مكافحة الإرهاب بمحافظة أبين، التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، بصلب أحد القتلى على مقدمة عربة عسكرية مصفحة، والتجول بها في شوارع مدينة زنجبار، في انتهاك سافر للكرامة الإنسانية.
وأكدت المنظمة، استناداً إلى معلومات جمعها فريقها الميداني، أن الجثة تعود لشخص يدعى همام اليافعي، الملقب بـ”أبو زيد الحدي اليافعي”، والذي قُتل في وقت سابق من اليوم ذاته خلال عملية أمنية نفذتها قوات تابعة للمجلس الانتقالي في مدينة عتق بمحافظة شبوة، على خلفية الاشتباه بانتمائه إلى جماعة إرهابية. إلا أن تلك القوات أقدمت على صلب الجثة والتجول بها في مدينة زنجبار، في سلوك يتنافى كلياً مع القيم الإنسانية والقانونية.
وشددت المنظمة على أن السلوك الاستعراضي الذي قامت به تلك القوات يعكس نهجاً خطيراً في التعامل مع المشتبه بهم خارج إطار القانون، ويشكل سابقة بالغة الخطورة تفتح الباب أمام فوضى الانتقام والتنكيل، ما يُهدد السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي. كما أكدت أن مجرد الاشتباه بانتماء الضحية إلى جماعة مسلحة لا يبرر بأي حال من الأحوال التعامل المهين مع جثمانه، ولا يُجيز اللجوء إلى ممارسات تمثل خرقاً صارخاً لحقوق الإنسان وأبسط مبادئ العدالة وسيادة القانون.
وبيّنت المنظمة أن ما جرى يعد جريمة مركّبة تنطوي على تمثيل بالجثث بالمخالفة للمادة (262) من قانون الجرائم والعقوبات اليمني، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقيات جنيف والمادة الثالثة المشتركة التي تحظر المساس بكرامة الموتى، والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977 الذي يُجرّم التشويه والإساءة للجثث. كما يُمثّل الفعل تجاوزاً لسلطة القوة العامة، وسلوكاً انتقامياً خارج مظلة القانون يخرق مبدأ قرينة البراءة، ويرقى إلى جريمة ضد الكرامة الإنسانية المحمية بموجب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، ويُجسّد انحرافاً خطيراً عن المعايير الأخلاقية والمهنية التي تحكم سلوك السلطات في التعامل مع القتلى.
دانت منظمة “صحفيات بلا قيود” بأشد العبارات هذه الجريمة، معتبرة إياها انتهاكاً صارخاً للكرامة الإنسانية وتجاوزاً فاضحاً للقوانين الوطنية والدولية. وأكدت أن هذا السلوك لا يمثل فقط خرقاً لقواعد العدالة الدولية بل يُشكل أيضاً تحدياً صارخاً لحقوق الإنسان وكرامته، ويجب أن يُقابل بالإدانة والمحاسبة الفورية، وليس بالصمت أو التبرير.
و طالبت المنظمة بفتح تحقيق عاجل ومستقل في هذه الجريمة، ومحاسبة جميع المتورطين فيها أمام القضاء، بما يتماشى مع المعايير الدولية للعدالة. كما دعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ التدابير اللازمة من خلال آلياتها المختلفة، بما في ذلك تكليف فريق خبراء لجنة العقوبات المعنية باليمن للتحقيق في الحادثة وادراج مرتكبي تلك الانتهاكات ضمن قائمة منتهكي حقوق الإنسان في اليمن.
وفي ختام بيانها، أكدت “صحفيات بلاقيود” أن حماية الكرامة الإنسانية ليست خياراً، بل التزام قانوني وأخلاقي لا يسقط بأي ذريعة، وأن هيبة الدولة لا تُبنى من خلال الاستعراض الوحشي للجثث، بل من خلال احترام الإنسان وتطبيق القانون.