الأخبار
توكل كرمان: ثورة فبراير كانت قاب قوسين أو أدنى من ان تنقل اليمن نحو المستقبل
نظمت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مساحة حوار سياسية بمناسبة ذكرى ثورة 11 فبراير، بعنوان "ثورة 11 فبراير.. مالها وما عليها"، بمشاركة نخبة من السياسيين والناشطين والصحفيين.
وقالت توكل كرمان إن ثورة 11 فبراير كانت نتاج نضال طويل ضد الفساد والاستبداد، وعند الحديث عن الثورة يجب عدم إغفال مشهد العربي الذي كان سائداً في العام 2011، مؤكدة أن ثورة فبراير كانت قاب قوسين أو أدنى من ان تنقل اليمن نحو المستقبل.
وشددت كرمان على أن ثورة فبراير مستمرة لن تتوقف عند حد وسنعيد الكرة مرات ومرات حتى ينتصر الحلم.
وأضافت توكل كرمان: ثورات الربيع كانت لحظة مفصلية اندمج فيها الوطن العربي بأسره وخاصة في مجموع من الدول الربيع العربي التي دشنت الثورة ضد الفساد والاستبداد.
وتابعت توكل كرمان: ما حدث في 2011 كان مفاجأة مدوية ومنعطف تاريخي، فمن كان يتصور ان الناس في الوطن العربي سيخرجون ضد حكامهم الذين قدموا تجارب حكم رديئة وفشلوا في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية.
وأردفت كرمان قائلة: ومعروف ان ثورة فبراير كانت سلمية ضد نظام عائلي حول الجمهورية اليمنية إلى مملكة عائلية، وصنع المشاكل، والحروب في كل مكان في الشمال والجنوب والوسط، الحروب المناطقة والمذهبية واوصل البلد إلى حافة الهاوية ففي عام 2005 في مؤتمر عقد في بريطانيا اعلن ان اليمن تتجه نحو الهاوية وكدولة فاشلة.
وأشارت كرمان إلى أن اليمن عانت في ظل نظام حكم علي صالح من الاستهتار بحكم القانون والتلاعب بجوهر المواطنة وغياب العدالة والرشد السياسي وعانت من ادارة مؤسسات الدولة بطريقة عشوائية.
ولفتت كرمان إلى أن علي صالح كان بامكانه ان يقيم دولة، لكنه حتى دولة القانون لم يقيمها وصنع دولة العائلة والفوضى.
وأكدت كرمان أنه عندما نتكلم عن ثورة فبراير لا نتكلم عن ترف او نزق قام به مجموعة من البشر، فالثورة كانت مبرراً أخلاقيا وهذا حق شرعي واخلاقي ولا ينقص من الثورة ولا يعيبها ان هناك انتهازيين كثير انضموا اليها.
وقالت كرمان: وهنا اقول كلمة قد يتعجب منها الكثير من الحاضرين وهي ان ثورة فبراير هزمت وان كانت هذه الهزيمة مؤقتة، مضيفة: انا اعترف حقيقة بان الثورة المضادة بقيادة السعودية والامارات وايران انتصرت علينا انتصارا ساحقا ولكنه زائف اثناء قيادتهم للثورة المضادة ضد اليمن وضد تطلعات اليمنيين.
وتابعت كرمان: نعم هم انتصروا ميدانيا واستولوا على السلطة وأشاعوا الفوضى والحروب واحتلوا البلد ونفذوا عليها الوصاية واقاموا حكم الميليشيات، لكنه انتصار زائف ومؤقت ولم ينتصروا على احلام اليمنيين المستمرة ارادتهم.
وتساءلت توكل كرمان قائلة: ثورة فبراير ما الذي اقترفته؟ نادت بسلطة جديدة تضخع لارادة الشعب نادت العدالة نادت بالحرية نادت بالمساواة ما هو الجرم الذي ارتكبته ثورة فبراير؟
وقالت كرمان إن ثورات الربيع العربي ومنها الثورة اليمنية تتعرض لحملات شيطنة متكررة هذه الشيطنة تأتي من خلال مستويين؛ الأول يتحدث بصورة عشوائية ويلقي باللوم على الثورة لما آلت اليه الاوضاع في جميع دول الربيع العربي بما فيها اليمن ويعتقدون أن بقاء الحال على ما هو الاسلم، وهذا قصور في النظر، فهذه الانظمة المستبدة هي التي افشلت البلدان وفتحت الحروب وفتحت الباب بمصراعيه للفقر والارهاب والفوضى.
وأضافت كرمان: والمستوى الثاني وهو الاهم هو المستوى الذي تقوم به أنظمة تكيل العداء كله للثورات والقيم الديمقراطية، تخاف من نجاح اي تجربة سياسية تعلي من ارادة الشعوب ومن قيم الحرية وحقوق الانسان وهذا ما فعلته الدول التي قادت الثورة المضادة وتحديدا السعودية والامارات وايران.
وأكدت توكل كرمان أن ثورة فبراير كانت قاب قوسين أو أدنى من ان تنقل اليمن نحو المستقبل، والثورة كثورة سلمية استطاعت ان يندمج فيها كل اطياف المجتمع اليمني رغم امتلاكهم 70 مليون قطعة سلاح واستطاعوا ان تكون ثورتهم سلمية مائة بالمائة مقارنة بكل الثورات الاخرى اضافة الى المسار السلمي الذي التزمت به اثناء الحوار الوطني والديمقراطية.
وتابعت كرمان: رغم الاخفاقات والقصور الذي حصل في الادارة الانتقالية الا ان ثورة فبراير فعلاً حققت هامشاً كبيراً في الحقوق والحريات وحققت استقرارا اقتصاديا نوعا ما وحققت انجازات مهمة اثناء الفترة الانتقالية، والاهم من هذا كله انه كنا قاب قوسين او ادنى من تصويت على دستور جديد للبلاد وان نجري انتخابات جديدة للبلاد.
واستدركت كرمان قائلة: ولكن ما الذي حصل. الذي حصل أن الدول المعادية للديمقراطية في المنطقة وفي مقدتها السعودية والامارات وايران ضربوا هذا العهد عهد فبراير وانتقموا من الربيع العربي بشكل عام ومن اليمن في ثورة فبراير يريدون أن يعطوا شعوبهم درساً مفاده انظروا مصير بلدكم في حال تبنيتهم الثورات، هذا هو منطق الثورات المضادة المعادية لليمن لمصر لسوريا لليبيا للسودان للجزائر.
وأضافت كرمان: عندما قلت ان الثورة المضادة انتصرت على ثورة فبراير هي انتصرت انتصاراً ساحق لكنه زائف، هم انتصروا عليها لكن في نفس الوقت لم ينتصروا في أي مشروع للشعب اليمني، لم يحققوا الرفاه والامن والاستقرار ولا السلام وكل ما حققته وأنتجته الثورة المضادة فوضى وحروب وانهيار اقتصادي.
وأردفت كرمان قائلة: ثورة فبراير لم تحكم وتم الانقلاب عليها من قبل الثورة المضادة التي اخفقت في ان تقدم اي حل للمواطنين، وان أردتم ان تحملوا أي أحد حملوا من يحكم الآن ميليشيا الحوثي والسعودية والامارات وايران وادواتهم في اليمن، فهم لم يقدموا الامن والرفاه لليمن ويعملون على تفتيت اليمن فتحت حكمهم الارض اليمنية مستباحة ولولا ان الشعب اليمني قوي لكان امتثل وتفكك.
واشارت كرمان إلى أن الشعب اليمني هو من يواجه مشروع الثورات المضادة التي فشلت فشلاً ذريع، ومن يحكم الآن هي الثورة المضادة وليس ثورة فبراير، ومن لم يقدم حلاً لليمنيين هي الثورة المضادة وليس ثورة قبراير، من صنع الكوارث والدمار في كل ركن من اركان اليمن هي الثورة المضادة بقيادة السعودية والامارات وايران وادواتهم الحوثي والمجلس الانتقالي والاحزاب السياسية الخائنة والمرتهنة لهم.
وقالت توكل كرمان إن الحملات الاعلامية المشبوهة التي لم تتوقف والهادفة الى تحميل ثورة فبراير وزر كل ما فعله اعدائها باليمن هي جزء من الحرب ضد اليمن وضد الشعب اليمني، وهي أخطر جبهات الحرب لأنها تهدف الى تبرئة اطراف الحرب الداخلية والخارجية ونشر اليأس في صفوف الشعب وجعله يندم على أنصع صفحة عبرت عنه.
وتابعت كرمان: أقول وأكرر إن شعبنا يعرف تماما هؤلاء، يعرف من يحركهم، يعرف من هم اعداؤه ويعرف من هم محرريه، والذي يقول ان خطاب فبراير توقف عند علي عبدالله صالح اقول له لا من قال ذلك، فثوار فبراير في مقدمة مواجهة مشروع ميليشيا الحوثي الطائفي السلالي، وفي مقدمة مواجه الاحتلال السعودي الاماراتي لليمن.
وجددت كرمان التأكيد على أن الشعب اليمني يعرف جيداً ان انقلاب الحوثي طائفي مذهبي جمع المخلوع صالح مع الحوثيين، وكل يمني يعرف ان هناك تحالف سعودي اماراتي خاض الحرب على بلادنا لاهداف يخفيها تحت ادعاء مناصرة الشرعية، وهذا الشعب نفسه يعرف ان الدولة لا بد ان تعود وان الانقلاب الحوثي سوف يسقط وأن الوصاية والاحتلال الخارجي سوف يرفع عن اليمن.
وقالت توكل كرمان إن المجتمع الدولي مدعو اليوم قبل الغد لمساندة الشعب اليمني لكي يتحالف مع المستقبل او انه سيكون متحالف مع الماضي، مؤكدة أن السعودية راحلة، الامارات راحلة، ايران راحلة، وأن من سيبقى هو الشعب اليمني ومن رفعوا راية التغيير والحرية والديمقراطية في جميع ثورات اليمن ثورة سبتمبر واكتوبر واخيراً وليس آخراً ثورة فبراير.