جاء ذلك خلال كلمتها لها بمناسبة الذكرى 61 لثورة 26 سبتمبر أوضحت فيها بأن ثورة سبتمبر قامت وأدرك الناس كم كانوا مظلومين ومحاصرين بقوانين مجحفة، وجبايات مهلكة، واستعلاء مقيت.
وأضافت توكل كرمان: مع مرور الوقت أُصيبت الذاكرة الوطنية بخلل كبير، لم تعد تلك النضالات العظيمة تعني شيئا أو تعني أحدا، وترافقت هذه الغفلة الكبيرة بانتهاج سياسات معادية لروح وقيم سبتمبر، مثل التوريث وتأبيد المناصب، واستضعاف الناس، والحرص على إشاعة الجهل للحصول على عدد كبير من الأتباع، ولم يكن كل ذلك سوى الجسر الذي سيعبر فوقه الإماميون الجدد؛ ممثلين بمليشيا الحوثي.
وتابعت كرمان: "من لم يعرف الإمامة عليه اليوم أن يشاهدها في جماعة الحوثيين، وظلمهم واستعلائهم على الشعب اليمني، وضراوتهم المعروفة تاريخيا في محاولتِهم إذلال شعبنا، وإفقاره وإعادته إلى عهود الظلام والعبودية التي تحرر منها بثورته السبتمبرية المجيدة"، مشيرة إلى أن "الحوثي اليوم يعيد التذكير بعهد أجداده، إنه يشرح بطريقة عملية كيف يفكر الإمامي، وكيف يحكم".
وأردفت كرمان قائلة: "لقد قدم الحوثي كل الأدلة التي تظهر قبح هذا المشروع، الذي دخل اليمن في غفلة من الزمن، وكان سببا أساسيا في تخلف بلادنا عن دول العالم، وفي تفكيكه".
واستطردت كرمان: "هذه الثورة، التي غيرت مجرى تاريخنا المعاصر، وأخرجت شعبنا من الظلمات إلى النور، ليست مجرد ثورة عابرة في تاريخنا"، مضيفة: "لقد كانت الجمهورية أهم إنجازات ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، ومثلت الجمهورية تعبيرا تاريخيا عن دولة اليمنيين، ومشروعهم الذي طال انتظاره".
ولفتت كرمان إلى أن "المواطنة وحكم الشعب والمساواة والعدالة هي أهداف اليمنيين ونظامهم الجمهوري"، مؤكدة أن "الإمامة هي الإذلال، والجمهورية هي الكرامة لكل يمني".
واكدت توكل كرمان أن الجمهورية هي رايتنا أمام هذا الاستعلاء الطائفي السلالي وهي الكرامة والمواطنة والمساواة والدولة الحديثة، مشددة على أن الجمهورية ليست ذكرى من الماضي، ولكنها مشروع للمستقبل، وعنوان حريتنا وكرامتنا.
وقالت كرمان: لا ينبغي أن نخاف من الحرية، لأن الخوف من الحرية يمنح الديكتاتور سلاحا إضافيا إلى جانب أسلحته من الحديدِ والبارود والمعتقلات، مضيفة: لا تصغوا للأصوات التي تخدم الاستبداد.
وأوضحت كرمان أن الإمامة تأتي دوما بالمحتلين والمستعمرين، وأنها عبر التاريخ كانت رديفا للمستعمر، والوجه الآخر له.
وأكدت كرمان أن الأقنعة تتكشف اليوم عن ما حذّرنا منه طوال سنواتِ الحرب، مِن توافق مصلحة جماعةِ الحوثيين ووجودِهم مع مصلحة المحتل السعودي - الإماراتي وأهدافه الخبيثة في اليمن.
وتابعت كرمان: ها هي اليوم الإمامة الحوثية تكرر التاريخ المأساوي بالتزامن مع الاحتلالِ السعودي - الإماراتي الذي يشاركها في حرب مدمرة طالت كل شيء في اليمن، ويشاركها الهدف المشتركَ لتمزيق اليمن بين كهف الإمامة وأطماع المحتلين الجدد.
وأشارت إلى أن النظام السعودي أضعف الجميع ليكون هو المحتل الآمر والمتحكم بالقرار اليمني ومصير اليمن.
وقالت كرمان"استولت السعودية، ومعها الإمارات، على القرار السيادي اليمني بتواطؤ من النخب العميلة لهم الذين أهانوا الشرعية، ومثلوا بها، وباعوها برخصهم وارتهانهم الدنيء للآمر السعودي - الإماراتي".
وتابعت كرمان: السعودية منذ تسع سنواتٍ لا عمل لها في اليمن سوى تمزيقِه وتشتيتِ قواه، والتصفيةِ التدريجيةِ للشرعية المرتهنة لها، مقابل تمكين جماعةِ الحوثيين شمالاً، والانفصاليين والفوضى واللا دولة جنوباً، وفرضِ وصايةِ الاحتلالِ عليه، وعلى الجزرِ والسواحلِ ومناطق الثرواتِ النفطية والغازية.
وأضافت كرمان: أكملت السعودية مؤامرتها، وتتفاوض نيابة عن اليمنيين لتقسيم اليمن، وتقاسمها مع الإمامة، وحليفِها الإيراني.
وأكدت كرمان أن من يفرطُ بسيادة اليمن وأراضيه وجزره وموانئه، لن يكون إلا خائنا لوطنه، أكان يتخذ ستار مواجهة العدوان، أو متدثرا بعنوان الشرعية.
وأشارت كرمان إلى أن الخائنُ لن يفلت من حكمِ الشعب مهما توهم أنه في منجى من تبعات خيانته لوطنه وشعبه، ولذلك يبقى قدر اليمنيين أن يواجهوهم معا مثلما فعل أجدادهم في ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر.
ورأت كرمان أن تحرير اليمن من انقلاب الحوثيين والاحتلال السعودي - الإماراتي لن يكون أمرا يسيرا، محذِّرة من ان الوضع في غاية الصعوبة.
وأضافت كرمان: أمامنا خياران، الخيار الأول الاستسلام للواقع المرير، وانتظار ما سوف يقرره لنا الخارج وملشياته وأدواته في الداخل، الخيارُ الثاني: هو رفض استلابِ القرارِ الوطني، والعمل على تشكيل تيارٍ شعبي وسياسي واجتماعي ضد أي صفقات تطيح بمكتسباته الوطنية، وفي مقدمتها الجمهورية والوحدة والديمقراطية.
وخاطبت الشعب في كل ربوع اليمن، وفي بلاد المهجر والاغتراب، بالقول: لا تصغوا لمن يبثون اليأس في نفوسكم، لا شك أنكم قادرون اليوم على تجاوز كلِ الصعوبات التي تعترض طريقكم، واحرصوا أن لا يتسرب اليأس إلى قلوبكم.
وأضافت كرمان: حافظوا على إيمانكم بأنفسكم، بوطنكم، بقدرتكم على التحدي، حافظوا على روح سبتمبر وأكتوبر ومايو وفبراير، حافظوا على هُويتكم اليمنية، وروحكم اليمنية، وسيكون النصر حليفكم.
وفيما يلي نص الخطاب:
السلام على سبتمبر وآل سبتمبر
السلام على ثورة ٢٦ سبتمبر وابطالها وشهدائها، وشهداء الحركة الوطنية، لا نفرق بين أحد منهم، سلام الله عليهم في الأولين والأخرين.
السلام عليكم إخواني واخواتي أينما كنتم في ربوع يمننا الحبيب وفي بلدان المهجر والاغتراب.
أحييكم جميعا شعبنا اليمني الأبي في الذكرىالواحدة والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة. يوم الانعتاق من حكم كهنوتي لا شبيه له ، يوم حطم الشعب اليمني غرور أحد أسوأ الأنظمة السياسية على مدار التاريخ، وأحدث تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية لا يستهان بها.
نعم، لم تأخذ تلك التحولات مداها، وأعيقت عملية التحديث لعوامل خارجية وداخلية، لكن ما تحقق يؤكد أن اليمن كانت تعيش في ظلمات بعضها فوق بعض، فما قبل ثورة ٢٦ سبتمبر كانت اليمن خارج خريطة العالم، وداخل أزمنة الجوع وأزمنة التخلف وأزمنة الظلم والجبروت والاستكبار.
ولولا ثورة ٢٦ سبتمبر ما أبصرت اليمن النور، ولكانت أشبه بمعتقل كبير، الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود. لقد حدثت المعجزة، الذين اعتقدوا أن اليمن جزء من ممتلكاتهم استيقظوا على ثورة شعبية لا مثيل لها، أعلن فيها الشعب أنه صاحب السلطة ومصدرها ، وأنه شعب أبي لا يقبل الذُل والهوان، ليحق الله الحق، ويزهق الباطل، إن الاباطيل لا تقوى على مقارعة الشعوب.
قامت الثورة وأدرك الناس كم كانوا مظلومين ومحاصرين بقوانين مجحفة وجبايات مهلكة واستعلاء مقيت، ومع مرور الوقت، اصيبت الذاكرة الوطنية بخلل كبير، لم تعد تلك النضالات العظيمة تعني شيئًا أو تعني أحد، وترافقت هذه الغفلة الكبيرة بانتهاج سياسات معادية لروح وقيم سبتمبر مثل التوريث وتأبيد المناصب واستضعاف الناس، والحرص على إشاعة الجهل للحصول على عدد كبير من الاتباع، ولم يكن كل ذلك، سوى الجسر الذي سيعبر فوقه "الإماميون الجدد" ممثلين بميليشيا الحوثي.
ومن لم يعرف الإمامة، عليه اليوم أن يشاهدها في جماعة الحوثيين وظلمهم واستعلائهم على الشعب اليمني وضراوتهم المعروفة تاريخيا في محاولتهم إذلال شعبنا وإفقاره وإعادته إلى عهود الظلام والعبودية التي تحرر منها بثورته السبتمبرية المجيدة.
الحوثي اليوم يعيد التذكير بعهد اجداده، أنه يشرح بطريقة عملية، كيف يفكر الإمامي، وكيف يحكم. لقد قدم الحوثي كل الأدلة التي تظهر قبح هذا المشروع الذي دخل اليمن في غفلة من الزمن، وكان سببا أساسيا في تخلف بلادنا عن دول العالم، وفي تفكيكه.
اليوم يحكم الحوثي بذات الطريقة، إشاعة الجهل، فرض الجبايات تحت لافتات لا تنتهِ، الاستيلاء على ممتلكات الناس دون وجه حق، حرمان الناس من رواتبهم ومن حرياتهم، قتل واعتقال وترهيب أي شخص لا يعلن ولاءه التام لهم، كل يوم يظهر الحوثي انه غير مكترث بمعاناة الناس، فالناس ومصالحهم أخر ما يفكر به.
الأخوة والاخوات الأعزاء والعزيزات..
أيها اليمنيون جميعا..
إن هذه الثورة التي غيرت مجرى تاريخنا المعاصر وأخرجت شعبنا من الظلمات إلى النور ليست مجرد ثورة عابرة في تاريخنا. لقد كانت الجمهورية اهم إنجازات ثورة السادس والعشريين من سبتمبر ، ومثلت الجمهورية تعبيراً تاريخياً عن دولة اليمنيين ومشروعهم الذي طال إنتظاره.
المواطنة وحكم الشعب والمساواة والعدالة هي أهداف اليمنيين ونظامهم الجمهوري.
الجمهورية طريق السلامة، وبدونها سوف تزيد أوجاعنا وماثمة غير الاستبداد والاستعباد وضياع الحقوف والحريات، وستبقى بلادنا في قضبة المليشيات والايديولوجيات الفاشية والاجرامية.
الإمامة هي العبودية، والجمهورية هي الحرية.
الإمامة هي الإذلال ، والجمهورية هي الكرامة لكل يمني.
الإمامة هي التمييز السلالي الطائفي ، والجمهورية هي المواطنة والمساواة.
الإمامة دولة الكهنوت ، والجمهورية دولة الشعب ، كل الشعب.
الإمامة هي الظلام والفقر والجهل والمرض، والجمهورية هي النور والتعليم المجاني والفرص المتساوية والحكومات الخاضعة للمراقبة والمحاسبة والتغيير والتبديل.
الجمهورية هي رايتنا أمام هذا الإستعلاء الطائفي السلالي. الجمهورية هي الكرامة والمواطنة والمساواة والدولة الحديثة.
الجمهورية ليست ذكرى من الماضي ولكنها مشروعاً للمستقبل ، وعنوان حريتنا وكرامتنا.
نحن شعب جمهوري، ينبغي أن نُحكم بواسطة نظام جمهوري ديمقراطي، يحترم قواعد العمل السياسي، ومبدأ التداول السلمي للسلطة، والانتخابات وحقوق الإنسان، وحق الناس في التعبير عن أنفسهم والدفاع عن خياراتهم السياسية والثقافية والدينية. نعم، لا ينبغي أن نخاف من الحرية، لأن الخوف من الحرية يمنح الديكتاتور سلاحا اضافيا الى جانب أسلحته من الحديد والبارود والمعتقلات، يود الديكتاتور لو يظل الناس يتشككون من كل شيء، لا تصغوا للأصوات التي تخدم الاستبداد من حيث تدري ومن حيث لا تدري.
الأخوة والاخوات الأعزاء والعزيزات ، أيها اليمنيون جميعا..
ما أصبح حقيقة لا تقبل الجدل، أن الإمامة تأتي دوماً بالمحتلين والمستعمرين، وأنها عبر التاريخ كانت رديفا للمستعمر والوجه الآخر له. وهاهي الإقنعة تتكشف اليوم عن ما حذرنا منه طوال سنوات الحرب ، من توافق مصلحة جماعة الحوثيين ووجودهم مع مصلحة المحتل السعودي الإماراتي وأهدافه الخبيثة في اليمن.
ها هي اليوم الإمامة الحوثية تكررالتاريخ المأساوي بالتزامن مع الاحتلال السعودي الإماراتي الذي يشاركها في حرب مدمرة طالت كل شيء في اليمن ويشاركها الهدف المشترك لتمزيق اليمن بين كهف الإمامة وأطماع المحتلين الجدد.
ألا ترون كيف يحتفلون بعد تسع سنوات من الحرب والدمار ، بينما اليمن ممزقة وسواحلها وموانئها وجنوبها تحت الإحتلال وخاضع لتحالف السعودية والإمارات الذي لطالما جعجعت بعدوانه هذه الجماعة ومارست كل صنوف الإنتهاكات ضد معارضيها بتهم موالاتهم للعدوان.
وهاهو النظام السعودي يقوم بالصفقات والاتفاقات السرية والعلنية مع جماعة الحوثيين وحليفهم الإيراني ، مطمئنا انه انهى دور الممثل الشرعي لليمن ، وشتت القوى ومزق الأرض بين أمراء الحرب ، وأضعف الجميع ليكون هو المحتل الآمر والمتحكم بالقرار اليمني ومصير اليمن.
لقد استولت السعودية ، ومعها الإمارات ،على القرار السيادي اليمني بتواطؤ من النخب العميلة لهم الذين أهانوا الشرعية ومثلوا بها وباعوها برخصهم وارتهانهم الدنيء للآمر السعودي الإماراتي
هذا التحالف الغادر هو من يتخذ أهم القرارات المصيرية حول اليمن مستخدما مجموعة من السياسيين اليمنيين ، أقل ما يقال عنهم أنهم عملاء باعوا وطنهم وساهموا في ما لحق باليمن من مهانة ومعاناة.
يجب علينا ان نتذكر دوماً أننا لم نكن معتدين ولم نتجنى على السعودية ولم نسعى لعداءها أبداً ، ولكن أسرتها الحاكمة هي من فعل ذلك وسعت إليه طوال تاريخنا الحديث. وهاهي اليوم ومنذ تسع سنوات لا عمل لها في اليمن سوى تمزيقه وتشتيت قواه ، والتصفية التدريجية للشرعية المرتهنة لها ، مقابل تمكين جماعة الحوثيين شمالاً ، والإنفصاليين والفوضى واللادولة جنوباً ، وفرض وصاية الإحتلال عليه وعلى الجزر والسواحل ومناطق الثروات النفطية والغازية.
إن المملكة العربية السعودية دولة عربية جارة لليمن ، ولم يكن اليمنييون في يوم ما متجنين عليها أو ميالين إلى عدائها. بالعكس من ذلك ساهم اليمنييون في بناء المملكة ، وكانوا دوما يحفظون حق الجار ويسعون لتحسين العلاقات مع المملكة وإزالة العوائق والحواجز بين البلدين ، وبناء علاقات إيجابية بناءة بين الشعبين والدولتين. لكن ، وللأسف ، تثبت المملكة السعودية بإستمرار تمسكها بالعداء لليمن وسعيها المستمر لإلحاق الضرر به دولة وشعباً وأرضاً ووجوداً.
لا تصدقوا دعاياتهم الكاذبة التي تلقي باللائمة على شريكهم الإماراتي في تمزيق اليمن وتمكين الحوثيين وانشاء الميليشات الإنفصالية في الجنوب وتمكينها وإحلالها مكان الشرعية.
السعودية هي من أدار الحرب ضد اليمن من بدايتها إلى نهايتها. حرب الميليشات الحوثية والإنفصالية. حرب القصف والتدمير للبنية التحتية وكل ما في اليمن من مدن وجيش وآثار وكل شيء طالته صواريخهم وطائراتهم. وهي من أدار حرب التمزيق والحصار والتجويع وكل صنوف الجرائم التي شهدها اليمن في السنوات التسع الماضية.
هذه حقائق التاريخ ، ومن تعمد عدم رؤيتها بالأمس ، لن يكون قادراً على تجاهلها اليوم وقد أكملت السعودية مؤامرتها وتتفاوض نيابةً عن اليمنيين لتقسيم اليمن وتقاسمها مع الإمامة ، وحليفها الإيراني.
إن التاريخ لا يرحم. ومن يفرط بسيادة اليمن وإراضيه وجزره وموانئة ، لن يكون إلا خائناً لوطنه ، أكان يتخذ ستار مواجهة العدوان ، أو متدثراً بعنوان الشرعية. لن يفلت الخائن من حكم الشعب مهما توهم أنه في منجى من تبعات خيانته لوطنه وشعبه.
ولذلك يبقى قدر اليمنيين أن يواجهوهم معاً مثلما فعل أجدادهم في ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر.
واحدية المصير اليمني في مواجهة الإمامة الحوثية والاحتلال الخارجي هي خيارنا الوطني، خيار التمسك بالدولة اليمنية، دولة الجمهورية اليمنية منجز اليمنيين الأكبر في تاريخهم الحديث.
أيها اليمنيون الأحرار رجالاً ونساءً..
لا أحد يمكنه أن يدعي أن تحرير اليمن من انقلاب الحوثيين والاحتلال السعودي والاماراتي سيكون أمرًا يسيرا. الوضع في غاية الصعوبة، لكن امامنا خياران، الخيار الاول الاستسلام للواقع المرير، وانتظار ما سوف يقرره لنا الخارج وميلشياتها وادواتها في الداخل، الخيار الثاني: هو رفض استلاب القرار الوطني، والعمل على تشكيل تيار شعبي وسياسي واجتماعي ضد أي صفقات تطيح بمكتسباته الوطنية وفي مقدمتها الجمهورية والوحدة والديمقراطية. لا ينبغي أن تستهينوا بأنفسكم ورفضكم، ونضالاتكم مهما كانت صغيرة. ما يبدأ صغيرا سوف يكبر يوما، وبلادنا ليست أرضا بلا صاحب، حتى تتعارك عليها الدول، بينما نحن نكتفي بالصمت أو الفرجة. هذا معيب، ولا يليق. كل شخص منا، يعمل ما يقدر عليه، المهم أن يعمل.
أيها الشعب اليمني العظيم .. في كل ربوع اليمن ، وفي بلاد المهجر والاغتراب..
انتماءنا للجمهورية واليمن ولقيم الإنسانية وعصرنا وعالمنا وتطلعاتنا وإيماننا بقيم العدالة والكرامة والحرية ودولة القانون
أكبر من أن تبددها أوهام الإمامة الحوثية، والإحتلال والوصاية السعودية الإماراتية.
التحديات كبيرة ولكنها مؤقتة وزائلة. الآلام كبيرة ولكنها ليست النهاية.
لا تصغوا لمن يبثون اليأس في نفوسكم، لا شك أنكم قادرون اليوم على تجاوز كل الصعوبات التي تعترض طريقكم.
على مر التاريخ كنتم أقوى من المحن والشدائد،كل التحولات في التاريخ حدثت بالحلم والحماس والإيمان بالقضايا العادلة. التاريخ يتغير بإرادة البشر وليس بالإستسلام والإقرار بالأمر الواقع.
احرصوا ألا يتسرب اليأس إلى قلوبكم مهما كان حجم المؤامرات والخيانات والانكسارات والخيبات، تذكروا وبكل فخر، أنكم في نهاية الأمر يمنيون، أصحاب الأرض، الشعوب لا تموت إلا إذا قررت هي ذلك، تذكروا أن عمر المتسلطين قصير، وسوف تمر هذه المحنة، ونستعيد بلدنا وجمهوريتنا وقرارنا الذي صادرته السعودية والامارات وإيران.
حافظوا على أيمانكم بأنفسكم، بوطنكم، بقدرتكم على التحدي، حافظوا على روح سبتمبر وأكتوبر ومايو وفبراير ، حافظوا على هويتكم اليمنية، وروحكم اليمنية، وسيكون النصر حليفكم.
أقول ذلك، لأن شعبنا اليمني لطالما عبّر عن نفسه في أحلك الظروف، واستطاع أن يرد الصاع صاعين للذين استباحوه. إنني متأكدة من أن هذا الواقع الأليم ليس نهاية الحكاية، كما يحاول البعض إيهامنا بذلك، نهاية الحكاية عندما ينتصر شعبنا وتعود بلدنا حرة ديمقراطية ذات سيادة كاملة غير منقوصة على كل ترابنا الوطني الكبير، وإنه لقريب مهما ظن البعض أنه بعيد أو بعيد جدا.
المجد لليمن وشعبها العظيم في يوم السادس والعشرين من سبتمبر، يوم حرية اليمنيين وكرامتهم ، يوم الوطن ، ويوم اليمن
المجد لثورة السادس والعشرين من سبتمبر والخلود لشهدائها الأبرار
المجد لسبتمبر وأكتوبر ومايو ، ثوابت الجمهورية اليمنية ، كياننا الوطني الكبير
والسلام عليكم ورحمة الله