اخبار المنظمة
تتابع منظمة “صحفيات بلا قيود” الواقع الصادم للمعتقلين السوريين باهتمام بالغ، بعد إطلاق سراح عدد من المختفين قسرًا، كانوا في معتقلات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وتؤكد المنظمة أن عدسات الناشطين في سوريا وثّقت مشاهد تكشف حجم الانتهاكات التي ارتكبها نظام الأسد، بحرمان آلاف الأشخاص من الحرية وإخفاء مصائرهم وأماكن وجودهم لعقود.
وأطلقت فصائل المعارضة مئات المعتقلين في عدد من السجون السورية، بعد سيطرتها على عدة محافظات ومدن في سوريا وطرد قوات النظام منها، منذ اندلاع المواجهات في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وحتى الأحد 8 كانون الأول/ديسمبر 2024. وتكشف المعلومات عن ظهور مختفين بعد أربعة عقود من الإخفاء القسري، حيث لم يكن أهاليهم يعرفون أنهم ما زالوا على قيد الحياة.
وحتى آب/أغسطس الماضي، كان ما لا يقل عن 136,614 شخصًا لا يزالون قيد الاعتقال التعسفي أو الإخفاء القسري، ويتعرضون للتعذيب في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري، وفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان، بينهم 2,329 طفلًا و5,742 امرأة.
تدعو منظمة “صحفيات بلا قيود” إلى الإسراع في إطلاق سراح جميع المعتقلين والمخفيين قسرًا على ذمة قضايا سياسية في سوريا. كما تطالب بتوثيق شهادات الضحايا ومساءلة المتورطين في اعتقال وإخفاء عشرات الآلاف من السوريين، بينهم معتقلون منذ ثمانينيات القرن الماضي.
ميكانيكي في المعتقل منذ 40 عامًا
من بين الحالات التي أثارت صدمة واسعة، قصة الميكانيكي اللبناني علي حسن علي، الذي اعتقلته قوات النظام السوري إبان حكم حافظ الأسد عام 1986، بتهمة الانتماء إلى حزب إسلامي. لم يكن علي قد بلغ العشرين من عمره حينها، وظلت أسرته تبحث عنه لعقود في مؤسسات النظام السوري التي كانت تنكر وجوده. توفيت والدته وهي تنتظر عودته.
وكان علي محتجزًا في سجن حماة المركزي، حيث حررته فصائل المعارضة مع آخرين بعد سيطرتها على المدينة قبل أيام. وظهرت صورة لرجل مسن، اتضح لاحقًا أنه الميكانيكي علي حسن علي، الذي أمضى 39 عامًا في معتقلات الأسد.
المدونة طل الملوحي
كشفت منظمة “صحفيات بلا قيود” عن حالات أخرى تظهر بشاعة الاعتقال القسري، من بينها حالة المدونة السورية طل الملوحي، التي كانت في سجن عدرا منذ 15 عامًا.
طل، التي وُلدت عام 1991، عُرفت بتدويناتها الناقدة للفساد في سوريا. وفي 27 كانون الأول/ديسمبر 2009، اعتقلتها أجهزة أمن الدولة وهي بعمر 18 عامًا، ولم تعرف عائلتها مكان وجودها منذ ذلك الحين. تمكنت فصائل المعارضة من تحريرها مع معتقلين آخرين في سجن عدرا، في كانون الأول/ديسمبر 2024.
نساء في سجن صيدنايا
نشرت مقاطع فيديو وثقتها المعارضة تُظهر نساء سوريات محشورات في زنزانة صغيرة داخل سجن صيدنايا، بدا عليهن الخوف والذهول عند اقتحام المعارضة للمنشأة شديدة التحصين. إحدى النساء كانت برفقة طفل، يُعتقد أنه وُلد داخل المعتقل.
وترحب منظمة “صحفيات بلا قيود” بإطلاق سراح النساء المعتقلات في سجن صيدنايا وغيره من السجون، وتجدد دعوتها للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين من مراكز الاحتجاز في سوريا.
يُعد سجن صيدنايا منشأة شديدة التحصين بالقرب من دمشق، صُمم بطريقة تُعقّد عملية الوصول إلى المعتقلين. وهو مخصص للسجناء السياسيين والعسكريين والمتهمين بالمساس بأمن الدولة. خلال عهد حافظ الأسد، استُخدم السجن لاحتجاز معارضين، بينما شهد عهد بشار الأسد تدفق آلاف المعتقلين إليه منذ عام 2011.
وفقًا لتقرير صادر عن منظمة العفو الدولية عام 2017، أعدم نظام الأسد حوالي 13,000 شخص في سجن صيدنايا بين عامي 2011 و2015.
تعريف قانوني
تعرف الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري الاختفاء القسري بأنه:
“الاعتقال أو الاحتجاز أو الاختطاف أو أي شكل من أشكال الحرمان من الحرية يتم على أيدي موظفي الدولة أو أشخاص أو مجموعات من الأفراد يتصرفون بإذن أو دعم من الدولة أو بموافقتها، ويعقبه رفض الاعتراف بحرمان الشخص من حريته أو إخفاء مصيره أو مكان وجوده، مما يحرمه من حماية القانون”.
تؤكد منظمة “صحفيات بلا قيود” أن النظام السوري ارتكب جميع أشكال الانتهاكات بحق المعتقلين، من اعتقال واحتجاز واختطاف وإخفاء مصير. وتدعو إلى سرعة إطلاق سراح المعتقلين وإنقاذ من تبقى منهم، مع فتح تحقيقات شاملة لمساءلة المسؤولين عن هذه الجرائم وضمان تحقيق العدالة.