الأخبار
توكل كرمان: السعودية تراكم فشلها في اليمن
قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن تشكيل مجلس قيادة رئاسي في اليمن من قبل المملكة العربية السعودية، هو حلقة من سلسلة طويلة من التدخل السعودي الفاشل والارعن والاعمى في اليمن، وبقية دول الربيع العربي.
جاء ذلك في حديث لها خلال زاوية "مساحة" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" نظمتها صحيفة "صوت الناس" التابعة لحزب التجمع الوطني السعودي، بعنوان " نتائج مشاورات الرياض: حل أزمة أم تقسيم لليمن؟.
وأضافت توكل كرمان إن مشاورات الرياض كانت عبارة عن مسرحية هزلية اضافت الى فشل السعودية فشل آخر وضعفاً آخر إلى ضعف جبهة الشرعية المناوئة للحوثي والتي يفترض أنها مدعومة من المملكة.
وتابعت كرمان: ما حدث في الرياض عمل قصد منه النيل من كرامة اليمنيين فهي لم تكن مشاورات وليس لها من اسمها نصيب.
وأردفت كرمان قائلة: ما حدث عبارة عن مجموعة من الاملاءات الجاهزة قامت السلطات السعودية باحتجاز المتشاورين كل واحد من غرفة منفردة عدة ساعات ثم أتوا وطلبوا منهم التوقيع على بيان الرئيس هادي الذي كان هو الآخر محتجزاً في غرفة أخرى وتم إجباره على توقيع اعلان رئاسي يفيد بتنازله وتسجيل ذلك في خطاب تم بثه للشعب، وكل ذلك من قبل محمد بن سلمان.
وأكدت كرمان أنه إلى هذه اللحظة نحن لا يعرف تحت أي ظروف قبل الرئيس هادي بالتنازل عن الرئاسة، وما إذا كان تعرض لاعتداء كما حدث مع رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، أو تعرض للتهديد أم تم اغراؤه بالمال.
وأشارت كرمان إلى أن مجلس القيادة الرئاسي يتكون من أشخاص متشاكسين ومشاريع متضاربة يملك معظمهم ميليشيا مسلحة خارجة إطار الدولة، متسائلة عما إذا كان رئيس المجلس رشاد العليمي وأعضائه سيملكون القرار اليمني.
وقالت كرمان متسائلة: هل ستمكن السعودية والامارات المجلس من العودة الى عدن لإدارة البلاد عسكرياً وامنياً ومدنياً واقتصادياً؟ هل ستسلمان له الموارد والموانئ والمطارات ويتم تمكينه من تصدير النفط والغاز ام أن الصلاحيات ستظل حكراً على السفير السعودي وأدواته وميليشياته؟ هل سيتمكنون من انتزاع القرار اليمني المستلب أم أنهم سيبقون مجرد ديكور لا يستطيعون فعل شيء والسعودية فقط هي من تقرر؟
مشاورات الرياض
وحول سبب رفضها المشاركة في مشاورات الرياض قالت كرمان أنا لا أذهب إلى محتل لبلدي فانا أوصف السعودية والامارات أنهما دولتي احتلال وهدفهما في هذه الحرب تقويض اليمن وتدمير كل فرصه في العيش والبقاء ولو كان بيدهم مسح اليمن من الخريطة لفعلوا، وذلك بسبب استراتيجية خاطئة هم يشعرون أنهم بتدميرهم لليمن قادرون على الإبقاء على انظمتهم وبتدميرهم لأحلام الشعوب نحو الديمقراطية والحرية يستطيعون حماية ممالكهم المهترئة.
وأكدت كرمان أن السعودية والامارات وايران غرقت في مستنقع اليمن لن يستطيعوا الخروج منه إلا إذا أعادوا ضبط اللعبة من جديد بما يحقق مصالح الشعب اليمني التي تفضي إلى سيادة كاملة لليمن والحفاظ على وحدته وتطلعات الشعب نحو الديمقراطية والعدالة والحرية، هذه المعادلة التي يريدها اليمنيون وسيفرضونها اليمن أو غداً.
وتابعت كرمان: نحن ندفع ثمن نضالنا وتطلعاتنا نحو الحرية والعدالة والديمقراطية، السعودية تعاقب الشعب اليمني كله لأنه يريد ديمقراطية وثار على رجلها في اليمن وسعى لاستقلال اليمن عن إرادتها.
وأشارت كرمان إلى أن من يملك القرار اليمني اليوم هي السعودية وهي من تتخذه كما اتخذته مع المتشاورين الذين ساقتهم من دول عديدة من ليكونوا شهود زور.
وقالت كرمان: عندما اتحدث عن السعودية وقراءتي التقييمية الناقدة لدورها في بلادي والمنطقة أنا أقصد النظام السعودي وليس الشعب، الشعب اليمني والسعودي شعب واحد، لا أراهما إلا كذلك، لا يوجد على سطح هذا الكوكب شعبين متجانسين منسجمين كما هو الحال بين الشعب اليمني والسعودي، نحن شعب واحد وليس هناك أي مبالغة.
فشل التحالف
وبينت كرمان أن المشكلة الحقيقية التي أدت فشل السعودية في الملف اليمني تكمن في نظرتها لثورات الربيع العربي ومعاداتها لها وهو جزء وامتداد لموقفها المعادي لكل الثورات والاحلام بالتغيير والإصلاح الديمقراطي في كل الوطن العربي والعالم الإسلامي، لافتة إلى أن المملكة تخشى من انتقال عدوى التغيير إليها.
وقالت كرمان إنه كان يجدر بالنظام السعودي أن يتصالح مع الشعب ويتخذ موقفاً إيجابياً من أحلام الشعوب وتطلعاته وليس التآمر عليها.
وأوضحت كرمان أنه منذ اندلاع ثورات الربيع العربي في 2011 كانت المنطقة أمام خيارين لا يزالان مطروحان إما ربيع عربي يعبر عن أحلام شعوب المنطقة ويهيمن عليها، وإما ربيع فارسي يستولي عليها ويتحكم بمصائرها ويحكمها بالقهر والميليشيات والدم والحديد والنار.
وأضافت كرمان: قلت مراراً للسعودية ولغيرها، ليس هناك ربيع سعودي او اماراتي. فإما عربي أو فارس، وحين يتآمرون على الربيع العربي فهم بالضرورة يسلمون المنطقة للربيع الفارسي وهذا ما حدث ويحدث.
وقالت كرمان إن السعودية والامارات شكلتا خنجراً غادراً في ظهر اليمنيين، وكان الأجدر أن يتركونا وشأننا، فخوفهم من اليمن ومستقبله وديمقراطيته تجعلهم لا يفكرون بأي شيء في هذه البلاد غير ان يكون بلداً فاشلاً تحكمه الميليشيا.
تقويض العملية الانتقالية
ولفتت كرمان إلى أن الاستراتيجية السعودية الاماراتية تتمثل في جعل بلدان الربيع العربي مثالاً سيئاً لأي احلام مستقبلية في التغيير ومعاقبة كل الشعوب في المنطقة بمجرد التفكير في الثورة.
وأفادت كرمان أن بداية التدخل السعودي في اليمن هو لمعاقبة الشعب اليمني وجعله عبرة، مشيرة إلى أن العقاب السعودي بدأ بالمبادرة الخليجية التي وقعت في الرياض برعاية السعودية والتي فُخخت لإعطاء علي صالح الحصانة، فحصنت اركان نظامه من المساءلة، ولاحقاً أوعزت المملكة لصالح بعدم تسليم القوات الأمنية والعسكرية التي كان يديرها أقاربه ومساعديه.
وقالت كرمان: السعودية هي من صعّدت صالح إلى الحكم وكان رجلها الأول في اليمن خلال فترة حكمه، مضيفة: والمخلوع لم يقم بتسليم السلطة لهادي أو الحكومة الانتقالية وكل ما سلم لهم هو العلم، وظلت كل القوى بيد علي صالح وهو ما أسهم في تقويض المرحلة الانتقالية بدعم سعودي اماراتي واضح.
وذكّرت كرمان بأن الحوثي لم يكن له تواجد سوى في أجزاء من محافظة صعدة، وكان هناك الكثير من مديريات المحافظة ماتزال تحت سيطرة الجيش اليمني.
وتساءلت كرمان: كيف استطاع الحوثي أن ينطلق من أجزاء في صعدة خلال أشهر حتى وصل إلى صنعاء مروراً بأهم القبائل اليمنية المتمثلة في حاشد، وأهم وأعصى المحافظات ممثلة بعمران وحجة متجاوزاً عشرات الألوية العسكرية التي استولى على أسلحتها دون أي مقاومة ليصل إلى صنعاء ثم يتجه جنوباً حتى عدن خلال أشهر.
وأجابت كرمان قائلة: هذا كله حصل عن طريق علي صالح رجل السعودية الأول في اليمن هو من سلم الحوثي كل شيء ومن تواصل مع القبائل ورجال الدولة الموالين له وحزبه للتسليم للحوثي، كما ارادت السعودية وخططت الامارات لتقويض العملية الانتقالية وفق استراتيجية صاغتها الرياض وابوظبي للقضاء على الربيع العربي.
الدور الايراني
وحول يتعلق دور إيران في إسناد انقلاب ميليشيا الحوثي عام 2014 واجتياح صنعاء قالت توكل كرمان: كان دعم طهران للحوثي في تلك اللحظة ثانوي سبقته الخطوات المتلاحقة السريعة لزحف ميليشيا الحوثي نحو صنعاء وبعدها عدن.
وأضافت كرمان: ليست طهران من وضع خارطة عبور الحوثي نحو صنعاء وما بعدها، لافتة إلى أن القيادة الإيرانية عبرت عن دهشتها مما حدث وقالت فعلوها شيعة الشوارع في اليمن.
وتابعت كرمان: صحيح أن إيران كانت تدعم الحوثي بالسلاح لكنه يظل محدوداً مقارنة بالدعم الذي حصل عليه من الإقليم والداخل.
ما بعد الانقلاب
وقالت كرمان إنه بعد انقلاب ميليشيا الحوثي أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية الحرب على الحوثيين تحت شعار كاذب اسمه "إعادة الشرعية"، لكن الحقيقة لم تكن هذه أجندة الحرب السعودية في اليمن.
وأضافت كرمان: كانت استراتيجية حرب السعودية في اليمن ألا تفضي أبداً إلى إعادة الشرعية بل لتحقيق أهداف أخرى تتمثل في منع اليمن من التحول إلى بلد ديمقراطي والعمل على تمزيقه والسيطرة على موانئه وشواطئه وجزره، مشددة على أن تحالف إعادة الشرعية لم ينهي الانقلاب الحوثي ويعيد حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى صنعاء.
وبينت كرمان أن الخلاصة لم يكن ضمن أجندة حرب السعودية إعادة الشرعية اليمنية والتي تشكل قوى الثورة اليمنية جزء مهم وأساسي فيها، ولم يتم ايضاً العودة لاستكمال تنفيذ مهام الفترة الانتقالية واستحقاقاتها.
تقويض الشرعية
وقالت توكل كرمان إنه بعد أشهر من الحرب خرجت حوالي 75% من مساحة الجمهورية اليمنية من سيطرة الحوثي لكن لم يتم تمكين السلطة الشرعية من السيطرة على أي شبر من هذه الأراضي المحررة، وتم انشاء ميليشيات فيها من قبل الرياض وأبوظبي يتم تمويلها ودعمها ماليا وعسكرياً منها، ولا تأخذ أي أوامر من السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة وتقوم بدور مناوئ للشرعية وتمردت عليها مثلها مثل ميليشيا الحوثي.
وأكدت كرمان أن الرئيس هادي وحكومته ومستشاروه ظلوا محتجزين في الرياض وممنوعين من قبل السعودية والامارات وميليشياتهما من العودة إلى المناطق المحررة.
وأشارت كرمان إلى أن قصف التحالف بقيادة السعودية طال المنشآت والمدارس والأسواق بينما قيادات ميليشيا الحوثي كانت بعيدة عن القصف، وتم فرض حصار خانق على البلاد برا وبحرا وجوا.
وقالت كرمان: كل هذا العبث كان يقوي الحوثي. فمن قوى الحوثي هو أجندة السعودية من الحرب في اليمن وليس قوته الذاتية، والشرعية دمرت بيد من يدعون حمايتها.
وأضافت كرمان: لا تنخدعوا أو تعتقدوا ان ميليشيا الحوثي قوية وأنها بالإمكان أن تشكل نموذجاً مقبولاً للحكم أو أنها قادرة على الصمود أمام اليمنيين أو حتى أمام التحالف المكون من عدة دول تملك إمكانات هائلة.
واعتبرت كرمان أن الحوثي مجرد انتفاشة فضحتها مارب، لافتة إلى أنه خلال أكثر من عام تعرضت المحافظة لهجوم كبير تدعمه وتشرف عليه إيران كما أشرف حزب الله بنفسه على اسقاطها، وحشدوا لها كل الإمكانات لكن مارب افشلت كل تلك الخطط وتصدت للحوثي وإيران وخبراء حزب الله ومنوا بهزيمة ساحقة.
وقالت كرمان إن المشكلة أنه ليس هناك إرادة حقيقية لردع الحوثي، فالحوثي قوي فقط لان التحالف وتحديدا السعودية والامارات في حربهم وخططهم ومؤامراتهم كلهم من منحوه القوة وكل عوامل الانتصار. والحوثي قوي لان استراتيجية الحرب السعودية كانت وماتزال تهدف الى تفتيت اليمن وتدمير الشعب اليمني واحلال حكم الميليشيا والكانتونات المختلفة وليس إعادة الشرعية ومشروعها.
وأوضحت كرمان ان السعودية ترى ان خصمها الاستراتيجية وعدوها الوجودي هي قوى التغيير والحالمون بالديمقراطية والحرية الربيع العربي وليس إيران او ميليشياتها التي تعتبرهما العدو الثاني، لافتة إلى أن المملكة إذا خيرت بين الاثنين فستختار إيران، وهذا ما جعلها تمول الثورات المضادة.
واعتبرت كرمان أن ما فعلته السعودية في اليمن جنون جعلها تتلقى صواريخ تدك الرياض وجدة ونجران وجيزان وغيرها كل ذلك خوفاً من الربيع العربي والديمقراطية ومن أن اليمن تنجح أو أن تكون مستقلة بإرادتها.
وقالت كرمان: هناك خيار أمام السعودية عليها أن تستوعبه؛ إما ربيع عربي أو ربيع فارسي.
دور المجتمع الدولي
وفيما يتعلق بدور المجتمع الدولي في إسناد القضية اليمنية، قالت توكل كرمان إنه لم يقصر أبداً في دعم القضية اليمنية سياسياً وخاصة عبر مجلس الامن الدولي، مؤكدة أن من أخطأ وارتكب جريمة بحق اليمن هي السعودية، أولها تمكين الحوثي والثانية الفشل أمامه.
واستدركت كرمان بالقول: المجتمع الدولي قصّر عندما أعطى السعودية والامارات الضوء الأخضر للاستمرار في حربهم في اليمن ومدهم بصفقات أسلحة، ولم يعاقب محمد بن سلمان ومحمد بن زايد لارتكابهما جرائم حرب، ولم يتخذ دوراً حقيقياً في إيقاف دورهما التخريبي ودعمهما للميليشيا داخل اليمن.
وأكدت كرمان أنها ماتزال تقوم بدور ضاغط لإيضاح أن ما يفعله المجتمع الدولي يجعلهم متورطين في الحرب ومشاركين في قتل اليمنيين سواء في تعاملهم مع السعودية والامارات أو حتى مع الحوثي والاعتراف به بطريقة غير مباشرة.
المجلس الرئاسي
وفيما يتعلق بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي قالت توكل كرمان إن السعودية أسقطت أهم ورقة في أيدي اليمنيين وهي ورقة الشرعية.
وأضافت كرمان: الآن على افتراض ان المجلس الرئاسي يستمد شرعيته من شرعية الرئيس هادي الذي فوضها بصلاحياته، فما هي الخطوة التي ستلزم الحوثيين بالحوار.
وبينت كرمان أن الخطوة الأولى تتمثل في تمكين رئيس أعضاء المجلس من العودة إلى الأراضي المحررة وإدارة البلاد من عدن، وامساك الملف الأمني والعسكري والاقتصادي وبسط نفوذ الدولة، وأن يتحولوا إلى سلطة أمر واقع لقيادة اليمن بدعم من السعودية، وان يقود الحوار مع الحوثيين.
وعبّرت كرمان عن أملها في أن يشكل المجلس الرئاسي انعطافة نحو المستقبل وتحرير اليمن وإيقاف الحرب اليمنية الذي يبدأ بانتزاع القرار اليمني من الايادي السعودية الإماراتية.
وقالت كرمان: إذا ارادت السعودية الخروج بماء الوجه من مستنقع اليمن فعليها أن تمكن المجلس الرئاسي من القرار والعودة إلى اليمن ليدير البلاد من الداخل.
ورأت كرمان أن المجلس الرئاسي سيكون ديكوراً، مستدركة بالقلو: ولكن أتمنى أن يكون اعتقادي خاطئاً وأن يغير الدكتور رشاد العليمي هذه القناعة.
وبحسب توكل كرمان على مجلس القيادة الرئاسي ان يختار إما الانحياز للشعب اليمني أو يكون ضمن الخونة.
وأكدت كرمان أنها لا تتوقع شيئاً من السعودية بعد انشاء المجلس الرئاسي، قائلة: شيء هي تريد المجلس ديكوراً.
وردا على سؤال حول ما اذا كان رشاد العليمي يخشى مصير الرئيس هادي قالت كرمان: السجن أشرف، حتى لو قتلوهم، فهم مسؤولون عن بلد فان تسمح بأن تكون بوابة لتفكيك بلدك وتمزيقها وتدميرها وتجويع أهلها هذا من العار وليست أقل من خيانة لمصالح الوطن العليا وتغليب للمصالح الشخصية.
وقالت كرمان: تاريخ الدكتور رشاد العليمي جيد، ولا أريد أن أعطيه شهادة نزاهة، أو أن أقول إني موافقة على المجلس، ولكني أتمنى أن يعملوا أي شيء.
وأشارت كرمان إلى أن السعودية مؤمنة أنها أنشأت المجلس كمجرد ديكور من أجل تحليل ما ستخرج به من اتفاق مع جماعة الحوثي في سلطنة عمان، مستدركة: ولكني أقول لها أنك واهمة، فاذا لم تمكن المجلس من القرار في اليمن سيرفض الحوثي ولن يلتفت إلى المملكة.
وأكدت كرمان أن الحوثي لن يدخل في حوار إذا لم يعود المجلس الرئاسي الى اليمن ليدير أراضي البلاد بكل تفاصيلها أمنيا وعسكريا ومدنياً واقتصاديا، لافتة إلى أن الحوثي ينظر إلى المجلس على أنه أداة من أدوات السعودية ليس له قرار أو إرادة ومن تمثله وتديره هي المملكة وليست الإرادة اليمنية.
ولفتت كرمان إلى أنه طالما لم يمكن المجلس ولم يسلم له أي شيء فالحوثيون سيرفضونه فهم يرون ان الحوار يجب أن يكون بينهم والسعودية وفقاً لأجندة حددوها مسبقاً وهي؛ إيقاف السعودية القصف، ترفع الحصار، تنسحب هي والامارات من اليمن.
وقالت كرمان، إن الحوار الذي سيتم هو ما سيفرضه الحوثي الذي لديه الكثير من أدوات الضغط من أجل أن إنجاحه، طالما ظل مجلس القيادة الرئاسي مجرد ديكوراً لا يدير شيء أو يسلم له شيء.
وشددت كرمان على أنه في حال تم تمكين المجلس الرئاسي والعودة إلى الداخل فالحوثي إما يدخل في حوار مع قيادات المجلس أو أن الأخير سيذهب للحوثي إلى صنعاء.
خيانة هادي
وحول مصير الرئيس عبدربه منصور هادي قالت كرمان الرئيس إنه محتجز تحت الإقامة الجبرية في السعودية ولا أحد يستطيع الوصول إليه أو الاتصال به أو حتى بأي فرد من عائلته.
واعتبرت كرمان أن الرئيس عبدربه منصور هادي خائن؛ لأنه سمح للسعودية والامارات بإدارة اليمن من قبل أصغر ضابط سعودي في اللجنة الخاصة.
ولفتت كرمان إلى أنه خلال سنوات الحرب؛ منعت السعودية الرئيس هادي وحكومته من العودة إلى المناطق المحررة من أجل إدارتها، استولت على الجزر والموانئ والمطارات، فمتى مكنت السعودية السلطة اليمنية ومتى استعادت سلطتها في الداخل.
اليمن سينتصر
وتابعت كرمان: السعودية لم تفعل شيء من اجل مساعدة اليمن سوى غارات وسلاح قليل، ومن ثم عادوا لتقويض الشرعية اليمنية، ويحسبون بذلك أنهم قادرون على إجراء مصالحة مع الحوثي.
وأشارت كرمان إلى أن القرار الحوثي مستلب من ايران وندعوهم إلى التحرر من طهران والعمل معاً من أجل يمن واحد.
واعتبرت كرمان أن أكبر مصيبة في الملف اليمني ان القرار السيادي اليمني مستلب من رئيس الجمهورية إلى أصغر رئيس حزب. فمن يمثل الشعب اليمني ليسوا أولئك الذين في الخارج والمرتهنون في الرياض وإنما الشعب اليمني في الداخل المناضل والمقاوم.
وقالت كرمان إن اليمنيين يرون إلى السعودية والامارات وإيران على أنها محتلة لأراضيهم، ولن نقبل استمرار بلادنا ان تبقى تحت الاحتلال وسنوصل بلدنا إلى ضفاف الحرية والديمقراطية.
وأكدت توكل كرمان أنه طال الزمن أم قصر اليمن ستنتصر، واليمن لليمنيين وليس للسعودي او الاماراتي او الإيراني، وأن اليمنيين قادرون على لم شملهم وسيكون ذلك في يوم من الأيام.
وخاطبت توكل كرمان السعودية والامارات والمجتمع الدولي من خلفهم بالقول: يجب على هذا العبث أن يتوقف لأنه يكلف العالم فاتورة كبيرة جداً ويقوض الامن والسلم العالميين وليس اليمن فقط، بسبب العبث بملف اليمن وإرادة اليمنيين.
وأكدت كرمان أن نهاية كل حرب سلام ونحن اليمنيون من سيقرر هذه اللحظة ونتمنى أن تكون قريبة، ونتمنى على السعودية والامارات والمجتمع الدولي من خلفهم أن يجعلوها سريعة.