شاركت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، كمتحدثة رئيسية في جلسة نقاشية للحائزات على جائزة نوبل للسلام حول دور النساء في بناء السلام والديمقراطية نظمها النادي الوطني للصحافة في العاصمة الأميركية واشنطن.
وفي مستهل حديثها وردا على سؤال عن أسباب وجود عدد قليل جدًا من النساء المشاركات في مفاوضات السلام، وما الأسباب التي تقف وراء عدم رؤية المزيد من النساء في هذه المناقشات، قالت توكل كرمان: السبب وراء رؤيتنا لعدد قليل جدًا من النساء في مفاوضات السلام هو أن هناك من لا يريد إحلال السلام؛ ويسعى عوضًا عن ذلك إلى سلام مزيف. قد لا يفهمون تمامًا ما يعنيه السلام المستدام حقًا.
وشددت كرمان على أن السلام الحقيقي يتطلب المشاركة الفاعلة للنساء، ليس فقط في عملية صنع السلام ولكن في جميع مجالات الحياة. عندما نناقش السلام، يجب أن ندرك أنه ليس مجرد غياب الحرب؛ بل إنه يستلزم أيضًا غياب الظلم، والذي يشمل التمييز ضد المرأة.
وأضافت توكل كرمان: هذا الافتقار إلى التمثيل في أدوار صنع السياسات هو السبب في أننا نرى النساء المهمشات في كل مكان وأصواتهن لا تسمع بشكل كافٍ رغم كفاحهن ضد الدكتاتورية والإرهاب والفساد والاستبداد.
وتابعت كرمان: ولضمان إشراك النساء في مفاوضات السلام الحقيقية، يتعين علينا أن نجعل طاولة المفاوضات عادلة وشاملة. وهذا يعني إشراك النساء المنخرطات حقا في النضال، بدلا من التعامل مع النساء باعتبارهن مجرد ديكور في هذه العملية.
وردا على سؤال عن كيف يمكن إيجاد "أنياب" للقرار 1325، قالت توكل كرمان: أعتقد أنه سؤال مهم للغاية. انظروا، لدينا مشكلة كبيرة للغاية وهي أن الأمم المتحدة نفسها بلا "أنياب". الآن كل التردي وكل الفوضى في العالم أحد الأسباب الرئيسية خلفه هو أن هذا الجسم الدولي ضعيف للغاية. ومجلس الأمن نفسه لا يقوم بعمله لحماية الناس في جميع أنحاء العالم، وحماية الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدان داخل الأمم المتحدة، بما في ذلك قرار 1325.
وتابعت كرمان: إذاً أين قرارات الأمم المتحدة بشكل عام الآن؟ عندما نتحدث عن القرار 1325، فهو يتعلق بالمشاركة والوقاية والحماية، لكننا لا نرى التزاماً بهذه المبادئ. هذا الإطار من المفترض أن يتوفر لكل امرأة في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك فإن الوضع ينهار عالميا.
وأضافت كرمان: على سبيل المثال، نحن النساء في اليمن، قمنا بعمل عظيم من خلال عملية بناء السلام. بدأ الأمر بالوقوف ضد الدكتاتور، لأن بناء السلام لا يتعلق فقط بالجلوس على طاولة، ووضع النساء على الطاولة، وإجراء الحوار، واتخاذ القرارات أو اتفاقيات السلام.
وأردفت كرمان قائلة: يبدأ الأمر بالوقوف ضد الظلم. هذا ما فعلناه في اليمن. لقد قمنا بعمل عظيم ضد الدكتاتور نفسه، لقد دفعناه إلى الاستقالة. بعد استقالته، أجرينا حوارًا وطنيًا رائعًا، وحوارًا دستوريًا رائعًا، وأنتجنا مسودة رائعة جدًا للدستور.
واستدركت كرمان قائلة: فجأة، انهار كل شيء بسبب انقلاب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، ونتيجة الحرب التي شنتها السعودية والإمارات. خلف هاتين القوتين - إيران من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى - هناك مجتمع دولي يدعمهما، يتمثل بالحكومات الغربية. لقد دعموا هذه الحرب بالوكالة الأمر الذي قوّض كل ما قمنا به؛ لأن هذه الدول لا تنطلق من القيم والمبادئ، بل تحركها مصالحها.
واستطردت كرمان قائلة: هذا ما نراه في مجلس الأمن واعضائه الخمسة الذين يتمتعون بحق الفيتو. لذا إذا أردنا تنفيذ القرار 1325، يتعين علينا إجراء إصلاحات في مجلس الأمن فيما يتعلق بحق الفيتو الذي يمنح الأعضاء الخمسة الحق المطلق في التحكم بالشعوب.
وقالت كرمان: نحن بحاجة إلى إصلاح حقيقي في الأمم المتحدة لإعطاء هذه الهيئة استراتيجية ملزمة، لإلزام هذه الدول بوقف أي نوع من الفظائع ضد شعوبها، وتنفيذ القرارات والمعاهدات التي توقع عليها.
وأشارت كرمان إلى ما تقوم به إسرائيل في فلسطين، حيث تدور رحى حرب وفظائع إسرائيلية حصدت 40 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، قائلة إنه لا يوجد عمل حقيقي أو التزام دولي ملزم لوقف هذا النوع من الإبادة الجماعية.
وتابعت كرمان: نفس الشيء الذي شهدناه من قبل في سوريا، شهدناه مع شعب الروهينجا. وبالتالي، لا يوجد التزام أو رغبة دولية حقيقية لوقف ذلك.