اخبار المنظمة
خلال السنوات العشر الماضية كادت الصحافة المصرية المستقلة ذات التاريخ العريق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تختفي، إنها تعيش أسوأ أحوالها منذ نصف قرن؛ فلم يسبق أن تعرضت لحملة ممنهجة من السلطات كما حدث في عهد الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي.
وعلى الرغم من حديث الرئيس المصري عن "الانفتاح السياسي والحوار الوطني" إلا أن الأسابيع الماضية كانت قاسية على الصحفيين المستقلين إذ بدأت حملة أمنية جديدة تستهدف ما تبقى من الصوت الضعيف الذي يتحدث في الشأن العام.
تدين منظمة صحفيات بلاقيود الحملة الأمنية المصرية المتزايدة لاستهداف الصحفيين المستقلين، واستخدام المؤسسات القضائية كأداة لتجريم العمل الصحفي في البلاد، حيث تحتل البلاد أسوأ المراكز في اعتقال الصحفيين وسجنهم. يجب على السلطات الإفراج الفوري غير المشروط عن كل الصحفيين المعتقلين، وإنهاء الممارسة الممنهجة لمطاردتهم وترهيبهم.
وفي حملة جديدة على الصحافة اعتقلت السلطات في 22 يوليو/تموز أشرف عمر، الصحافي ورسام كاريكاتير في موقع المنصة من منزله. وفي 16 يوليو/تموز جرى اعتقال خالد ممدوح، الصحفي في عربي بوست من منزله.
أخضعت السلطات الصحفيين للإخفاء بين يومين وخمسة أيام، قبل عرضهما على نيابة أمن الدولة، ولم تتمكن أسرتيهما من معرفة مكان احتجازهما أو التواصل معهما قبل عرضهما على النيابة، التي قامت بحبسهما 15 يوماً على ذمة التحقيقات، والتي كما جرت العادة يجري تجديها مع انقضاء المدة.
في يونيو/حزيران ظهر الصحفي رمضان جويدة شحاتة، من موقع اليوم الإخباري، بعد أن تعرض لاخفاء قسري 40 يوماً، حيث اختطف من محافظة المنوفية في الأول من مايو/أيار. ومنذ ذلك الحين يجري تجديد حبسه كل 15 يوماً.
اُعتقل الصحفي ياسر أبوالعلا من صحيفة آفاق عربية في 10 مارس/آذار من منزله، وبعد 50 بوماً من البحث عنه اعتقلت زوجته "نجلاء فتحي" وشقيقتها "أسماء"، وترك أولادهم الأربعة، بلا عائل إلى جانب والدتها المُسنة.
لم يعد أحد يستطيع زيارة "أبو العلا" لاعتقالهم –كما يفيد محاميه. وأخضعت السلطات الصحفي ابوالعلا للنيابة بعد حوالي شهرين، ومنذ ذلك الحين يتم تجديد حبسه مع زوجته كل 15 يوماً!
كما أُعتقل السياسي والكاتب "يحيى حسين عبدالهادي" من الشارع في 31 يوليو/ تموز، وهو في طريقه لحضور ندوة لحزب سياسي تحت التأسيس، وهو مؤسس الحركة المدنية الديمقراطية. كان قد اعتقل في 2019، وحكم عليه بالسجن 4 سنوات وأفرج عنه في 2022 بعفو رئاسي.
تحذر "منظمة صحفيات بلاقيود" من أن تكون موجة الاعتقالات الجديدة بحق الصحفيين والمتحدثين في الشأن العام بداية لحملة أمنية ممنهجة للقضاء على بصيص ضوء خافت للغاية متبقي للصحافة المستقلة في البلاد.
وقالت: إن تزامن الحملة الأمنية مع جلسات “الحوار الوطني” يؤكد أن الرئيس المصري يستخدم الحوار كأداة لتحسين سمعة نظامه الموغلة في انتهاكات حقوق الإنسان، ودفع الصحافة المستقلة إلى اليأس من الاستمرار في ممارسة دورها.
في مارس/آذار اُعتقل عدد من المشاركين بينهم صحفيين، لمشاركتهم في مبادرة أطلقتها صحفيات مصريات للتظاهر على سلم نقابة الصحفيين، تحت شعار “عيش وملح” للتضامن مع شعب فلسطين، وبعد حملة المطاردة والاعتقالات توقفت هذه الفعاليات.
لقراءة وتحميل التقرير انقر هنا