الأخبار
توكل كرمان: المقاربة الاممية الدولية للملف اليمني خاطئة تجعل السلام بعيد المنال
نظمت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان "مساحة حوار" عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، خصصت لمناقشة بيان مؤتمر واشنطن "نحو سلام مستدام وديمقراطية في اليمن" الذي عقد في 9 يناير 2023، وماذا بعد المؤتمر.
واستضافت "مساحة الحوار" كمتحدثين رئيسيين نائب رئيس مجلس النواب، عبدالعزيز جباري، ووزير النقل السابق صالح الجبواني وجرى خلالها مناقشة واسعة للبيان الصادر عن مؤتمر واشنطن الذي شاركت فيه 21 شخصية يمنية وخبراء دوليون وقدمت فيه 24 ورقة عمل.
وقالت توكل كرمان في مستهل حديثها خلال المساحة أن بيان مؤتمر واشنطن رسم خارطة سلام للوصول إلى سلام مستدام في اليمن قائم على ستة مرتكزات أساسية هي؛ الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة اراضيها، سحب السلاح من جميع الميليشيات وعلى رأسها ميليشيا الحوثي وان تكون الدولة هي صاحبة الحق الحصري في امتلاكه، وأن تتأسس أي تسوية على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ورفع الحصار الداخلي والخارجي عن اليمن، وان السلطة الحالية لا تمثل البلاد ولا تعبر عن طموحاتها واستقلاليتها وهي بالكامل مرتهنة للسعودية دون الاستناد الى اي اساس دستوري وقانوني، والحل بايجاد سلطة جامعة عبر مؤتمر وطني شامل او اي شكل يمكن ان يؤدي إلى سلطة تمثل البلاد، والمرتكز السادس يجب ان تكون هناك عدالة انتقالية تنصف الضحايا وتضمن عدم تكرار الجرائم.
وأوضحت كرمان أنه تم خلال المؤتمر الذي عقد في 9 يناير 2023 في جامعة جورج تاون بالتعاون مع مركز الدراسات العربية المعاصرة في الجامعة، ومؤسسة توكل كرمان ومنظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي، الحرص على ان يكون مخصصاً للأصوات التي تم تغييبها بنظرة قاصرة تختزل الازمة اليمنية بين السعودية والحوثيين.
وأضافت كرمان: أردنا أن نقول ان اليمن اكبر من السعودية والامارات وايران وادواتهم وعملاؤهم في اليمن، وان هناك اصواتا مهمة مناهضة للاحتلالين الداخلي والخارجي وخلفهم كل المتضررين من هذه الحرب.
وأكدت كرمان أن اي تسوية سياسية ستحدث في اليمن الآن أو مستقبلاً يجب أن تلتزم بخارطة الطريق التي وضعت في مؤتمر واشنطن.
ووصفت كرمان أن المقاربة الموجودة حالياً للملف اليمني من قبل الامم المتحدة والدول الكبرى بأنها مقاربة خاطئة تجعل السلام بعيد المنال، وتدعم الأطراف الداخلية والخارجية المسببة للحرب في اليمن.
وقالت كرمان: من يتابع الجهود الاممية والدولية يلاحظ أن توجهاتهم تصب في اتجاه ترك اليمن كليا لميليشيا الحوثي من جهة والتحالف السعودي الاماراتي من جهة أخرى.
وأضافت كرمان نحن قلنا لهم من خلال بيان مؤتمر واشنطن اننا ضد الحوثي وضد التحالف السعودي والاماراتي ونطالب باستقلال اليمن من العدوين، ويجب ان تقف الحرب ويوضع حد لهذه المأساة من الانقلاب الدموي والاحتلال السعودي الاماراتي.
وتابعت كرمان: سنواصل ايصال هذا الصوت الرافض للانقلاب الحوثي والاحتلال السعودي الاماراتي والذي يمثل صوت اليمنيين، إلى كل دول العالم.
مناهضة الاحتلالين
وأكدت كرمان أن الحل يتمثل في أن يحتشد اليمنيون لمناهضة الاحتلالين الداخلي والخارجي في جبهة واحدة وتنسق الجهود بعيداً عن الخونة الذين لا يراعون بلدهم ومصالحهم ومستقبل اولادهم والاجيال القادمة.
وأردفت كرمان قائلة: يجب علينا ان نتجمع وجهودنا ستبدأ بقطرة، وبيان واشنطن دعوة مباشرة لتنسيق هذه الجهود تحت اي مسمى، أما التسوية التي يتم الحديث عنها كلام زائف ليس لها أي اسس عملية لا تحفظ وحدة البلاد واستقراره وديمقراطيته ولا توفر ادنى حد للعدالة الانتقالية، وما يتكلمون عنه ويتم الترويج له مجرد هدنة زائفة ستعقبها حرب أوسع.
حوار طرشان
ووصفت توكل كرمان الحوار الحاصل بين السعودية والحوثيين بأنه حوار طرشان وحوار زائف، موضحة أنه حوار بين السعودي والحوثي فقط والشعب اليمني غير ممثل فيه حتى مجلس القيادة الذي اسميه مجلس الخيانة او مجلس النخاسة لا يعرف شيئا عن هذا الحوار.
وأكدت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان أن السعودية والحوثي على السواء يهدف كلاهما إلى ابقاء اليمن على الوضع الحالي بحيث تتمكن السعودية من تقسيم البلد لاكثر من دولة في الجنوب من خلال الهدنة التي تريد ان تصل لها عبر هذا الحوار.
وأضافت كرمان: ايضا الامارات لديها مشروع فهي تريد الجنوب كله مشروع واحد او مشاريع وتريد ان تستغل الهدنة لتقسيم البلاد، متابعة: يريدون هذه الهدنة من اجل تقسيم البلاد ومنح الشرعية لهذا التقسيم.
وأردفت كرمان قائلة: مجلس القيادة المعين من السعودية مهمته تعميد تقسيم البلاد وتفتيته وهي المهمة الرئيسة التي عين من أجلها.
وأشارت كرمان إلى أن الحوثي هدفه من الهدنة تثبيت سيطرته على المناطق التي احتلها والتأسيس لمعركة أكبر تمكنه من احتلال ما تبقى من البلاد.
ورأت كرمان أن الحوار السعودي الحوثي حوار زائف لا يؤدي ابدا الى سلام مستدام بل الى حرب مستدامة، مجددة التأكيد على أن اي سلام يجب ان يتأسس بما جاء في مؤتمر واشطن ومرتكزاته الست.
مؤتمر وطني
واعتبرت توكل كرمان أن أخطر ما يمكن فعله اليوم هو منح مجلس القيادة الرئاسي صبغة الشرعية، مؤكدة على أن "القول بان اطلاق صفة الشرعية عليه يعني ان الاتفاقيات التي سيبصبم عليها لمنح السعودية اراضينا وجزرنا وسواحلنا ونفطنا وغازنا هي اتفاقيات شرعية وان البصمة التي سيبصم عليها المجلس على فصل البلاد وتفتيته وهذا ما سيقوم به المجلس، سيكون شرعياً.
وقالت كرمان: حقيقة هذه ليست الشرعية وانما الشرعية تم الانقلاب عليها بمرسوم سعودي، وتم الاطاحة بها في فندق بالرياض عندما تم الاطاحة بعبدربه منصور هادي.
ودعت كرمان اليمنيين الى عقد مؤتمر وطني لإنتاج شرعيتهم، مضيفة: لن نعدم الادوات لكن لن نعطي احدا صك اعتراف بانه يمثلنا، فيجب ان نرفض مشروع الاحتلالين ونرفض من يمثل البلاد وهو مرتهن بالخارج وسننظم انفسنا وسننتج السلطة الشرعية التي تمثل الشعب.
وأشارت كرمان إلى أنه لم يسلم احد البلد للانتقالي والحوثي والميليشيا، غير السعودية والامارات.
وقالت كرمان: تعلمون جميعاً كيف تم احتلال صنعاء وغزوها برضى سعودي اماراتي، وكيف تم تقويض الرئيس الشرعي واعاقة عودته إلى المناطق المحررة، وكيف تم منع طائرته من الهبوط في المطارات المحررة".
وشددت كرمان على أن الحوثي مجرد انتفاشة وأن الشعب اليمني قادر على التخلص منه، مستدركة بالقول: لكن من يعيق انتصار الشعب اليمني على الحوثي سواء سياسياً او عسكرياً هو الحليف الخائن والغادر الذي يطعنك من ظهرك، وليس قوة الحوثي او تقاعس الشعب اليمني.
وقالت كرمان: اتهامنا اننا نقوي الحوثي اتهام باطل. نحن نقول ان من يقوي مشروع الحوثي هو الذي يقسم البلاد ويفتتها ويمنع الشعب اليمني من ان يكون تحت سلطة موحدة وتحت جيش واحد. من يقوي سلطنة الحوثي هو من يجعله المتحدث الوحيد عن السيادة اليمنية والمدافع عنها امام الغرب والعالم. وبالتالي اكرر مرة أخرى يجب علينا الا ندخل هذا المأزق ونسمي السلطة المعينة بأنها المعينة من قبل السعودية والامارات.
بديهيات هامة
من جانبه قال نائب رئيس مجلس النواب، عبدالعزيز جباري، إن اليمنيين عندما يلتقون او يتشاركون فهم يدافعون عن بلدهم اليمن.
وأضاف جباري: نحن لسنا ضد احد او ضد اي دولة لكن واجبنا الوطني والدستوري يحتم علينا الدفاع عن بلادنا خاصة وانها تتعرض منذ سنوات لتدمير شامل في كل المجالات من قبل دول اقليمية معروفة وهناك ربما رضا من بعض الدول الكبرى عما يجري، وبالتالي وجب علينا وجوباً وطنياً واخلاقياً الدفاع عن بلدنا.
واعتبر جباري أن الأمر غير الطبيعي هو السكوت على ما يجري في اليمن من تمزيق وتفتيت او السكوت عن اتفاقات قد تضر بلانا في المستقبل، مشيرا إلى أن بيان مؤتمر واشنطن اكد بديهيات أهمها أننا مع الدولة الضامنة لحقوق الجميع وان الدولة هي المعنية بامتلاك السلاح واستخدامه مثل اي دولة من دول العالم.
وجدد جباري التأكيد على "اننا لسنا ضد اي دولة من دول الاقليم بل نعمل ان يكون هناك علاقة طيبة مع هذه الدول، ومن مصلحة هذه الدول ان يكون هناك شراكة وندية وأن اليمن بلد حر ومستقل لا يمكن ان يكون باي حال من الاحوال تابع لأي دولة".
وشدد جباري على أنه لا بد ان يعمل الجميع من أجل اليمن والحصول على قراره السيادي وان يعيش كل اليمنيين في ظل دولة تحمي حقوقهم ولا تصدر الاذى للاقليم او العالم، وهذه الدولة من مصلحة الجوار والاقليم.
حوار مصالح
وقال نائب رئيس مجلس النواب، عبدالعزيز جباري: "ما يحدث الان من حوارات بين السعودية والامارات والحوثيين نرى من وجهة نظرنا ان الحوثي لا يدافع عن اليمن وانما عن مصالح الجماعة وبقائها وعلى ان المملكة العربية السعودية تدافع عن مصالحها ولا يهمها مصلحة اليمن وان يبقى مستقراً".
وأضاف جباري: "نحن لدينا ثوابت وطنية لا يمكن التنازل عنها، النظام الجمهوري، اليمن الكبير الموحد، اليمن الديمقراطي، مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ان يعيش الناس سواسية"، مؤكداً أن هذه الأمور "لا تهم السعودية والامارات ونحن نؤكد لهم ان النظام الجمهوري لا يهدد اي من دول الجوار".
وحذر جباري من مساعي السعودية والامارات من أجل هدنة في اليمن يتبعها اقتتال داخلي، قائلا: "ما يجري الآن ان السعودية والامارات يسعون من اجل أن يبقى كل طرف في مكانه؛ الانتقالي في بعض المحافات الجنوبية، وطارق في المخا واجزاء من تعز، والحوثيون مكانهم، وفي هذه الحالة ستدخل البلد في حالة تشظي وهذا الامر نرفضه رفضا مطلقا".
وقال جباري: "السلام الذي نعمل من اجله سلام لكل اليمنيين، ان تتوحد هذه لجهات وان يكون هناك جيش واحد وان تنزع الاسلحة ليس بقصد الاستهداف لاي اجهة ولكن من اجل السلام للجميع، فاذا بقي السلاح في يد ميليشيا من الميليشيات الطرف الاخر يريد سلاحا يدافع عن نفسه، والخيار الوحيد المعروف لدى بلدان العالم ان الدولة هي الوحيدة التي تمتلك هذا السلاح وحق استعماله، والدولة هي الضامنة لاي جهة او فئة او حزب، فاذا كانت الامور ستسير في هذا الاتجاه فنحن نعتقد بان اليمن ستدخل في سلام مستدام والناس سيعيشون ستبقى الحرب ذكرى".
واستدرك جباري قائلاً: "ان لم يحدث ذلك فلن يكون هناك سلام حقيقي فالدول المتقاتلة في الاقليم ستدعم وكلائها وسنعيش في حرب غير معلنة"، مؤكداً أن "الشعب اليمني وصل الى مرحلة لحاجة من السلام الحقيقي".
حروب لا تنتهي
وأكد جباري أن الدول التي مارست أعمالاً أضرت باليمن عليها التكفير عن ذلك بالعمل من أجل إعادة وحدة واستقرار اليمن، محذراً من أنه في حال تشظي اليمن فستدخل البلاد في حروب لا تنتهي، وستتضرر الدول التي تدعم المشاكل في اليمن"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "هناك قانون دولي يلزمهم لانهم عبثوا كثيرا في بلادنا".
وقال جباري: "كما تدخلت هذه الدول سلبياً يجب ان تتدخل ايجابياً لمصحلتها هي أولاً، وحان الوقت ان نتحدث عن السلام والسعي إليه لانه مصلحة يمنية واقليمية ودولية".
وشدد نائب رئيس مجلس النواب على ان اليمنيين هم المعنيون بالوصول بالبلد إلى بر الامان، وأنهم قادرون على حل مشاركهم بانفسهم اذا تركوا لاصلاح شأنهم ومعالجة قضاياهم.
تدمير الشرعية
واتهم عبدالعزيز جباري السعودية والامارات بتدمير الشرعية اليمنية وضرب سمعتها وعلاقتها مع الشعب اليمني ابتداء من منع عودة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن بعد تحريرها وصولا إلى فرض حكومة تم تعيينها من قبل محمد بن سلمان ومحمد بن زايد.
وقال جباري: اعتقد ان من دمر الشرعية هو من يريد ديمومة الحوثي وليس نحن الذين ندافع عن الارادة اليمنية وحق اليمنيين في اختيار حكامهم فلا يمكن باي حال من الاحوال ان يتم اختيار حكام الشعب اليمني من الخارج.
وأضاف جباري: من اضعف الشرعية هم الحلفاء ومن ارتضى لنفسه ان يقوم بهذا الدور، اما نحن فنحن ندافع عن مصالح بلادنا ولا نطلب مصالح او وظائف نحن يهمنا بالدرجة الاساسية ان يعود بلدنا حرا مستقلا صاحب سيادة ويعيش بسلام كبقية سكان المعمورة والبلدان المجاورة.
خارج المعادلة
من جانبه أشار وزير النقل السابق، صالح الجبواني، إلى أن بيان مؤتمر واشنطن يعكس نبض الشعب اليمني وجاء لتلبية ما يطرحه من أجل إحلال السلام المستدام.
ورأى الجبواني أن الاجراءات التي تحدث اليوم في اطار وقف الحرب او تمديد الهدنة تتم بين السعودية والحوثيين فقط، وأن الشرعية رغم ارتهانها الشديد للمملكة خارج المعادلة وكذلك القوى اليمنية الحقيقية الحريصة والصادقة والتي تمثل نخبة اليمن.
وقال الجبواني إن "بيان واشنطن وضع خطوطاً عريضة وثوابت لن نتنازل عنها فلا تفريط في وحدة اليمن ونظامها الجمهوري والدولة الاتحادية التي تم التوافق عليها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل"، مشيراً إلى أن "الحرب شنت على الدولة الاتحادية والديمقراطية التي بهما سينعتق اليمنيون من واقع التجزئة والحروب والصراع الدائم الى افاق السلام والتنمية والتعايش".
وشدد الجبواني على ضرورة إحياء النقاش في اوساط اليمنيين وايقاف التهافت نحو تسويات منتقصة وتأييد مشاريع تقسيم اليمن، مؤكداً أن مهمة النخبة اليمنية الوقوف في هذه اللحظة الفارقة لتشخيص الوضع ووضع المعالجات والوصول ولو بشكل جزئي إلى حلول.
ورأى وزير النقل السابق، صالح الجبواني، أن اليمن يمر بوضع معقد جداً وليس الامر بالبساطة التي يتصورها البعض للقيام بعمل كبير فالامر يريد دعماً دولياً لتفهم المطالب التي خرج بها بيان مؤتمر واشنطن، لكن ليس الامر بالسهولة التي يراها البعض.
واكد الجبواني وجوب قيام كل شخص بدوره بالموقف والرأي لتعرية الوضع ومواجهته، موضحاً أن اليمنيين يواجهون غول التحالف وايران والميليشيات المتصارعة والمال السياسي والارتزاق الذي امتهنه الكثير.
لبنة أولى
في السياق قال محافظ سقطرى السابق، رمزي محروس، إن مؤتمر واشنطن لبنة أولى بالنسبة لليمنيين جميعاً، معرباً عن اعتقاده بان اليمنيين سيبنون عليه آمالا كبيرة لكن ذلك مرهون باجتماعهم جميعا.
وشدد محروس على أن القضية اليمنية ليست مسؤولية اشخاص او فئة معينة او مجموعة من الشخصيات التي تقف وراء مؤتمر واشنطن ولكن اليمنيون جميعهم معنيون فاليمن مسؤولية الجميع.
وأضاف محروس: نحن أملنا كبير بالوطنيين الذين لايزالون يرون ان قضيتهم اليمنية هي القضية العادلة ولابد من حلها بيننا نحن اليمنيين".
وشدد محروس على ضرورة أن يكون هناك مؤتمرات أخرى بعد مؤتمر واشنطن ولقاءات ومساحات اخرى النزوع إلى الشارع اليمني الذي فقد الثقة في الساسة، مشيراً إلى أن اليمن يمر بمنعطف خطير ان لم يصحوا أبناء الشعب وخاصة المثقفين واصحاب الهمم "فاليمن ستتقسم وتتجزأ كما أرادوا لها الاخرين".
وتابع محروس: "نحن نمد ايدينا للجميع لن نقصي احدا ومن اراد ان يعبر باليمن الى بر الأمان سنمد ايدينا اليه وسندعو الى مؤتمر لجميع المكونات من شرق البلاد الى غربها ونتفق للاتفاق على يمن واحد مستقر ديمقراطي تحكمنا صناديق الاقتراع".
سقطرى أرض يمنية
وردا على سؤال حول الوضع في سقطرى وما اذا كانت قد سلمت للاماراتيين، قال المحافظ السابق رمزي مرحوس: "سقطرى لاتزال أرض يمنية ولكن للاسف الشديد من اعطى سقطرى وما يزال يحكمها هو الانتقالي المدعوم اماراتيا والذي تم شرعنته من قبل رئاسة مجلس القيادة الرئاسي".
وأكد محروس على أن سقطرى وابنائها واهاليها لم يخرجوا عن يمنيتهم ومايزال الشارع السقطري رافض للاحتلال الانتقالي الذي جثم على المحافظة بقوة السلاح.
وقال محروس إن الامارات هي من تمكن الاتقالي بالمال والسلاح وهذه الحقيقة الحاصلة في سقطرى، مستدركاً "لكن الارخبيل مازال بلد يمني حتى ولو طال هذا الاحتلال".
فواعل سياسية
في السياق، قال المحلل والخبير الاستراتيجي العسكري، علي الذهب، إن مؤتمر واشنطن محاولة لفتح ثغرة في القبضة الفولاذية للتحالف في صرح الشرعية اذا كان هناك صرحا للشرعية المتخيلة في خيالنا وغير الموجودة على ارض الواقع.
وأكد الذهب أن مؤتمر واشنطن يجب ان يكون له ارتباط محلي واقليمي ودولي وعسكري وفواعل سياسية وشخصيات وطنية، وليس مجرد كيان مجرد من هذه الارتباطات.
واضاف الذهب: يجب ان تكون هناك خطوات استراتيجية لحضور مؤتمر واشنطن حضوراً فاعلاً أولها ان يكون هناك امتداد للمؤتمر بالقوى الصلبة المتواجدة داخل البلاد التي ليست كلها راضية عن التحالف، مشيرا إلى أن العمل السياسي بدون ان يكون له مرتكز عسكري او امني فانه مجرد عبث.
حكومة منفى
من جانبه أشار الباحث والمحلل السياسي، د. عادل دشيلة، إلى أنه بموجب القانون الدول بالامكان تشكيل حكومة منفى تقوم باجراءات مختلفة بما في ذلك توقيع اتفاقيات ومعاهدات مع دول شقيقة وصديقة.
وقال دشيلة إنه يجب ان تكون واضحة للسعودية انه لا يجب ان يتم تسليم البلد على طبق من ذهب للحوثيين من قبل المجتمع الدولي.
وتساءل دشيلة بالقول: لماذا لا يكون للتيار الوطني حكومة منفى واجندتها وجناحها العسكري والامني على الارض.
وشدد المشاركون في المساحة على ضرورة ان يتبع مؤتمر واشنطن حول اليمن مؤتمرات اخرى، وفتح نقاش مع القوى الدولية سواء اللجنة الرباعية الدولية او مجلس الامن للخروج بصيغة موحدة حول ما هي الخطوة المقبلة، معتبرين إياها خطوة مهمة.