دعمت مؤسسة توكل كرمان عبر برنامج "حيث الإنسان" في موسمه السابع، امرأة فتحت أبواب الأمل للنساء في مدينة مارب (شمال شرق اليمن) التي احتضنت الناس من كل محافظات البلاد.
في منزلها الصغير، الذي تقطنه مع أطفالها الخمسة وزوجها ووالدته، تستقبل عائشة يوميًا مجموعة من النساء للعمل في مشروعها لصناعة المعجنات والحلويات، الذي بفضله تحصل العديد من النساء على مصدر دخل يعينهن على إعالة أسرهن.
ابتسام مرشد، إحدى العاملات في المشروع، تحكي قصتها قائلة: "تعرفت على عائشة خلال جلسة نسائية، وطلبت منها فرصة للعمل معها، فلم تتردد في قبولي. هذا المشروع يساعدني على تلبية احتياجات أولادي الدراسية، أحيانًا يكفي الدخل وأحيانًا لا، لكنه يبقى نافذتنا نحو حياة كريمة."
وتضيف ابتسام مرشد: "عائشة امرأة مكافحة، رغم الصعوبات التي واجهتها في بداية مشروعها، إلا أنها لم تستسلم، بل واصلت المحاولة حتى نجحت."
رحلة نزوح وكفاح
عائشة سلطان، التي نزحت من إب إلى مأرب، وجدت نفسها في مواجهة واقع جديد مليء بالتحديات. بعد أن كان زوجها أسيرًا لمدة ثلاث سنوات ونصف، اضطرت لتولي مسؤولية إعالة أسرتها بالكامل، فعملت في عدة مجالات، من الخياطة إلى تصفيف الشعر، لكنها لم تحقق النجاح المنشود، حتى وجدت ضالتها في صناعة المعجنات والحلويات.
تقول عائشة: "عانينا كثيرًا بعد النزوح، من ارتفاع الإيجارات إلى عدم الاستقرار المعيشي. جربت عدة مشاريع قبل أن أعمل في مجال الحلويات والمعجنات، وبدأت بإنتاجها من المنزل وبيعها للبقالات."
لكن طموح عائشة لم يتوقف عند العمل الفردي، بل سعت لتوسيع المشروع واستيعاب نساء أخريات، خصوصًا الأرامل وذوات الدخل المحدود، لتوفير مصدر رزق لهن.
من حلم منزلي إلى معمل مستقل
كان أكبر تحدٍّ يواجه عائشة هو ضيق مساحة المنزل، حيث كان يضطر زوجها وأولادها للخروج أثناء ساعات العمل لإفساح المجال للعاملات. كان الحل الأمثل هو الحصول على محل مستقل مجهز بالمعدات اللازمة.
وهنا جاء تدخل برنامج "حيث الإنسان"، حيث تم استئجار وترميم محل مناسب، وتجهيزه بأفران كهربائية حديثة، وأدوات تهوية وتكييف، ليصبح معملًا متكاملًا يحمل اسم "معمل حلويات بنت بلقيس".
تعبّر عائشة عن سعادتها الغامرة بقولها: "الفرق أصبح كبيرًا، فالإنتاج زاد، وتنوّعت أصناف الحلويات والمعجنات، كما توسعت قاعدة الزبائن، بعدما كان البيع مقتصرًا على التوصيل من المنزل. هذا المشروع لم يغير حياتي فقط، بل حياة كثير من النساء المحتاجات."
وبفضل الدعم المقدم من مؤسسة توكل كرمان، باتت عائشة سلطان نموذجًا للمرأة القادرة على تحويل الصعوبات إلى فرص، وفتح أبواب الأمل لمجتمعها.

