اخبار المنظمة
منعت السلطات المحلية في السودان صحيفة من الكتابة والنشر فيما تصفه "القضايا الأمنية" في إجراء يخالف الدستور والقوانين السودانية النافذة وحرية الرأي والتعبير في البلاد.
وقالت الصحيفة رشا حسن يوم السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني إن السلطات المحلية في القطينة بالنيل الأبيض أبلغتها عبر الهاتف بالمنع من الكتابة والنشر بمنعها من الكتابة والنشر في "القضايا الأمنية" بعد مضايقات تعرضت لها من قوات الأمن أثناء زيارتها لمستشفى "القطنية التعليمي" حيث يتعرض جرحى القوات المسلحة السودانية للعلاج.
ومصطلح "القضايا الأمنية" مصطلح فضفاض يمكن أن تقوم الجهات الأمنية باستخدامه لإدانة "رشا" وأي صحفي وصحفية يحاولون الوصول إلى المعلومات في بيئة قمع مخيفة تنتهك الصحافة المستقلة في السودان.
وقالت منظمة صحفيات بلا قيود: إن استخدام ألفاظ فضفاضة مثل "قضايا الأمن" و"المساس بالنظام العام" هدفها الحد من عمل الصحفيين وإدانة الصحافة المستقلة.
وأضافت أن "سلوك السلطات تجاه رشا حسن هو استمرار لحملة المضايقات الأمنية التي تستهدف الصحفيات السودانيات في كل المقاطعات السودانية". "بدلاً من ملاحقة النشر على السلطات تسهيل عمل الصحفيين لتصل المعلومات والحقائق للجمهور الذي من حقه الوصول إليها".
وتعتبر السودان واحدة من البلدان الأكثر خطورة لعمل الصحفيات في العالم.
وقُتلت الصحفية "حليمة أدريس سالم" في (10 أكتوبر/تشرين الأول) التي تعمل في تلفزيون "سودان بكرة"، دهساً بآلية عسكرية تتبع قوات الدعم السريع، وهي تقوم بعملها في منطقة "أم درمان" حسب ما ذكرت جهة عملها ونقابة الصحفيين السودانيين.
ويستمر طرفي الصراع في الحرب المستمرة منذ ابريل/نيسان 2023 في ارتكاب الانتهاكات والتحريض ضد الصحافيين بينها: القتل، والاعتقال، والاعتداء والضرب، ونهب معداتهم وممتلكاتهم، ما يناقض القوانين السودانية وقرار مجلس الأمن الدولي 1738/2006 الذي اعتبر استهداف الصحافيين بمثابة تهديد للسلم والأمن الدوليين.
وقالت رشا إنها منعت من دخول المشفى والوصول إلى الجرحى المدنيين والعسكريين الذين أصيبوا في المعارك الأخيرة لمعرفة ما حدث، "وترفض إدارة المشفى التعاون معها بسبب قرار المنع الأخير".
وتعتبر منظمة صحفيات بلا قيود قرار الحظر المفروض على عمل الصحفية "رشا" امتداداً لأعمال أطراف النزاع في السودان التي باتت أقرب إلى تجريم العمل الصحفي المستقل، وفرض التعتيم وممارسة رقابة مسبقة على عمل الصحفيين المستقلين.
وتعيش الصحافة السودانية أسوأ مراحلها منذ 100 عام، حيث توقفت الغالبية العظمى من وسائل الإعلام بسبب تشرد الصحفيين والصحفيات من منازلهم إلى مناطق أخرى بعيدة عن المعارك أو باللجوء خارج حدود البلاد.