الأخبار
توكل كرمان في مؤتمر الديمقراطية أولا: ليس من الإنصاف أن تظل بلداننا مزارع خاصة للطغاة والمستبدين
أكدت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، أنه ليس من الإنصافِ أن تظلَ بلدانُنا عبارةً عن مزارعَ خاصةٍ بالطغاةِ والمستبدين والأنظمةِ الفاشيةِ والجماعاتِ المتطرفة.
وأشارت في كلمتها بمؤتمر "الديموقراطية أولا في العالم العربي" إلى المواقف الشجاعة للشعوب العربية خلال السنوات الأخيرة تجاه سياساتِ الاستبدادِ والقمع، والتي تَوجت بثوراتٍ وانتفاضاتٍ شهد لها العالمُ بالشجاعةِ والنبل.
وقالت توكل كرمان، إنه منذ عام ألفين وأحد عشر، هناك معركةٌ واضحةُ المعالمِ بين معسكرِ الديمقراطيةِ وحقوقِ الإنسانِ من جهة، وبين معسكرِ الثورةِ المضادةِ.
وأوضحت كرمان أن ثوراتُ الربيعِ العربي وضعت الديمقراطياتِ العريقةَ أمام خياراتٍ حاسمةٍ، إما أن تثبتَ صدقَ توجهاتِها لدعمِ الديمقراطيةِ وحقوقِ الإنسان أو التراجعٍ عن هذه المنظومة.
مؤكدة أن التراجعُ عن دعمِ التحولاتِ الديمقراطيةِ وحمايةِ حقوقِ الإنسانِ في العلاقاتِ الدوليةِ والقذفُ بها الى الهامش يعكسُ حالةً انتقاليةً مرتبكةً تعمُ العالم.
كما طالبت من الإدارةَ الأمريكيةَ الحاليةَ تصحيحِ سياستِها تجاهَ العالمِ العربي بسبب التواطؤ والدعم أحياناً للمشروعَ التدميريَ الذي تقودُه عواصمُ الثوراتِ المضادةِ ضدّ الديمقراطيةِ في المنطقة.
ولفتت إلى ان الديمقراطيةَ حاجةٌ محليةٌ وليست مطلباً خارجياً كما تروجُ الديكتاتورياتُ العربية.
وأشارت إلى الدروسُ التي يمكن نستخلصُها بعد عشرِ سنواتٍ من الربيع العربي، ومنها كذب النظامَ العالمي عن الديمقراطيةِ وحقوقِ الإنسان.
وقالت إن الهيمنةُ والمصالحُ والسيطرةُ المتوحشةُ هيمنت على الخطابِ الذي يدعيه الغرب عن الديمقراطيةِ وحقوق الإنسان.
وأردفت "الديمقراطيةُ والتغييرُ والتبادلُ السلميُ للسلطةِ نقيضُ الإرهابِ والميليشياتِ الطائفيةِ والجماعاتِ العنفية بكلِ أنواعِها"، مشيرة إلى إيرانُ والسعوديةُ كرأس حربةِ في مواجهةِ الشعوب ومن خلفِهما وبالتنسيق معهما كان الغربُ ودولُه العظمى ومصالحٌه.
وانطلقت مساء اليوم الجمعة أعمال مؤتمر "الديموقراطية أولا في العالم العربي"، بمشاركة طيف واسع من السياسيين والحقوقيين والمفكرين المدافعين عن الديموقراطية من مختلف البلدان العربية وعرب المهجر.
وعقد المؤتمر الموازي بدعوة من "المجلس العربي"، و"اتحاد القوى الوطنية المصرية"، وبمشاركة العديد من الكيانات والأحزاب الديمقراطية والشخصيات العامة.
وأقر المؤتمر في نهاية أعماله "إعلانا عربيا للدفاع عن حق الشعوب العربية في الحرية والديمقراطية، والتغيير السلمي، ويطالب شعوب وممثلي العالم الحر بالتوقف عن دعم الاستبداد والديكتاتورية، واحترام إرادة وتضحيات شعوب هذه المنطقة من العالم، وبما يتفق مع القيم والمثل المُعترف بها في المواثيق والمعايير الدولية".