الأخبار
توكل كرمان في ندوة مفتوحة في جنيف: اليمن يمر بثلاثة مسارات وهذه المرتكزات الأساسية لوقف الحرب
قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن اليمن يمر حاليا بثلاثة مسارات، أولها الحل السلمي الذي لا يؤمن بالعنف وينتهج الطرق السلمية، مؤكدة إيمانها بهذا النهج.
جاء ذلك في ندوة مفتوحة نظمها مركز جنيف الدولي للعدالة وبالتعاون مع المنظمة الدولية للقضاء على كافة اشكال التمييز العنصري ضمن اعمال الدورة 31 لمجلس الأمم المتحدّة لحقوق الإنسان التي اختتمت اعمالها في جنيف في 24 مارس الجاري، حضرها عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي، وممثلي المنظمات غير الحكوميّة والشخصيّات الحقوقيّة ووسائل الإعلام الدوليّة، وتناولت خلالها كرمان تطورّات الأوضاع في اليمن ونظرتها للمستقبل.
وأضافت كرمان أن المسارين الاخريين هما؛ مسار المقاومة الشعبيّة التي رفضت احتلال ميليشيا الحوثي للمدن ورفضت ذلك من خلال المقاومة الشعبيّة المسلّحة، والمسار الثالث هو ما لجأ اليه الرئيس الشرعي بعد ان استطاع الهروب من المكان المحاصر فيه، ولاحقوه بالصواريخ والقذائف، فلم يجد مفرّاً الا من طلب المساعدة من مجلس التعاون الخليجي وتم تأسيس التحالف العربي لغرض مساعدة الحكومة الشرعيّة اليمنية في استعادة البلاد من احتلال ميليشا الحوثي وانقلاب علي عبدالله صالح.
وأوضحت كرمان أن المرتكزات الأساسية لوقف الحرب في اليمن هي؛ انسحاب الميليشيات كافة وتسليم كل الأسلحة للدولة، وان تتحول الميليشيات الى حزب سياسي يعمل بالوسائل السلميّة، وتطبيق قانون العدالة الإنتقاليّة وإشاعة سيادة القانون بدلاً عن عمليات الإنتقام الشخصي، والإستفتاء الشعبي العام على الدستور.
وأشارت كرمان إلى تزامن ذلك مع وقف شامل لإطلاق النار ووقف العمليّات الحربيّة.
واكدّت كرمان على اهميّة الدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في الدفع باتجاه ارساء الأمن والسلام في اليمن وغيرها من البلدان التي تعيش حالة من عدم الاستقرار والنوزاعات الداخليّة.
وتناولت كرمان في حديثها على سلميّة الثورة اليمنية قائلة رغم ان هنالك 70 مليون قطعة سلاح لدى الشعب اليمني إلاّ ان الشعب اختار ان يثور سلميّاً وبالورود لا بالرصاص على الوضع الفاسد وعلى الجهل والفقر والتخلّف.
ولفتت كرمان إلى ان الشعب اليمني قد خرج بكافّة اطيافه حاملاً الورود تاركاً كل تلك الأسلحة جانباً مردّداً شعار (الثورّة السلميّة) ومؤكّداً على مطلبين اساسييّن هُما؛ الشعب يريد اسقاط النظام، والشعب يريد بناء يمن جديد دولة مدنيّة حقيقيّة دولة مؤسسات.
واوضحت كرمان ان الشعب اليمني تجمّع بكل اطيافه في ساحة الحرّية، وتآلفت تحت خيمة واحدة اشدّ القبائل عداءً لبعضها البعض، واكثرها شراسة واحتراباً. عاش هؤلاء تحت خيمة واحدة يجمعهم هدف واحد، لم يسعَ احد للأنتقام من الآخر، او من اطراف في السلطة.
وقالت كرمان ان المرأة اليمنيّة كانت عنصراً فاعلاً ومؤثراً في الثورة، ولم يكن حضورها حضوراً شكلياً بل فاعلاً في كل مراحل الثورة.
ورأت كرمان ان خارطة الطريق التي جاءت بها المبادرة الخليجية كانت تعبيراً عن اهداف الثورة، فقد تضمنّت نقاطاً اساسيّة مثل؛ اعادة هيكلة الجيش باتجاه بناء جيش جديد، بسط سلطة الدولة ونفوذها على كامل التراب اليمني، اصدار قانون العدالة الإنتقاليّة وفق المعايير الدوليّة، اجراء حوار وطني لإنجاز مشروع دستور لكي يُعرض في استفتاء شعبّي عام، تأسيس حكومة انتقالية لا تستثني احد، بما فيها الحزب الحاكم الذي ثار عليه الشعب.
وقالت كرمان إن المرحلة الإنتقاليّة حملت بواعث امل كبير لأبناء اليمن المتطلعين للسلام والحرّية والخلاص من الفساد، وبناء دولة حديثة لا مجال فيها للأقصاء والاجتثاث لأي طرف. وجرى حوار وطني لمدّة تسع اشهر شارك فيه الجميع، وانجز الكثير من اعماله بما في ذلك اعداد دستور جديد للبلاد. وكان الجميع يتطلع الى مرحلة جديدة من الوئام والعمل نحو البناء والتمنيّة.
واعتبرت كرمان ان ما جرى بعد ذلك - وللأسف الشديد - كان انقضاضا على الثورة ومنجزاتها من قبل الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وقالت "تم تقويض كل شيء، وشيئاً فشيئاً راحت ميليشيات الحوثي تقضم الارض اليمنيّة، واخذت تسيطر على المدن اليمنيّة الواحدة تلو الأخرى بدءاً بالعاصمة صنعاء في حين وقف المجتمع الدولي يتفرّج، ثم حاصرت رئيس الدولة، ووضعته تحت الإقامة الجبريّة. وواصلت عدوانها بالاستيلاء على كافة مؤسسات الدولة، وجرى زجّ الاف الشباب في السجون، ثم تدمير المنازل، غزو واحتلال المدن، وحصارها وتجويعها. وواصلت ميليشيا الحوثي ارتكاب ابشع الجرائم ضد المدنيين، وراحت تجنّد الأطفال وتزجّهم في القتال".
وأكدت كرمان ان ما لا يقلّ عن 466 امراة، واكثر من 500 طفل قد لقوا حتفهم جرّاء عمليّات ميليشيا الحوثي والرئيس المخلوع الذين وواصلوا ارتكاب ابشع الجرائم ضد كل ابناء اليمن.
وحول الدور الايراني في تأجيج الاوضاع في اليمن قالت كرمان إن النظام الإيراني كان يريد من اليمن بوابة لسيطرته على الجزيرة العربيّة ودول الخليج العربي ضمن طموح طهران للهيمنة على المنطقة باكملها، لافتة إلى أن النظام الإيراني قدّم الدعم الأساس لميليشيا الحوثي ومدّها بمختلف انواع الأسلحة.