اخبار المنظمة
الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.. قتل الشهود
عقب هجوم شنته حركة حماس الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول شنت إسرائيل حملة عسكرية على قطاع غزة.
تقول الرواية الإسرائيلية "إن المئات قد قتلوا بسبب هجوم حماس"، إلا أن الحملة الإسرائيلية على قطاع غزة قد أدت إلى مقتل الآلاف معظمهم من الأطفال والنساء ولم يسلم الصحفيون من الانتهاكات ليس في غزة فحسب بل في جميع الأراضي الفلسطينية وحتى جنوب لبنان.
لم يشهد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هذا العدد الهائل من القتلى والمصابين والانتهاكات في 20 يوماً (07 -27 أكتوبر/تشرين الأول 2023) بحق الصحفيين في تاريخ المنطقة الحديث، وتعتبر هذه الحرب الأكثر دموية على الصحفيين طوال تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي خلال 75 عاماً. إذ تبذل إسرائيل كل طاقتها العسكرية لاستهداف الصحفيين وأهاليهم، في إطار حملة لا يمكن أن تكون إلا لإخفاء الجرائم التي يتم ارتكابها ويعتقد أنها "جرائم حرب" ضد الصحفيين.
قامت وحدة الرصد في منظمة "صحفيات بلاقيود"، برصد الانتهاكات بحق الصحفيين والصحفيات منذ بدء الحرب المستمرة على قطاع غزة، وبسبب ظروف المعركة من الصعب رصد كل الانتهاكات التي يتم ارتكابها.
أولاً، مجازر وحشية بحق الصحافيين
وصلت حصيلة القتلى الفلسطينيين بسبب الغارات الإسرائيلية إلى مستوى غير مسبوق وحتى 27 أكتوبر/تشرين الأول تجاوز عدد القتلى أكثر من 7000 شخص، بينهم 3000 طفل، حسب وزارة الصحة في قطاع غزة، ووثقها الصحفيون والصحفيات في قطاع غزة ودفعوا أرواحهم ثمناً لنقل هذه الحقائق والوحشية. كما قال الإسرائيليون إن عدد قتلاهم وصل إلى 1400 شخص.
قُتل في هذه الحرب 27 صحفياً وصحافية في قطاع غزة، وصحفي في لبنان، بعضهم تم قتلهم مع عائلاتهم. تأكدت منظمة "صحفيات بلا قيود" من اغتيالهم. وآخرون قتل بعض من عائلاتهم كما حدث مع مراسل فضائية الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح.
سلام خليل محمد ميمة (33 عاماً)، صحفية مستقلة، تعمل مع عديد من وسائل الإعلام ورئيسة لجنة الصحفيات في التجمع الإعلامي الفلسطيني، قتلت في 10 أكتوبر/تشرين الأول مع عائلتها "زوجها وأطفالها الثلاثة" بقصف لطيران الاحتلال في مخيم جباليا، شمال شرق غزة، وانتشلت جثثهم من تحت الأنقاض بعد ثلاثة أيام.
سلمى حمادة مصباح مخيمر (34 عاماً)، صحفية مستقلة، تعمل مع العديد من وسائل الإعلام، قُتلت مع طفلها الرضيع ووالدها ووالدتها وأفراد من عائلتها، بغارة إسرائيلية على مدينة رفح جنوبي القطاع. كانت سلمى -المقيمة في الأردن- في زيارة لعائلتها في القطاع لتقتل وطفلها معهم يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول.
دعاء شرف (31 عاماً)، صحفية في إذاعة الأقصى، قتلت مع طفلها الرضيع بغارة جوية إسرائيلية على منزلها في حي "الزوايدة" وسط قطاع غزة يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول.
عصام عبدالله، مصور وكالة رويترز للأنباء المقيم في العاصمة اللبنانية بيروت، قُتل بقصف إسرائيلي بالقرب من الحدود اللبنانية يوم الثالث عشر من أكتوبر/تشرين الأول، بينما كان يغطي الأحداث في جنوب لبنان بالقرب من قرية علما الشعب بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
سعيد رضوان سعيد الطويل (37 عاماً) رئيس تحرير شبكة الخامسة للأنباء، قُتل بغارة جوية إسرائيلية استهدفت "برج حجي" وهي منطقة تضم عدة وسائل إعلام في حي الرمال غربي قطاع غزة يوم التاسع من أكتوبر/تشرين الأول.
محمد رزق محمود صبح (35 عاماً)، صحفي مصور وكالة أنباء خبر، قُتل بغارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة تضم وسائل الإعلام في حي الرمال غربي غزة، يوم التاسع من أكتوبر/تشرين الأول.
هشام محمد فخري النواجحة (27 عاماً)، صحفي في وكالة أنباء خبر، قُتل بغارة جوية إسرائيلية بنفس العملية التي قتل فيها زميليه "الطويل" و"صبح" يوم التاسع من أكتوبر/تشرين الأول.
عبد الهادي سعد الله رشاد حبيب (37 عاماً)، صحفي يعمل في تلفزيون “الأونروا” التعليمي، قُتل في 16 أكتوبر/تشرين الأول، بقصف شقة سكنية في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى مقتله وحماته، وإصابة عدد من أفراد أسرته بجروح ما بين حرجة ومتوسطة.
رشدي يحيى رشدي السراج (31 عاماً)، مخرج ومؤسس شركة عين ميديا، قُتل في 23 أكتوبر/تشرين الأول بقصف صاروخي استهدف منزلاً في غرب غزة. كان السراج قد تحدث لـ "صحفيات بلاقيود" عبر الهاتف إنه لم يعرف مثل هذه الوحشية الإسرائيلية طوال حياته في قطاع غزة، ولم يسبق أن شهد هذه الحالة من استهداف الصحفيين في كل فلسطين.
محمد تهامي عبد السلام الصالحي (29 عاماً)، المصور الصحفي في وكالة السلطة الرابعة، قُتل برصاص الاحتلال يوم السابع أكتوبر/تشرين الأول خلال تغطيته الأحداث على الشريط الحدودي في "البريج" جنوب قطاع غزة.
أحمد عبد الرحمن شهاب (42 عاماً)، صحافي ومعد برامج في إذاعة الأسرى، قُتل وأفراد عائلته (زوجته وأطفاله) وعدد كبير من أسرته، بغارة جوية في مخيم جباليا شمال قطاع غزة يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول.
عمر فارس عمر أبو شاويش (36 عاماً)، صحافي وروائي وكاتب، قُتل بقصف للاحتلال خلال تغطيته للأحداث في غزة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
محمد فايز يوسف أبو مطر (28 عاماً)، صحفي مصور مستقل، قُتل بغارة جوية إسرائيلية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول.
حسام محمود حسن مبارك (41 عاما)، صحفي في إذاعة الأقصى، قُتل بغارة إسرائيلية شمالي قطاع غزة يوم الثالث عشر من أكتوبر/تشرين الأول.
يوسف ماهر يوسف دواس (20 عاماً)، كاتب صحفي في صحيفة وقائع فلسطين، قُتل مع أفراد من أسرته بغارة إسرائيلية في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع في 14 أكتوبر/تشرين الأول.
عصام محمد صبحي بهار (39 عاماً)، صحفي في قناة الأقصى، قُتل هو وزوجته وعدد من افراد أسرته بغارة إسرائيلية على منزلهم في شمالي قطاع غزة في 17 أكتوبر/تشرين الأول.
محمد بعلوشة، المدير الإداري والمالي لقناة فلسطين اليوم، قُتل مع ابنته الطفلة وعدد من أفراد عائلته بغارة إسرائيلية على "حي الصفاوي" شمالي غزة في 17 أكتوبر/تشرين الأول.
سميح عبد الرزاق خميس النادي (55 عاماً)، مدير قناة الأقصى، قُتل في 18 أكتوبر/تشرين الأول بغارة إسرائيلية على القطاع.
خليل إبراهيم علي أبو عاذرة (40 عاماً)، مصور في قناة الأقصى، قُتل مع شقيقه في 19 أكتوبر/تشرين الأول في غارة إسرائيلية على مدينة رفح جنوبي القطاع.
محمد أبو علي، صحفي في راديو الشباب، قُتل في غارة إسرائيلية على شمال القطاع في 20 أكتوبر/تشرين الأول.
محمد عماد لبد، صحفي في موقع الرسالة الإخباري، قُتل بغارة إسرائيلية على حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول.
أسعد عبد الناصر أسعد شملخ (20 عاماً)، صحفي مستقل، قُتل مع تسعة من أفراد أسرته، بغارة جوية جنوبي قطاع غزة يوم الثامن من أكتوبر/تشرين الأول.
محمد سامي عبدالله جرغون (28 عاماً)، صحفي في سمارت ميديا، قُتل خلال تغطيته لآثار القصف في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
إبراهيم لافي، مصور صحفي في عين ميديا، قُتل برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال تغطية الأحداث في بيت حانون شمالي قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
سائد سمير محمود الحلبي (42 عاماً)، صحفي شبكة الأقصى الفضائية، قُتل بقصف إسرائيلي استهدف منزله في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة يوم 25 أكتوبر/تشرين الثاني.
أحمد جميل محمود أبو مهادي (58 عاماً)، صحفي في شبكة الأقصى، قُتل بقصف إسرائيلي استهدف منزله وسط قطاع غزة، يوم 25 أكتوبر/تشرين الثاني.
جمال عارف سالم الفقعاوي (28 عاماً)، صحفي في مؤسسة الميثاق الإعلامية، قُتل بقصف إسرائيلي استهدف منزله في "خان يونس" جنوب قطاع غزة، يوم 25 أكتوبر/تشرين الثاني.
محمد فايز الحسني (34 عاماً)، صحفي ومدير مؤسسة رواسي فلسطين، قُتل إلى جانب أفراد من عائلته بقصف إسرائيلي استهدف منزله في قطاع غزة.
في الجانب الآخر قالت الحكومة الإسرائيلية إن أربعة صحفيين قتلوا في هجمات حركة حماس يوم 07 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ولم نتأكد من مصدر مستقل من صحة هذه المعلومات.
وإلى جانب قتْل الصحفيين والصحفيات في قطاع غزة ولبنان، تسببت الغارات الإسرائيلية بإصابة عشرات الصحفيين والصحفيات، بعضهم بجراح خطيرة، وبسبب قطع إسرائيل للاتصالات والانترنت عن قطاع غزة، تعقدت وسائل الوصول للضحايا وتلقي الشكاوى من داخل القطاع، كما أعاقت عمل الصحفيين وقدرتهم على أداء مهمتهم في نقل الحقائق والأنباء لما يحدث في قطاع غزة.
يلاحظ أن معظم القتلى الصحفيين والصحفيات في قطاع من المناطق التي دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان غزة للانتقال إليها في جنوب قطاع غزة. كما أنه من الملاحظ استهداف أي صحفي يعمل في وسائل الإعلام الفلسطينية المحلية، لدرجة إن الغارات الإسرائيلية استهدفت منازل معظم العاملين في فضائية الأقصى الناطقة باسم حركة حماس!
في جنوب لبنان: في الهجوم الذي أدى إلى مقتل مصور رويترز، أصيب عدد آخر من الصحفيين هم كارمن جوخدار (مراسلة الجزيرة) ومصورها إيلي بارخيا؛ إلى جانب ثائر السوداني وماهر نزيه من رويترز، والمصور الصحفي ديلان كولينز والمصورة الصحفية كريستينا عاصي (وكالة فرانس برس الفرنسية).
وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول استهدفت دبابة إسرائيلية، طاقم قناة "المنار" وهم مراسل ومصوّر، وسقطت القذيفة بالقرب منهما أثناء تغطيتهما المباشرة للتطوّرات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي و"حزب الله" على طريق بلدة طير حرفا في الجنوب اللبناني. وفي اليوم ذاته نشرت وسائل إعلام إيرانية، مقطعا يوثق لحظة تعرض فريق إيراني من صانعي الأفلام الوثائقية التلفزيونية (عددهم 7 أشخاص) لإطلاق نار على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، وتعرضوا لإطلاق نارٍ لدى وصولهم إلى الحدود، حيث جرت اشتباكات بين جنود إسرائيليين وعناصر تابعة لـ "حزب الله". وأصيب عدد منهم بجروح.
لقراءة وتحميل التقرير أضغط هنا