دعت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وإلزام الحكومات المستبدة والمليشيات المسلحة تجنيب الأطفال والنساء ويلات الاعتقال والاغتصاب والدمار في أوقات النزاع، مؤكدة أن الشرق الأوسط يعانى الكثير والنساء هم الضحايا الأبرز في ظل صمت دولي وأمم تنام على حقول من النفط وخلفها قيم دينية وإسلامية لم يعد أحد يعبأ بها.
جاء ذلك من خلال مؤتمر "حول تأثير الحروب علي المرأة والطفل" في الفترة من 25-26 فبراير بحضور عدد من النساء الحائزات على جائزة نوبل للسلام من دول مختلفة منها " إيران والولايات المتحدة الأميركية ".
وتابعت كرمان والتي تشغل أيضاً رئيس مركز توكل كرمان العالمي للديمقراطية والسلام والمنظم للمؤتمر بالتعاون مع جامعة إيدن اسطنبول: إن النساء يواجهن كل أشكال العنف في مجتمعاتهن ولا يتم السماع لأصواتهن بل يتم الزج بهن في السجون ويتم اغتصابهن وتمارس ضدهن هن وأطفالهن كل أشكال الانتهاكات التي تعد انتهاكات ضد الإنسانية في ظل خذلان وصمت عالمي يجعل من العالم الدولي شركاء في الجرم مع هؤلاء الحكام المستبدين وتلك المليشيات المسلحة، مؤكدة أن كل مبادئ القانون الدولي والإنساني تنتهك يوميا في سوريا والعراق وفلسطين ومصر واليمن بالرغم من أن القانون الدولي يؤكد علي حصانة المدنيين وخاصة النساء والأطفال ولكن تلك العقوبات والإدانات تظل حبيسة أروقة المؤتمرات.
كما استنكرت في الوقت ذاته كل من الناشطتين الحقوقيتين والحائزتين على جائزة نوبل للسلام، الدكتورة شيرين عبادي (إيرانية) وجودي ويليامز (أميركية) تصرفات دولهم، وتدخلهم في سياسات الدول العربية ودول الربيع العربي بشكل خاص، مؤكدين أن الشعوب من حقها تقرير مصيرها.
واعتذرت شيرين عبادي خلال المؤتمر الصحفي اليوم عن السياسة الخارجية الإيرانية رافضة تدخلات إيران ودعمها للجماعات المسلحة في دول أخرى مؤكدة علي حق الشعوب في تقرير مصيرهم، متسائلة لماذا الجندي الإيراني يقتل في سوريا أو العراق أو اليمن؟.
وقالت عبادي إن ايران دولة غنية جدا ولكن يزاد الفقر داخليا يوما بعد يوم ، فلماذا لا يتم تسيير الدخل العظيم لإيران لخدمة شعبها وليس للإنفاق علي السلاح.
من جانبها عارضت الناشطة الأميركية جودي ويليامز السياسة الأميركية ضد الدول العربية وخاصة دعمهم لإسرائيل ضد الفلسطينيين، ولكنها ألقت باللوم في الوقت ذاته علي الدول الإسلامية وأنها لا تقوم بدورها في دعم القضية الفلسطينية ودعم حريتها ، وأعلم انهم يخافون من دولتي وأنا أخجل من هذا، مؤكدة أننا نقوم بمراقبة الوضع الفلسطيني عن قرب ونجه اللوم دائما لحكومتنا، وأشعر بالمسؤولية تجاه ذلك.
وأكدت شيرين عبادي دعمها لحقوق الانسان الفلسطيني قائلة: مهما كان ديني وأين ولدت ، ولكن إن استطعنا أن ننكر شروق الشمس من الشرق ، نستطيع أنن ننكر ان الأبرياء في فلسطين يقتلون كل يوم.
وقال رئيس جامعة أيدن في اسطنبول د. مصطفي أيدن إن مركز توكل كرمان العالمي للديمقراطية والسلام يقدم من خلال هذا المؤتمر صرخة في وجه المجتمع الدولي لإلزام الأطراف التي تسبب المآسي والعذابات التي تحدث بحق الأمومة والطفولة كل يوم في أوقات النزاع، بالكف عن ممارساتهم ، وأنا نرفع القبعة لكل من يناضلون في سبيل تحقيق حريتهم أو التعبير عنها.