الأنشطة
اختتمت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، زيارة إلى مدينة مونتيري في المكسيك شاركت خلالها في فعاليات القمة العالمية للحائزين على جوائز نوبل في نسختها التاسعة عشرة خلال الفترة 18 - 21 سبتمبر/أيلول 2024.
وقالت توكل كرمان إن القمة العالمية للحائزين على جوائز نوبل للسلام أجمعت على إدانة مجازر وجرائم التطهير العرقي الاسرائيلية بحق الفلسطينيين.
وفي مستهل زيارتها في 17 سبتمبر/أيلول، ألقت توكل كرمان كلمة في جامعة "ريجيومونتانا" بالمكسيك تطرقت فيها إلى اللاعنف كوسيلة لإسقاط الديكتاتوريات والمستبدين، فضلا عن حرب الابادة في غزة وكفاح الشعب اليمني لإسقاط السيطرة الايرانية على عاصمة اليمنيين. [لمشاهدة وقراءة الكلمة اضغط هنـــا]
وجددت توكل كرمان في كلمتها إدانة حرب الابادة في غزة والمطالبة بإيقافها، داعية الحاضرين لإدانتها والتعاطف مع ضحاياها.
وقالت كرمان: إننا نشهد الآن جريمة كبرى ضد الإنسانية تحدث في فلسطين. وينبغي لنا، كبشر، أن نتضامن مع شعب فلسطين، وما يحدث هناك يجب أن يتوقف.
وشددت كرمان على أن شعب فلسطين له الحق في تقرير مصيره بنفسه، ويجب أن تتوقف عمليات القتل، مؤكدة على ضرورة أن يواجه مجرمو الحرب العدالة في المحاكم الدولية.
في سياق آخر، قالت توكل كرمان إن اليمن الذي تقوده الآن ميليشيات مدعومة من إيران، يتأثر جزء من البلاد بالعنصرية والعنف.
وتابعت كرمان: الشعب اليمني يقاتل وبشجاعة من أجل الديمقراطية وسيادة القانون ضد هذه الميليشيات والمستبدين.
وأضافت كرمان: هذا ما نفعله كل يوم في بلدان الربيع العربي. يواصل الطلاب النضال في الشوارع من أجل الحرية والديمقراطية والشرعية والمساواة.
وحثت توكل كرمان طلاب المكسيك على الالتزام بعدم العنف وعدم الاستسلام، ورفض أي شكل من أشكال إساءة استخدام السلطة في مجتمعكم - سواء من قبل الأحزاب السياسية أو الحكومات.
كلمة ملهمة
وفي 18 سبتمبر/أيلول ألقت توكل كرمان خلال القمة العالمية للحائزين على جائزة نوبل، كلمة ملهمة حظيت بترحاب وتصفيق واسع من المشاركين، حثت فيها الشباب في أميركا اللاتينية إلى صناعة التغيير في مجتمعاتهم والدفاع عن حقوق الإنسان، ووقف الفساد، ومكافحة الجريمة المنظمة، ومعالجة تلوث الهواء وتغير المناخ. [لمشاهدة وقراءة الكلمة اضغط هنـــا]
وقالت كرمان: وتابعت كرمان: لو كان لي أن أُلهِم، لقلت إنني لو كنت زعيم العالم، فسوف أوقف كل دكتاتور على هذا الكوكب؛ لو كنت زعيم العالم، فسوف أنهي كل احتلال في العالم.
وأردفت كرمان قائلة: لو كنت زعيم العالم، سأوقف كل شركة تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، مما يتسبب في تغير مناخي سلبي ويدمر حياة أجيالنا الحالية والمستقبلية.
واستطردت كرمان: لو كنت زعيم العالم، فسوف أقوم بإنهاء العدوان الروسي، ولدي حلم كبير لتحقيق ذلك.
وأكدت كرمان على ضرورة قيام البلدان الديمقراطية بمواجهة الدكتاتوريين والشركات الفاسدة والأفراد الفاسدين.
المرأة في الطليعة
وعقب ذلك شاركت توكل كرمان في جلسة نقاش على هامش القمة العالمية للحائزين على جوائز نوبل بعنوان "المرأة في الطليعة" شددت فيها على ضرورة قيام النساء بالمشاركة في مجتمعهن، وخوض غمار كل المجالات – أكانت في السياسة، أو في الاقتصاد، أو في حقوق الإنسان، أو في الرعاية الصحية.
وقالت كرمان: يجب أن تحضرن في كل شيء، وأن تكون أصواتكن مسموعة، ولا تهمشن أنفسكن. النساء هنا في المكسيك يواجهن تحدياً خطيراً للغاية - معدل مرتفع من جرائم قتل الإناث، والذي يجب أن يتوقف. لقد قابلت العديد من الناشطات اللواتي يعملن بجد في هذا المجال. فلتتحلوا بالشجاعة، فصوتكن، كما اسلفت، يجب أن يُسمع.
وتابعت كرمان: ارفعن أصواتكن عالياً ولا تخشين العواقب، وتقدمن الصفوف. لا تنتظرن الآخرين للاستماع إليكن أو تقديم الحلول لكن، ولتعتبرن أنفسكن الحل. لا تقبلن أن تكن ضحية، فلا مكان للنساء، وخاصة هنا في المكسيك، لكي يكن ضحايا. لذا اعتبرن أنفسكن دائمًا قائدات وكن في مواضع صنع القرار.
وأضافت كرمان: يجب أن تكونوا في كل مكان ولا تسمحوا للرجال بالاستحواذ على كل جوانب الحياة مثلما حدث اليوم في جلسة الدين، حيث كان جميع الأشخاص في الحوار رجالًا. سألت ابنتي البالغة من العمر 21 عامًا، "ما هذا يا أمي؟ أين النساء؟" يجب أن تسألن أنفسكن السؤال ذاته: أين النساء؟ لا توجد امرأة للتحدث عن الأديان. هذا خطأ كبير. نحن نتقاسم المسؤولية عن عدم ملاحظة نقص مشاركة المرأة عندما نظمنا هذا الحدث. يجب أن تشاركن في كل شيء.
وأردفت كرمان: مرة أخرى، أقول للمرأة ثقي بنفسك، فلديك القدرة على فعل المستحيل، ولا تقللي من شأن قدراتك كامرأة، بل إن قوتك كامرأة مضاعفة وبيدك حل جميع المشاكل، فأنت الحل.
وحثت كرمان النساء على مساعدة الناس في جميع أنحاء العالم. يجب عليكن أيضًا دعم النساء في كل مكان: في فلسطين، وغزة، وأوكرانيا، وسوريا، وأفريقيا، وبين النساء الأصليات في هذا البلد.
ماذا لو أصبحت كلمة "الحرب" قديمة؟
وفي 19 سبتمبر/أيلول شاركت توكل كرمان في جلسة نقاش أخرى بعنوان "ماذا لو أصبحت كلمة "الحرب" بالية؟ ناقشت الآثار المدمرة والإخفاقات التي خلفتها الحروب الأخيرة، بما في ذلك تكاليفها المالية والبشرية والبيئية، فضلاً عن التهديد الوشيك بالصراع النووي.
وقالت توكل كرمان: عندما ننظر إلى المشهد العالمي الحالي، نرى قدرًا كبيرًا من الكراهية والانقسام والحرب والصراع. وفي الوقت نفسه، هناك تدهور في الديمقراطيات، حتى في البلدان المعروفة بقيمها الديمقراطية. كما توقف التقدم في مكافحة الفقر والتعليم وحقوق المرأة وحقوق الطفل. هذا الانحدار في الحقوق الأساسية أمر مثير للقلق، خاصة وأن تقدم حقوق الإنسان كان أعظم إنجازاتنا منذ الحرب العالمية الثانية.
واستدركت كرمان قائلة: ولكن إلى جانب هذا التدهور، نشهد وعياً متزايداً. ففي حين نشهد تزايداً في الكراهية والعنصرية، هناك أيضاً وعي متزايد بين الناس، وخاصة الشباب، الذين يريدون التغيير ويتوقون إلى المشاركة. والواقع أن تغير المناخ والاحتباس الحراري العالمي من القضايا الملحة، ولكن هناك أمل لأن هناك أشخاصاً مثلكم في مختلف أنحاء العالم لديهم الشجاعة للتحدث بصراحة والدعوة إلى اتخاذ إجراءات ضد هذه الصراعات المتصاعدة والأزمات البيئية.
وتابعت كرمان: إنني أنظر الى ما يجري بشقيه السلبي والإيجابي، ولا انظر الى الأمور فقط بنظارة سوداء. فالمستقبل يحمل إمكانات عظيمة لأن أغلبية الشباب اليوم يدركون مسؤوليتهم. إنهم يعيشون في الحاضر وسيقودون التغيير نحو مستقبل أفضل، وأنا أثق بهم ثقة كبيرة.
وأضافت كرمان: لا تستهينوا بقدرتكم على إحداث التغيير. فنحن ندعم كل ما يساعد في الحفاظ على الديمقراطية في بلدكم.
وأكدت توكل كرمان دعم كل من يدافع عن الديمقراطية ومبادئها الأساسية ــ مثل نظام الضوابط والتوازنات، وفصل السلطات، واستقلال القضاء.