الأخبار
توكل كرمان في مؤتمر ميونخ للأمن: لن تكون المرأة وسيلة لتجميل وجه المستبدين والطغاة
قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن مشاركتها في مؤتمر ميونخ للأمن للعام 2022 أتت لتكون صوتاً يعبر عن الشعوب وعن الحالمين بالديمقراطية والحرية والعدالة وحكم القانون،
مشيرة الى ان هناك الكثير من المشاركين أتوا كممثلين لدولهم وحكوماتهم، أما الاصوات المعبرة عن الشعوب وحقوق الانسان عموماً والمرأة على وجه الخصوص فهم قلة، وبالتالي فأنا في هذا المؤتمر صوت يعبر عن نبض الشعوب في كل مكان وعن كل اولئك الذين يكافحون من أجل العدالة والحرية، ويكافحون الفساد والاستبداد والارهاب في كل مكان.
وأكدت توكل كرمان في حديثها خلال حلقة نقاش بعنوان "المرأة في واقع الصراع والأزمات الانسانية" على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، أن القمع بكل اشكاله لم يكن يوماً ليرعبها أو يثنيها عن مناصرة قضايا حقوق الانسان، وأن الاستبداد أكان محلياً أو اقليمياً أو غيره لا يخيفها، وأنه إن كان هناك شيء تخشاه فهو أن تفقد الأمل والكفاح السلمي من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية، مشددة على أن هذا الخوف لا يزيدها إلا عزما وإرادة للمضي قدما للدفاع عن حقوق الانسان والاضطلاع بدورها المنوط بها كامرأة تجاه مجتمعها المحلي والعالمي الى أن تتحقق الاهداف النبيلة.
وفيما يتعلق بدور المرأة وحقها في أن تكون شريكاً للرجل في صناعة القرار، وجهت توكل كرمان رسالة للحكومات الديمقراطية التي تدعي أنها تدعم وتساند المساواة وحقوق الانسان أكدت فيها أن حقوق المرأة هي جزء من حقوق الانسان التي تعني فيما تعنيه تعزيز الديمقراطية وحق التعبير، وحق الشعوب في اختيار من يحكمها.
وذكّرت كرمان تلك الحكومات؛ أن حقوق الأنسان أكبر من مجرد إعطاء بعض المقاعد البرلمانية أو الحقائب الوزارية لـ(س) أو (ص) من النساء لا لشيء سوى وسيلة لتجميل وجه الاستبداد، وأنه على النساء وقف دعم كل المستبدين والدكتاتوريات التي تتشدق بحماية حقوق الانسان وهي أول من ينتهكها.
واضافت كرمان أن إرساء دعائم الديمقراطية كفيل بتعزيز فرص المساواة بين الرجل والمرأة، وأنه لا يمكن الحديث عن شيء اسمه المساواة في العالم العربي في ظل غياب الديمقراطية.
وبخصوص دور جائحة كورنا في تعزيز اللامساواة بين الرجل والمرأة في الدول العربية، أكدت توكل كرمان أن الجائحة كان لها تأثير كبير على العالم باسره وإن كان بدرجات متفاوتة بحسب إمكانيات الدول في مواجهتها، لافتة إلى أنه وإن كان في الدول الديمقراطية شأناً صحياً تتولى شأنه الهيئات والمؤسسات ذات الصلة، إلا أن الأنظمة القمعية والدكتاتورية اتخذت منه أداة لممارسة مزيد من الظلم والقمع والرقابة وتشديد قبضتها في تعاملها مع شعوبها.
وقالت كرمان إن اليمن يعاني من جائحات عدة وليس من كورونا فقط، فهو اليوم موطن لأمراض أخرى أيضاً، فضلاً عن ما يقاسيه جراء الحرب والفقر والجوع وغياب لمختلف الخدمات الأساسية.
وحول ما يعني لها وللمرأة العربية عموماً مفهوم الحرية والاستقلال الذاتي، قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان إن ذلك يعني أن على المرأة أن تقود مجتمعها وتتصدر النضال من أجل حقوق الانسان ومناهضة الفساد، والعمل على استقلالها الذاتي اقتصادياً واستكمال عوامل قوتها، مع استمرارها في قيادة اسرتها.
واشارت توكل كرمان الى أن هناك فارق في مدلول "المرأة القوية" في بلداننا وفي البلدان الديمقراطية، فما تتمتع به المرأة من وضع في البلدان التي تحترم حقوق الانسان لا يزال ترفاً بالنسبة للمرأة العربية المحرومة من أبسط حقوقها في ظل غياب الحرية والديمقراطية، مؤكدة أن المرأة العربية ماضية في كفاحها من أجل تلك الحقوق ولن تستسلم رغم الثمن الباهض الذي تدفعه.
ولفتت توكل كرمان إلى أن المطلب الأساسي للمرأة في الشرق الأوسط عموماً وفي الدول العربية على وجه الخصوص هو العدالة والديمقراطية، لافتة الى أن المرأة العربية واعية بحجم المخاطر والتحديات وهي على استعداد لتقديم التضحيات من أجل ذلك.
واستدركت كرمان قائلة: لكن السؤال الذي يطرح نفسه والذي يتعين على المجتمعين في مؤتمر ميونخ الإجابة عليه هو كم من التضحيات يتعين على المرأة وغيرها من فئات المجتمع تقديمه ليكون لهم موقف جدي وحازم إزاء الاستبداد وليتوقفوا عن دعم الأنظمة المستبدة، ويترجموا عملياً ادعاءاتهم كدول ديمقراطية تساند حقوق الانسان وحق الشعوب في الحرية والعدالة.
وبخصوص عملها في مجلس الرقابة التابع لفيسبوك، قالت توكل كرمان إنها هناك لتعبر عن صوت الشعوب أيضاً، مشيرة الى أن منصات التواصل الاجتماعي يجب أن تكون منبراً للشعوب لا أداة تطوعها الحكومات المستبدة لمهاجمتها.
وأضافت كرمان: قررت الانضمام الى ذلك المجلس من اجل بذل الجهود لحماية حق الشعوب في التعبير في وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا في ظل الحملات المنظمة التي تقودها الأنظمة والحكومات المستبدة لقمع حرية التعبير.
وعن رسالتها للشابات المتطلعات الى الكفاح ضد اللامساواة، قالت كرمان إن عليهن أن يكن دوماً في الطليعة وأن يجعلن مجتمعاتهن نصب أعينهن وأن يعملن كقادة وألا يكترثن للمعوقات في طريقهن مع الثقة بالنفس والسعي الى تحقيق مشاريعهن الطموحة والعمل كجزء من الحراك السياسي سواء من خلال الأحزاب السياسية أو منظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام في مقارعة الفساد والظلم والاستبداد.