كلمات
كلمة توكل كرمان بمناسبة الذكرى 60 لثورة 26 سبتمبر
السلام على سبتمبر.. وآل سبتمبر.. السلام على تاريخنا الناصع بالبطولات.. السلام على من آمن باليمن بلدا موحدا.. السلام على من عاش ومات جمهوريا ولم يفرط او يبدل تبديلاً..
السلام عليكم اخواني واخواتي في ربوع اليمن الحبيب وفي بلدان المهجر والاغتراب.. احييكم جميعا.. شعبنا اليمني الابي في الذكرى الستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة.. ذكرى اليوم الخالد.. ذكرى الانعتاق من الامامة المظلمة.. يوم الشعب.. يوم من الدهر لم تصنع اشعته شمس الضحى بل صنعه اليمنيون الاحرار بإعلانهم قيام الجمهورية..
قبل 60 عاما اشرقت شمس الحرية على اليمن البلد الذي عانى طويلا من نظام امامي بغيض لم يكن له مثيل في العالم؛ الفقر والتجويع والإرهاب كانت سياسات ذلك الحكم البائد وكان الحديث عن المساواة او العدالة ضرباً من الجنون بل كان يعد ذلك بمثابة جريمة لا تغتفر. لا يوجد يمني لا يعترف بفضل ثورة 26 سبتمبر الخالدة وقداستها.. انها ثورتنا الأم ثورة كل اليمنيين مهما اختلفت توجهاتهم السياسية ومشاربهم الفكرية.
لقد تجلت عظمة سبتمبر في سمو اهدافها ونقاء ابطالها وصمود رجالها.. فحازت مكانة كبيرة في القلوب لا يضاهيها اي مكان. لقد أزاحت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عن كاهل اليمنيين عهودا ثقيلة من التخلف والعزلة والمظالم.. لذلك لن تفلح أي محاولات للنيل من هذه الثورة العظيمة ومن كبريائها.
لقد جسدت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ميلاد اليمن الجديد. ومثلما كانت ميلاداً لليمن الجديد فهي اليوم منارة نهتدي بها في وجه الامامة الحوثية الحالمة باستعباد اليمنيين وقهرهم واعادة الحكم الامامي على انقاض اليمن المثخن بجراحها.
وفي مواجهة التحالف الغادر الطامح باحتلال سواحل اليمن وجزره والوصاية على سيادته وقراره عبر أدواته ومرتزقته، لقد كانت الامامة وماتزال عنواناً للطائفية والعنصرية والحروب والمآسي والنكبات والجهالات والامراض والمجاعات وكل الرزايا التي حلت باليمن، و ها هي تحاول العودة اليوم من جديد وتستجلب معها الموت والهلاك والحروب والاحتلال والدمار.
ومثلما كانت الامامة في شمال اليمن هي الوجه الاخر للاستعمار البريطاني في جنوبه، ها هي اليوم الامامة الحوثية تكرر التاريخ المأساوي بالتزامن مع الاحتلال السعودي الاماراتي الذي يشاركها في حرب مدمرة طالت كل شيء في اليمن ويشاركها في الهدف المشترك لتمزيق اليمن بين كهف الامامة واطماع المحتلين الجدد.
ما أصبح حقيقة لا تقبل الجديد ان الامامة تأتي دوما بالمحتلين والمستعمرين ولذلك يبقى قدر اليمنيين ان يواجهوهما معاً مثلما فعل صناع اليمن الجديد بثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر، واحدية المصير اليمني في مواجهة الامامة الحوثية والاحتلال الخارجي هي خيارنا الوطني، خيار التمسك بالدولة اليمنية، دولة الجمهورية اليمنية هي منجز اليمنيين الاكبر في تاريخهم اليمني الحديث.
ان احتفاءنا بالذكرى الستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد هو احتفاء بالحرية والمواطنة والجمهورية، التي أخرجت شعبنا من الظلمات إلى النور، ان احتفالنا بالذكرى الستين لثورة سبتمبر واعلان الجمهورية يلهمنا القوة والعزيمة ويستنهض قوة شعبنا لمواجهة التحديات التي تواجه بلدنا.
ان ذكرى ثورة سبتمبر المجيد ينبغي ان تستنهض همم اليمنيين الاحرار ليكونوا ممثلين لمعاناة شعبنا وقضيته، قضية استعادة الدولة اليمنية ومواجهة الامامة المنبعثة من قبرها، وداعمها المذهبي الطائفي الايراني، والوقوف في وجه المؤامرة السعودية الاماراتية المستهدفة لبلدنا وشعبنا.
أيها اليمنيون الاحرار رجالا ونساء.. أنتم ابناء امة يمنية عظيمة ووطن واحد لم تستطع الامامة ولا الاستعمار البريطاني تجزئته، واحدية المصير اليمني راسخة رسوخ هذا الشعب شامخة شموخ جباله العالية. إن اعداء شعبنا يعملون اليوم لتمزيق يمننا العظيم وتشجيع الميليشيات العنصرية والمذهبية والانفصالية والارهابية، ليسهل لهم الهيمنة على يمننا وشعبنا والعبث بثروات اليمن وجزره وسواحله ومقدراته ومكتسباته الوطنية.
في مواجهة هذه التحديات لا ملاذ لنا بعد الله الا الاعتصام بحبل ثوابتنا الوطنية وثوراتنا سبتمبر واكتوبر. لا ضمانة لنا سوى ان نتمسك بمنجزات شعبنا وثوابته الوطنية التي كانت حصاداً لنضال أجيال من رواد الحركة الوطنية اليمنية والتي شكلت الثورة السبتمبرية ركنها الاول ولطالما هنالك من يسعى لاستعباد الناس وحكمهم بالغصب والادعاء بالتميز عن الاخرين فسوف يكون هناك ثورات ومكافحون من اجل الحرية والكرامة والمواطنة والمساواة.
ان وعينا بعظمة السادس والعشرين من سبتمبر يمكننا من الانتصار لليمن كل اليمن ويجنب شعبنا التناحرات المذهبية والمناطقية والطائفية والعنصرية والقبلية.
ان أكثر شيء يثير الغضب والحزن معاً ليس هذا التآمر الذي يستهدف وجودنا وليست هذه المجموعات المسلحة التي توغل في دماء اليمنيين وابتزازهم تحت رعاية الرياض وابوظبي وطهران لكن ما يثير الغضب والحزن والرعب ايضاً هو قبولنا بدور المتفرج وكأن الأمر لا يعنينا إننا نملك ان نقول لا نملك ان نفضح المعتدي والقول إنه لا يمثلنا. إننا نراهن على شعبنا اليمني لا على النخب الفاشلة والخائنة لقد اثبتت الاحداث المتلاحقة ان التكوينات الحزبية والنخب الحاكمة والمعارضة كانت للأسف مثالا للفشل والخيانة والهزيمة والارتهان.
اننا نراهن على شعبنا اليمني العظيم لا على النخب الخائنة التي وصلت رحلة عقمها التاريخي إلى أقصى آمالها وهي الارتماء في احضان اللجنة الخاصة السعودية، عملاء مرتزقة للمملكة التي تخوض حرباً مستمرة ضد اليمن منذ اليوم التالي لثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962، لكننا نحن الشعب اليمني نملك الحق في مقاومة العبث الذي طال بلدنا، نملك ان نثق بأنفسنا وهذه أول خطوات استعادة الدولة وليس انتظار الفرج من الخارج ومن ميليشيات او من حكومات جاءت لتفرق وللبحث عن مصالحها وحسب.
ليسوا سادة ولسنا عبيد.. لن يرضخ شعبنا للاحتلال السعودي الامارات ولا للاستبداد الكهنوتي الامامي وادعاءاته بالاصطفاء الالهي. نحن اليمنيون نحن اصحاب الارض نحن من يملك القرار والدولة والحكم والسيادة، هذا حقنا، حقنا ان نكون احراراً لا عبيداً، حقنا ان نقرر مصيرنا بأيدينا لا أن نترك أعداءنا من يقررون، نحن يمنيون وبلادنا قبل الدين والمذهب والطائفة والشطر والمنطقة والقبيلة.
إن الوعي الذي شكلته ثورة السادس والعشرين من سبتمبر لدى أجيال من اليمنيين سيكون شعلة تضيء لنا الطريق وتجنبنا التيه والضلال وهي من ستحقق لنا النصر وسنوقف هذا الانقلاب الحوثي الفاشي، وهذا الاحتلال السعودي الاماراتي البغيض، هذه الحرب على اليمنين يجب ان تتوقف، وسيعمل اليمنيون على ان تتوقف هذه الحرب بطريقة عادلة، والعدل الذي نراه هو يتجلى في الا تتضرر مصالح اليمنيين ارضاء للميليشيات او للدول التي ترى اليمن مجرد بلد للمساومات ومنطقة لزيادة النفوذ.
إننا مع السلام وضد الحرب ولكن السلام ليس الاستسلام للظلم والقهر. السلام كما يراه السبتمبريون المناضلون من اجل الحرية والعدالة والاستقرار القائم على العدالة والمساواة والمواطنة ودولة القانون، وهو بالنسبة للميليشيات والاحتلال رضوخ المجتمع لجبروته وتسليمه بظلمهم بقدر لا فكاك منه ولا نجاة منه الا بالاستسلام لهم.
ان السلام الذي يتأسس على خضوع المقهورين ليس سلاماً وإنما حرباً يومية لايخمد أوارها إذ أنها تسحق آدمية البشر كل يوم وكل ساعة وكل ثانية.
من هنا فاننا عندما نرفع أصواتنا من اجل ايقاف الحرب التي دمرت بلادنا فان مطلبنا هذا هو في الوقت نفسه مطلبنا لإعادة الدولة وفقاً للمرجعيات الثلاث، وليس منح الميليشيات صك الشرعية لاستمرار سيطرتها وتجبرها، وليس منح صك شرعية لأطماع ايران والسعودية والامارات لحصد نتائج حربهم ضد شعبنا وبلدنا والسيطرة على قراره ومقدراته، هذا هو السلام ودون ذلك سيكون معناه استمرار حرب دائمة على بلدنا وشعبنا ووجودنا.
أيها اليمنيون الاحرار في كل أرجاء اليمن وفي بلدان المهجر والاغتراب..
أتحدث إليكم اليوم لان من المهم ان نتحدث. نتحدث جميعاً بصوت وطني حقيقي وليكون واضحاً لا أحد يملك الشرعية الحقيقية اليوم. نعم لا أحد يملك شرعية تمثيل اليمن من يمثل اليمن واليمنيين ينبغي ألا يكون أداة لمحتل خارجي سعودي، إماراتي، إيراني أو أيا كان، من يمثل اليمن واليمنيين يجب أن يسعى لوقف الانقلاب والحرب معاً، ويلتفت لمعاناة اليمنيين الذين يعانون منذ ثمان سنوات من انقطاع الخدمات الأساسية، وانقطاع الرواتب ومن تدمير مؤسساتهم المدنية والعسكرية ومن جعل بلادهم ورقة تفاوضية بيد الخارج هنا او هناك.
ما يقوم به الحوثي سوف يرتد عليه، لم تسعى جماعة للسيطرة على اليمن ونجحت ما يقوم به خصومه أدوات السعودية والامارات من تفريط لكل مقدرات البلاد وسيادته لن يدوم وليس عملاً يتم التفاخر به، فلتثبوا أنكم يمنيون حقيقيون وتنازلوا من اجل اليمن من اجل بلد يتسع للجميع ولا يوجد صيغة افضل من جمهورية ديمقراطية تحترم حقوق الانسان وحريات الناس، أي صيغة أخرى هي دولة فيد وسرقات وارتزاق وقتلة وهو ما لن يدوم ولو حرصتم.
ختاما.. أنا مثلكم لدي ثقة لا تتزحزح بان هذا الليل له آخر وأن هذا الليل سوف ينجلي وأن الغد سوف يحمل أخباراً سارة، هذا البلد هو بلد المفاجآت وما خلق اليمن إلا ليبقى مرفوع الهامة موفور الكرامة، كونوا جنودا للجمهورية ولن تغلبوا..
دمتم جميعاً أحراراً جمهوريين ومكافحين أشداء من أجل الحرية والكرامة والعدالة والمواطنة..
المجد والخلود لشهداء ثورة ا لسادس والعشرين من سبتمبر المجيدة..
المجد لليمن الكبير والعصي على الكسر..
المجد للشعب اليمني العظيم..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للاستماع إلى الكلمة اضغط (هنـــــــــا)