الأخبار
.jpg)
توكل كرمان في حوار مع صحيفة كورير النمساوية: هناك أمل للسلام في اليمن والغرب خذل الربيع العربي
أكدت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان أن هناك أمل لإحلال السلام في اليمن، معتبرة أن دول الربيع العربي تعرضت "لخذلان كبير من الغرب".
وقالت توكل كرمان في حوار مع صحيفة "كورير" النمساوية "هناك أمل للسلام في اليمن ولدينا مبادرتنا للسلام، وتتضمن؛ وقف فوري لإطلاق النار بالتزامن مع سحب الاسلحة من ميليشيا الحوثي والرئيس المخلوع وانسحابهم من المناطق المسيطرين عليها تحت إشراف الأمم المتحدة، وتحول الميليشيا الى حزب سياسي ثم الانخراط في حكومة وطنية تحضر للاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات المختلفة".
وأضافت كرمان "يتم ذلك كله بالتزامن مع اتخاذ اجراءات العدالة الانتقالية بما يكفل انصاف الضحايا وكفالة عدم التكرار، واجراءات اقتصادية تكفل تحسين معيشة المواطنين واعادة الاعمار، كما يجب تجميد إرصدة وممتلكات المخلوع صالح وعدم السماح له بلعب اي دور سياسي وضمان عدم افلاته من العقاب".
وأشارت كرمان إلى أن الربيع العربي وشعوبه تعرضوا لخذلان كبير من الغرب "فقد شهدت دولنا بعد ثوراتنا السلمية العظيمة انقلابات عسكرية وميليشاوية كما حدث في مصر واليمن في ظل صمت العالم".
وقالت كرمان "هذا الصمت ما كان ينبغي له أن يحدث، ويعد خزي كبير ووصمة عار يجب أن لا تستمر".
وأكدت كرمان أنه مهما بلغ التآمر والخذلان "قدرنا الوحيد هو انتصار قيمنا التي ضحينا لأجلها، وإقامة دولنا التي حلمنا بها مرة أخرى، دولة الحرية والعدالة والديمقراطية والسلام والرفاه الاجتماعي وحكم القانون".
وفي ردها على سؤال حول أهم الأخطاء التي وقعت فيها الثورة والمعارضة بعد الاطاحة بالرئيس، قالت كرمان "أهم الأخطاء هي أن قوى الثورة تفرقت يعد الثورة ودخلت في صراعات ثانوية حتى تمكنت قوى الثورات المضادة من تجميع انفسها وممارسة الانتقام على الثوار والانقضاض على مكتسبات الثورة وتدمير الدولة".
وأوضحت كرمان أنه كان على قوى وتيارات الثورة بعد اسقاط رأس النظام المستبد أن يعملوا على الحفاظ على التوافق الثوري أثناء المرحلة الانتقالية من أجل انحاز اهم استحقاقات المرحلة الانتقالية بما فيها الدستور وفق توافق سياسي يشارك فيه كل قوى الثورة، وكذلك تحقيق العدالة الانتقالية بما يكفل جير ضرر الضحايا وكفالة عدم تكرار الجرائم".
من جهة أخرى، اعتبرت كرمان أن النقاب يمثل عائقا امام تطور المرأة واسهاماتها في المجتمع والحياة العامة، مستدركة بقولها "لكنني في الوقت ذاته أرى لبس النقاب أو عدمه حرية شخصية".
وأضافت كرمان "وكما أرفض الزامها بخلع النقاب فأنا ارفض الزامها بارتدائه، واعتقد ان كلا الأمرين اعتداء على حريتها الشخصية".
وأشارت كرمان إلى أن المشكلة ليست في الدين الاسلامي، وإنما في الدول المستبدة التي لا تشهد حكما ديمقراطيا، حقوق جميع المواطنين في هذه الدول مصادرة رجالا ونساء، كلها مصادرة لصالح حكم الفرد والعائلة، موضحة أن "المرأة هنا تعاني من ظلم مزدوج، ظلم الحاكم المستبد وظلم العادات والتقاليد التي تنال من المرأة، ومن حقوقها، وكذلك بعض الفتاوى الدينية المغلوطة التي تتنافي مع جوهر الدين الاسلامي".
ولفتت كرمان إلى أن "المشكلة في تفسيرات بعض رجال الدين المغلوطة وتأويلهم للدين بما يصادر حريات المرأة ويحرمها من حقوقها المتساوية، هذه الفتاوى نفسها هي من تخدم الحاكم المستبد وتصادر حقوق المواطنين رجالا ونساء".