الأنشطة
قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن الاستبداد في السعودية يوظف ما يحدث في الحروب الأهلية كحجة لإرهاب المجتمعات وقمع تطلعاتها للتغيير الديمقراطي، مشيرة إلى أنهم يهددون شعوبهم بالفوضى التي شاركوا بكل إمكانياتهم لنشرها في دول الربيع العربي.
ورأت توكل كرمان في كلمة لها خلال مؤتمر المعارضة السعودية المعنون بـ"البحث عن الديمقراطية في المملكة العربية السعودية" الذي استضافته واشنطن، أن وحدة قوى المعارضة السعودية ستكون رد عملي على ما يدعيه النظام بأن سقوطه سيؤدي للفوضى.
وشددت كرمان على أن المعارضة السعودية وكفاحها للتغيير الديمقراطي ومن اجل الحرية ومن اجل الإصلاح السياسي لشعبها له تأثير واسع في المنطقة العربية ولدى شعوبها المتطلعة لبناء دولة القانون والديمقراطية.
وأشارت كرمان إلى أنه في السعودية كان بإمكان توجه إصلاحي أن يحظى بردود فعل إيجابية من مكونات المعارضة في الداخل والخارج، لكن جنون المستبدين سائد هناك، ويستقوي بفائض الثروات والمبيعات النفطية، على السعوديين، وعلى العرب الذين لعبت الفوائض المالية دورا مدمرا في تخريب بلدانهم، وتغذية حروب الثورات المضادة وتوطينها في بلدانهم.
وعبرت كرمان عن تمنياتها بالمزيد من التقارب وتوحيد المواقف والرؤى لجميع المكونات السعودية المعارضة، مؤكدة على أن توحيد الرؤى والخطاب والعمل المشترك هو السبيل الوحيد لتقديم بديل يحظى بثقة السعوديين ودعمهم.
كما عبرت كرمان عن تقديرها لشجاعة المعارضة السعودية في التمسك بمبادئها والنضال من اجلها في ظل اشتداد القمع والتهديدات والاعتقالات والتعذيب في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة أكثر من ذي قبل، رغم ادعاءات الانفتاح والتحديث التي حولها الحكم في السعودية إلى برنامج دعاية وعلاقات عامة لا يفرق كثيرا عن تعاقداته مع شركات الدعاية لتلميع صورته البائسة في الغرب.
وفيما يلي نص الكلمة:
الاخوة في المعارضة السعودية المحترمون، أحييكم مؤتمركم الباحث عن الديمقراطية في المملكة العربية وأحيي كافة انصاركم وحلفاءكم في الداخل والخارج،،
اسمحوا لي في البداية ان اقدر فيكم شجاعتكم في التمسك بمبادئكم والنضال من اجلها في ظل اشتداد القمع والتهديدات والاعتقالات والتعذيب في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة أكثر من ذي قبل، رغم ادعاءات الانفتاح والتحديث التي حولها الحكم في السعودية إلى برنامج دعاية وعلاقات عامة لا يفرق كثيرا عن تعاقداته مع شركات الدعاية لتلميع صورته البائسة في الغرب.
تعرفون بلدكم أكثر مني، تعرفون كيف كان متاحا نشر بعض الانتقادات في الصحف المحلية، وكيف اشتد القمع والاعتقالات والتعذيب في السنوات الأخيرة ، وكيف تم إغلاق جميع السبل الضئيلة المتبقية للمعارضة وأصحاب الرأي والشخصيات العامة المستقلة.
ان كفاحنا مشترك واحلامنا مشتركة. كل ما فعلته السعودية في البلدان العربية منذ ثورات 2011 يقع تحت عنوان واحد: محاولتها جعل العرب يكفرون بالتغيير والحرية والمساواة والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان.
برنامجهم هو مواجهة استحقاقات التغيير قبل ان تصل إليهم.
ربما نجحوا في تحويل أوطاننا إلى ساحات دامية وبلدان ممزقة، لكنه نجاح زائف ذلكم ان كفاحنا لنكون مواطنين أحرار في دول يحكمها القانون ونقررها بأنفسنا، هو كفاح حياة ولا تنازل عنه مهما كانت الآلام والتضحيات.
القبول بالرأي الآخر والإقرار بالتعدد السياسي والمعارضة هو الاعتراف بتعدد الرؤى، وأن لا أحد يمتلك الحقيقة.
وعندما نتحدث عن دولة فإن ذلك يضع أمامنا حق الشعب في تقرير مصيره. حق كل أفراد المجتمع وفئاته في المشاركة السياسية.
المواطنة والمساواة وحقوق الإنسان والحريات العامة؛ هي أعمدة الدولة الحديثة وغاياتها. لا حداثة بدون مواطنين أحرار يمتلكون قرارهم.
الحديث عن «المعارضة» هو الحديث عن مشروعية الاختلاف.
في السعودية كان بإمكان توجه إصلاحي أن يحظى بردود فعل إيجابية من مكونات المعارضة في الداخل والخارج، لكن جنون المستبدين سائد هناك، ويستقوي بفائض الثروات والمبيعات النفطية، على السعوديين، وعلى العرب الذين لعبت الفوائض المالية دورا مدمرا في تخريب بلدانهم، وتغذية حروب الثورات المضادة وتوطينها في بلدانهم.
أتمنى مزيدا من التقارب وتوحيد المواقف والرؤى لجميع المكونات السعودية المعارضة. توحيد الرؤى والخطاب والعمل المشترك هو السبيل الوحيد لتقديم بديل يحظى بثقة السعوديين ودعمهم. يوظف الاستبداد في السعودية وغيرها، ما يحدث في الحروب الأهلية كحجة لإرهاب المجتمعات وقمع تطلعاتها للتغيير الديمقراطي. يهددون شعوبهم بالفوضى التي شاركوا بكل إمكانياتهم لنشرها في دول الربيع العربي.
أرى أن وحدة قوى المعارضة السعودية ستكون رد عملي على ما يدعيه النظام بأن سقوطه سيؤدي للفوضى.
المعارضة السعودية وكفاحها للتغيير الديمقراطي ومن اجل الحرية ومن اجل الإصلاح السياسي لشعبها له تأثير واسع في المنطقة العربية ولدى شعوبها المتطلعة لبناء دولة القانون والديمقراطية.
لقد واجهت مجتمعاتنا في دول الربيع العربي ثورات مضادة، كانت في أحد أبعادها حربا إقليمية وعالمية، رأت في نجاح ثورات التغيير السلمية تهديدا للنظام العربي بكل فروعه المستبدة، وتهديدا للمصالح الدولية اللامشروعة المتحالفة مع حكام لا يمثلون شعوبهم، ولا يعبرون عن مصالحها.
إن ما يحدث في غزة من حرب إبادة قد كشف انهيار الأمن العربي وافتقاد الدول العربية للحد الأدنى من التضامن الإنساني مع إخواننا الفلسطينيين الذين يواجهون حرب إبادة وحشية سيحصد العرب كلهم نتائجها لا الفلسطينيين وحدهم. هذا الفراغ في الموقف العربي إعلان واضح عن فشل نظام سياسي عربي يقيم وجوده على الحرب ضد الشعوب العربية. هذه هي نتيجة حروبهم المضادة للتغيير: انهيار العرب، وانكشاف منطقتهم أمام إسرائيل وإيران والقوى الكبرى التي لا ترى في منطقتنا سوى فراغ كبير يستدعي من يملأه من خارجه.
المجد لكفاحكم العظيم من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة ودولة المواطنين.
أشد على أياديكم وأتمنى لكم التوفيق والنجاح في فعاليتكم هذه وكل كفاحاتكم للتعبير عن تطلعات شعبكم وتوقه للتغيير والحرية والكرامة والعدالة والمواطنة.