الأنشطة
شاركت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، كمتحدثة رئيسية في ندوة دولية بعنوان "مستقبل البشرية" نظمتها الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك (UNAM) خلال الفترة من 24 - 28 أبريل 2023.
وقالت توكل كرمان في كلمتها إنه مع انفجار الحرب في أوكرانيا بعد الغزو الروسي أعيد ترتيب جدول التحديات التي تواجه البشرية ومستقبل البشر ، فقد قفزت مخاطر الحرب العالمية النووية إلى المقدمة مع تصاعد الصراع والحرب والتوتر الناتج عنها بين روسيا وحلف الناتو ، وبجانبها التوترات في تايوان والصين ، وهي صراعات تنعكس على العالم كله وترفع من سخونة الصراعات في مناطق عديدة في العالم تتأثر بسخونة التوتر بين الدول الكبرى والصراعات فيما بينها.
وأشارت كرمان إلى أن مخاطر الصدام بين الدول الكبرى ليست الخطر الوحيد الناتج عن الحرب الناتجة عن الغزو الروسي لدولة أوكرانيا. مع بدء الحرب هناك كانت هناك أزمة اقتصادية عالمية نتجت عن متوالية من أزمات الطاقة والغذاء واللاجئين عمت أوروبا والعالم كله.
وأضافت كرمان: هذا الوضع المتفحر عالمياً أعاد ترتيب الأولويات والتحديات أمام الجميع ، الدول والمنضمات الحقوقية والمدنية ومراكز الدراسات والبحوث والجامعات والمهتمين بمستقبل البشرية والتحديات التي تواجهها. ان تصاعد الحروب والصراعات العنيفة ينذر البشرية بارتداد واسع عن الديمقراطية وحقوق الانسان ، وسوف اركز حديثي على هذه المخاطر المتعلقة بالحريات والديمقراطية وحقوق الانسان.
ولفتت كرمان إلى أن الحديث عن مستقبل البشرية يقودنا الى استشراف افاق مستقبل الديمقراطية وحقوق الإنسان ومكتسبات الدولة الحديثة التي راكمتها عبر نضالات استمرت عشرات بل ومئات السنين عانت فيها المجتمعات من الظلم والقهر والاستبداد وقدمت تضحيات مهولة قبل ان تحقق للانتقالات التي أدت الى بناء الدول الحديثة على أسس تحترم مواطنيها وتخضع لإرادتهم وتسهر على حمايتهم وتقوم مؤسساتها وقوانينها على إحترام حقوق الانسان الاساسية والعدالة والإنصاف والمساواة والإحتكام لسلطة القانون وموجباته النافذة على الجميع.
واعتبرت كرمان أن خذلان الغرب الديمقراطي للربيع العربي كان بداية للتوجهات العالمية التي تتراجع فيها الديمقراطية وحقوق الانسان، مفسحةً المجال لصراعات من نوع مختلف تهدد بإعادة البشرية إلى عصور الظلام ، بل وتهدد بتدمير الحضارة الإنسانية برمتها بحرب نووية.
وقالت كرمان: أي توجهات تدعم التحولات الديمقراطية كان يفترض أن تكون معنا في الربيع العربي، لا أن تكون أسيرة للمخاوف، مضيفة: بإمكان دول الغرب الديمقراطي أن تضمن مصالحها في شرق أوسط ديمقراطي. هذا ممكن ومتاح. هذا سؤال جوهري: هل تعتمد مصالح دول الغرب في منطقتنا على وجود أنظمة إستبدادية وديكتاتوريات معادية لشعوبها ، وميليشيات وحروب مستدامة؟
وأكدت كرمان أن العالم يمر بمرحلة فارقة تشهد حالة إرتداد عالمي غير مسبوق عن قيم التعايش والتآخي والديمقراطية وحقوق الإنسان ومجمل منظومة القيم الإنسانية التي بقيت هاجساً للبشرية عبر مئات السنين حتى تمكنت من بلورتها في منظومتها الحقوقية والقانونية منتصف القرن الماضي بعد حربين عالميتين داميتين أهلكت عشرات الملايين من البشر.
وافادت كرمان أن الردة العالمية بإتجاه الحروب والعنصرية والكراهية والنزعات العرقية المتطرفة ، تأتي كلها إمتداداً للردة المدعومة عالمياً في المنطقة العربية التي مثلتها الثورات المضادة للربيع العربي.
كما أكدت كرمان أن الفاشية مهزومة وستسقط في مزبلة التاريخ ، مهما كانت الأثمان التي تفرضها على البشرية من قتل وترويع وخراب. ان قيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ستبقى ما بقي البشر على وجه الأرض، وسوف تنتهي الفاشيات الجديدة كما انتهت سابقاتها.
لقراءة الكلمة كاملة اضغط (هنــــــــا)