الأخبار
توكل كرمان في كلمة رئيسية بمنتدى بيرسون تحدد معالم بناء السلام المستدام في اليمن
حددت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، معالم خارطة الطريق لبناء السلام المستدام وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة في اليمن.
جاء ذلك في رئيسية عن اليمن ألقتها، اليوم الاربعاء، في منتدى بيرسون العالمي السنوي الرابع 2021 الذي ينظمه معهد بيرسون التابع لجامعة شيكاغو الأمريكية.
وقالت توكل كرمان إن الخارطة تبدأ بإيقاف الحرب ورفع الحصار والانسحاب السعودي الإماراتي من البلاد، وكف يد طهران عن الاستمرار في تزويد المليشيات بالسلاح، والعودة لاستئناف العملية السياسية من حيث توقفت بالانقلاب والحرب، وتشكيل لجنة عسكرية برعاية أممية تعمل على سحب الأسلحة من جميع الميليشيات، بحيث تكون الدولة صاحبة الحق الحصري في استخدام السلاح، وبناء الجيش والأمن وفق أسس وطنية بما يضمن حماية البلاد وسيادتها وسلامة أراضيها، ويكفل الأمن والاستقرار في البلاد، تشكيل حكومة وطنية من جميع المكونات أو حكومة تكنوقراط برعاية أممية تعمل على: تنظيم الاستفتاء على مسودة الدستور، وإجراء الانتخابات المختلفة محلية وأقاليم ونيابية ورئاسية، بناء على الدستور الجديد، وتشكيل هيئة مصالحة وطنية تعمل على جبر الضرر وتعويض الضحايا وكفالة عدم تكرار الجرائم، وإعادة الإعمار، والتزام السعودية والامارات لليمن بالتعويض عن ما أحدثته من دمار خلال الحرب.
وأكدت كرمان أن أيا كان يرتكب خطأ بالغا حين يظن أن اليمن سهلة البلع، وأن شعبها سهل الترويض، غير أن الأمر معقد للغاية، يحوي هذا الشعب تركيبة معقدة وإرثا طويلا من العزة والكرامة والمقاومة والعصيان ما يجعله عصيا على أي توجه لحكمه بالقوة والقهر، وعلى أي غزو أو احتلال أو وصاية أو هيمنة.
واعتبرت كرمان أن السبب الرئيسي لكل ما حدث ويحدث في اليمن من كوارث هو الرغبة بمعاقبتها على ثورتها السلمية ضد الاستبداد والفساد، مشيرة إلى الدور المركزي لعواصم الثورات المضادة في المنطقة أعني الرياض وأبو ظبي وطهران، حيث قاموا بحشد امكاناتهم ونفوذهم لتقويض ثورات الربيع العربي، حتى لا تنتقل إليها عدوى الربيع الحالم بالتغيير والمطالب بدولة الحقوق والحريات والعدالة والمواطنة.
وقالت كرمان: تتناقض مصالح الرياض وطهران في نقاط كثيرة، لكنهما يتفقان في العداء للديمقراطية والثورات الشعبية، وقد حاربت الدولتان الثورة اليمنية، من موقعين مختلفين، لكنهما يتفقا على العداء للربيع العربي لا الثورة اليمنية فحسب.
وأكدت كرمان أن ميليشيا الحوثي ترفض كل فرص تعرض عليها للسلام وايقاف الحرب، لافتة إلى أنها تدين بالولاء الكامل لإيران، كما ان تكوينها المذهبي المتطرف يجعل من الحرب واخضاع الاخر توجها بنيويا لديها لا عودة عنه، ولا تنتهي الحرب بالنسبة لهذه الميليشات الا باقامة دولتها الدينية المذهبية.
وشددت كرمان على أن الشعب اليمن لن يستسلم، نحن أصحاب قضية عادلة، ولن نقبل بالعبودية للمليشيا الحوثية العنصرية السلالية، ولن نقبل بتمزيق بلدنا ولن نقبل بالوصاية سواء كانت سعودية أو اماراتية أو ايرانية.
وقالت كرمان: مثلما سيسقط شعبنا العدوان الداخلي فإنه سيقاوم ويسقط العدوان الخارجي الذي تقوده المملكة السعودية ضد شعبنا وبلدنا، اليمن ليست دويلة طارئة ليتم اجتثاثها والغاء وجودها بمؤامرة عابرة من أعداء الداخل والخارج، هذه حقائق التاريخ وسنعيدها بإرادتنا وتمسكنا بقضيتنا العادلة وإنتماءنا لليمن وتضحياتنا من أجلها.
لقراءة الكلمة كاملة اضغط (هنـــــــــــا)