أكدت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، أن العالم اليوم يواجه تحديات هائلة، على رأسها تغير المناخ، وتدهور قيم حقوق الانسان وصعود الديكتاتورية، والفجوة الكبيرة بين الأغنياء والفقراء.
وشددت توكل كرمان في كلمة لها خلال القمة العالمية "عالم شاب واحد" التي استضافتها مدينة مونتريال في كندا، على ضرورة قيام الشباب في أنحاء العالم بمواجهة تلك التحديات ورفع أصواتهم من أجل العمل على إيقافها. [لقراءة الكلمة كاملة اضغط (هنــــا)]
وقالت توكل كرمان إن التحدي الأهم الذي يهدد وجودنا كبشر ووجودنا على أمنا الأرض هو التغير المناخي، والتحدي الثاني المهم للغاية هو تدهور قيم حقوق الانسان، وصعود الديكتاتورية في كل مكان في العالم، وارتفاع الاستبداد والظلم، وتصاعد الانقلابات العسكرية في العالم، وصعود اليمين المتطرف في هذا الكوكب، وصعود الكراهية والعنصرية، وهذا تدهور كبير.
وتابعت كرمان: التحدي الثالث هو الفجوة الكبيرة بين الأغنياء والفقراء في جميع أنحاء العالم. نحن في القرن الحادي والعشرين وهذه الفجوة تزداد اتساعًا، ولسوء الحظ العولمة نفسها تجعل هذه الفجوة أكبر وأكبر، فهي تعطي الثروة للدول الأكثر ثراءً والفقر للدول الأكثر فقرًا. ونحن نشهد هذه الفجوة في كل بلد تعاني من الفقر وانعدام الحوكمة.
واعتبرت كرمان أن الأمر الأهم عند الحديث عن الديكتاتورية هو أنه لا ينبغي نسيان دور الشركات متعددة الجنسيات التي تدعمها الحكومات في أقوى دول العالم التي تموّل تلك الشركات وتقوم بسرقة خيرات الشعوب في أميركا اللاتينية وفي غيرها من الدول.
واعتبرت كرمان أن تلك التحديات تحمل معها فرصًا كبيرة جدًا؛ والفرصة الأهم تتعلق بالشباب الذين عليهم أن يقدموا الكثير من الحلول، وأحد تلك الحلول الضغط على حكوماتهم، خاصة الشباب القادمون من الدول الغربية، عليهم وقف تحالف بلدانهم مع الديكتاتوريين، وإجبار الشركات متعددة الجنسيات على وقف سرقة ثروات الشعوب من البلدان الأخرى.
ودعت كرمان إلى إيقاف حق النقض "الفيتو" الذي تستخدمه الدول الخمس دائمة العضوية الخمس في مجلس الامن الدولي.
وقالت كرمان: هذه البلدان بهذا التصويت "الفيتو" الذي لديها تقوم باستخدامه لتقييد حقوق الشعوب الأخرى أو مهاجمة الشعوب الأخرى. حق الفيتو تستخدمه في مواجهة أولئك الذين يدعون للعدالة والحرية والمساواة يجب أن يتوقف، ويجب أن يكون هذا الحق لجميع الأمم في كل العالم.
كما شددت كرمان على أن المساءلة أمر مهم جدًا داعية الشباب إلى محاسبة حكوماتهم.
وقالت كرمان: عليكم أن تحاسبوا هؤلاء الأشخاص والشركات وأي شخص في السلطة عليهم أن يواجهوا العدالة، لذا افتحوا أعينكم وعليكم أن تكونوا شجعانًا بما يكفي وسوف تحلون مشاكل العالم.
حلقة نقاشية
وكانت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، قبل إلقاء كلمتها قد شاركت على هامش قمة "عالم شاب واحد" في حلقة نقاشية بعنوان "السلام ممكن - إشراك القادة الشباب في حركة عالمية من أجل السلام" إلى جانب الحائزة على جائزة نوبل للسلام، ماريا ريسا، حيث جرى مناقشة الدور الذي لعبتاه خلال الاجتماع العالمي الثاني "للأخوة الإنسانية" في الفاتيكان.
وقالت توكل كرمان: كامرأة مسلمة كنت مع بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس في الفاتيكان، وقد عملنا على إعداد إعلان "الاخوة الإنسانية"، يؤدي لتعريف جديد للشباب والسلام، وللعدالة وسيادة القانون، والتي تعني الديمقراطية والتي تعني أيضا حماية البيئة، وحماية المناخ بشكل عام، فهذا يجعل الامر أوسع بكثير عوضًا عن فقط أن السلام هو غياب الحرب، هو كذلك ولكن كذلك وجود الكرامة وسيادة القانون والديمقراطية، فكل هذه الأمور تعطي معانٍ جديدة للأخوة.
وأضافت كرمان: أنا سعيدة جدًا كامرأة مسلمة أن أعمل مع مسيحيين، ويهود، وبوذيين، ولا دينيين؛ لأن هذا العالم نتشاطره جميعًا، ونحن جميعا بشر وعلينا أن نعمل مع بعضنا البعض وأن نحب بعضنا البعض وأن نجعل المستقبل مكانًا أفضل للجيل القادم.
وتابعت كرمان: عندما دعينا لنكون جزءا من كتابة هذه الوثيقة أو الإعلان كنت قلقة بانني سوف اذهب الى هذا المكان الذي فيه الكثير من المتدينين والمتدينات وسوف يتحدثون عن الاخوة والسلام وسنعانق بعضنا وهذا كل شيء، ولكن لا، وهذا ليس منظوري للسلام، فالسلام يعني النضال من أجل الديمقراطية والحرية والتنمية، هذا هو المعنى الحقيقي للسلام وهذا تمامًا ما حدث.
وأردفت كرمان قائلة: كنت أقول في النقاشات علينا أن نحارب الديكتاتورية في هذا الإعلان فكانوا يقولون نعم، وكنت أقول يجب أن نناضل من أجل التنمية فيقولون نعم.
وشددت كرمان على ضرورة أن يكون الشباب جزءا من عملية صناعة القرار، باعتباره نوع من الأخوة، لا أن نهمش الشباب او النساء او الأقليات.
وأشارت كرمان إلى أن البروفيسور محمد يونس الذي عين رئيسا للوزراء بنجلاديش وقيادة المرحلة الانتقالية في البلاد، كتب الكثير من النقاط في هذه الوثيقة "الاخوة الانسانية"، أرسل إليها رسالة قال فيها: "توكل لم أكن أتوقع نقطة التحول هذه، نضالنا لأجل الحرية والديمقراطية سوف يحدث ذلك أخيرًا وما كان هذا ليحدث لولا تضحيات وأحلام الشباب والشابات في بنجلاديش".
وفيما يتعلق بما سيحدث بعد اصدار وثيقة "الاخوة الإنسانية"، قالت توكل كرمان: من المهم أن نتحدث عن التنفيذ. الحكومات التي ستكون معنا في هذا الإعلان، الشركات، والأفراد، هذا الإعلان المهم نريد منهم أن ينفذ وأهم الأمور فيما يتعلق بتنفيذه هو إيقاف الحروب والنزاعات حول العالم؛ لأن هذا هو المعنى الحقيقي للأخوة.
وتساءلت كرمان قائلة: كيف يمكننا أن ننشر الأخوة عندما يكون هناك حرب في غزة، أو عندما يكون هناك حرب في أوكرانيا، أو يكون هناك مجاعة في السودان أو في غزة.
وتابعت كرمان: عندما ننادي للسلام والاخوة يجب ان نكون شجعانا وان نضع أصابعنا على المشكلة فيما يتعلق بالديكتاتورية. الديكتاتورية هي أُس كل المشكلات، والاحتلال هو أُس كل المشكلات وبالتالي علينا أن نقوم بمواجهة ذلك وهذا هو المعنى الحقيقي للأخوة.
وردا على سؤال ماذا يعني لك "كن إنسانا" وكيف يمكن أن ينظر إليك عندما تقولين للآخرين كن إنسانا، قالت كرمان: كن إنسانا وانظر الى كل اختلافاتنا كشيء قوي وشيء يعزز قوتنا. كن إنسانًا في محاربة الظلم والفساد والاحتلال كن إنسان في العمل من أجل الحرية والعدالة والإنسانية والديمقراطية. كن إنسانًا ولنتقبل بعضنا البعض ونحب بعضنا البعض، ولنعمل مع بعضنا البعض، ونحل جميع المشاكل والفوضى حول الجنس البشري.