اخبار المنظمة

اليمن - تتابع منظمة “صحفيات بلا قيود” بقلق بالغ التدهور الحاد في الأوضاع المعيشية والخدمية في العاصمة المؤقتة عدن وعدد من المحافظات اليمنية، حيث أدى الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي، ونقص الوقود، وانهيار العملة المحلية، وتدهور الخدمات الأساسية إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية، وسط تجاهل حكومي مستمر لمطالب المواطنين وحقوقهم الأساسية.
وفقاً للمعلومات التي تلقتها المنظمة وعملية الرصد الميداني، فإن الانقطاع الكامل للكهرباء وتوقف امدادات الوقود أدى إلى توقف العديد من المرافق الحيوية، بما في ذلك المستشفيات ومحطات المياه والصرف الصحي في العاصمة المؤقتة عدن، ما يهدد حياة الآلاف من المواطنين، خصوصاً المرضى وكبار السن.
واطلعت المنظمة على مقطع فيديو يظهر توقف مراكز الغسيل الكلوي في عدن عن العمل نتيجة انقطاع الكهرباء المستمر، ما يهدد حياة العديد من المرضى الذين يعتمدون على هذه المراكز للبقاء على قيد الحياة. هذا التوقف يشير إلى عمق الأزمة التي تعيشها المدينة، حيث إن المستشفيات والمراكز الصحية باتت عاجزة عن تقديم خدماتها الأساسية، مما يزيد من معاناة المواطنين ويعرض حياتهم للخطر.
إن هذا الوضع يفاقم من الأزمة الإنسانية التي يعاني منها اليمنيون بشكل عام، ويؤكد على ضرورة التحرك العاجل من قبل الحكومة والمجلس الرئاسي لتوفير الوقود اللازم لإعادة تشغيل المرافق الصحية والخدمية وضمان استمراريتها.
تشير المنظمة إلى أن الاحتجاجات السلمية التي اندلعت في عدن ولحج والضالع وتعز جاءت كرد فعل طبيعي على الإهمال الحكومي المستمر، وانعدام الحلول الجذرية لمعالجة الأزمات المتفاقمة. وقد رصدت المنظمة انتهاكات محتملة لحق المواطنين في التظاهر السلمي، الأمر الذي يستدعي التزام السلطات بعدم اللجوء إلى أي شكل من أشكال القمع أو التضييق على حرية التعبير.
تؤكد المنظمة أن استمرار المجلس الرئاسي والحكومة في تجاهل هذه الأزمة دون اتخاذ تدابير عاجلة، يشكل إخلالاً بالمسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه المواطنين، ويتعارض مع الالتزامات الدولية لليمن في مجال حقوق الإنسان، لا سيما الحق في الحياة، والصحة، والحصول على الخدمات الأساسية.
تشدد المنظمة على ضرورة استجابة السلطات بشكل فوري لمطالب المحتجين، من خلال توفير الخدمات الأساسية، وضمان استقرار الوضع الاقتصادي، وتحقيق الشفافية في إدارة الموارد العامة، بما يضمن عدم تكرار هذه الأزمات مستقبلاً.
تحمل “صحفيات بلاقيود” المجلس الرئاسي والحكومة المسؤولية الكاملة عن تفاقم الأزمة، وتطالبهما بالتحرك العاجل لإنقاذ المواطنين، ووضع حلول مستدامة لمعالجة انهيار الخدمات الأساسية.
تطالب المنظمة السلطات المعنية بتوفير الوقود بشكل فوري، لإعادة تشغيل محطات الكهرباء، وضمان استمرارية خدمات المياه والصحة، لتجنب كارثة إنسانية وشيكة.
تدعو المنظمة المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية والإنسانية، إلى التدخل العاجل والضغط على الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً لاتخاذ إجراءات ملموسة وعاجلة لحل الأزمة، ومراقبة التزام السلطات باحترام حقوق المواطنين في الخدمات الأساسية وحرية التعبير.
إن استمرار تجاهل هذه الأزمة قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد والاحتقان الشعبي، مما قد يجر البلاد نحو مزيد من الفوضى والانهيار. وعليه، فإن “صحفيات بلا قيود” تدعو كافة الأطراف إلى تحمل مسؤولياتها، واتخاذ إجراءات عاجلة تحفظ كرامة وحقوق المواطنين، وتمنع وقوع كارثة إنسانية لا تحمد عقباها.
صادر عن منظمة “صحفيات بلا قيود”
9 يناير 2025