اصداء
أكاديمي بريطاني: السعودية تقف وراء حملة لتشويه توكل كرمان
لندن - عربي 21: كشف أكاديمي بريطاني عن وقوف المملكة العربية السعودية وراء حملة وصفها بالممنهجة والمنظمة، للتحريض ضد الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، وذلك عقب اختيار الأخيرة عضوا بمجلس "حكماء فيسبوك" للإشراف على محتوى موقع التواصل الاجتماعي.
وقال الأكاديمي مارك أوين جونز، وهو متخصص في العلوم الإنسانية الرقمية، وفي الدراسات الشرق أوسطية، إن حملة "خلافة فيسبوك" التي تم تدشينها عبر وسم على موقع "تويتر" بعنوان "خلافة فيسبوك" Facebookcaliphate، مدعومة في مجملها من السعودية، وفق قوله.
ووسم "خلافة فيسبوك" تهدف من خلاله الحسابات التي غزت عليه للزعم بأن توكل كرمان تدعو لعودة "الخلافة الإسلامية"، وأنها ستمثل تلك الخلافة في مجلس "حكماء فيسبوك"، مُوجهين اتهامات للناشطة اليمينة البارزة بـ "الإرهاب والتطرف"، بحسب زعمهم.
وقال جونز، الأحد، في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع "تويتر"، أرفقها بتحليل مدعم بالأرقام والرسومات التوضيحية: "أكثر ما يلفت الانتباه في هذا الوسم هو عدد الحسابات الوهمية التي تغرد في هذه الحملة"، منوها إلى أن وسائل الإعلام التقليدية السعودية تنقل عن بعض تلك الحسابات "المزيفة" باعتبارها مصدرا موثوقا.
وأشار إلى أنه قام بتحميل "حوالي 17000 تغريدة (منها تفاعلات) من حوالي 10000 حساب مختلف يستخدمون وسم خلافة فيسبوك #Facebookcaliphate. ومن هذه الحسابات، أشك في أن 2000 حساب على الأقل يعملون كدمى أو ذباب إلكتروني"، مؤكدا أن "هذا سلوك منسق ومنظم وممنهج، لكنه غير حقيقي ولا يمثل الواقع".
وأردف: "عند التعمق في البحث في هذه الحسابات، نلاحظ أن كل الـ 2000 حساب المشكوك في أمرهم غردوا حوالي 200 مرة. وأيضا ما يمكنكم ملاحظته من خلال الرسم البياني، أن معظمهم من الرياض أو السعودية بشكل واضح ومرتب بشكل غير عشوائي منظم"، مضيفا: "عند تغيير حجم النقاط بحسب عدد التغريدات، يمكننا ملاحظة أنها مجموعة تغرد بشكل مكرر جدا (spam)، مما يعني تغريدات مدفوعة".
ووفقا للرسوم البيانية التي أرفقها جونز، يؤكد أن من بين الملاحظات التي رصدها وجود "مجموعتين بارزتين تعملان بشكل غريب، لا علاقة لهما بالمحادثة الأصلية الخاصة بوسم (خلافة فيسبوك)".
وتابع جونز: "عندما نرتب الحسابات حسب تواريخ إنشائها، سنرى تصاعدا كبيرا بين شهري مايو وأغسطس 2019. والخطان الملونان في التصاعد، يمثلان نفس المجموعتين المنفصلتين في الرسم البياني السابق. وهكذا حصلنا على تطابق".
ورأى أن هناك أمرا مثيرا للاهتمام، وهو عندما أجرى بحثا في عينة من 31000 حساب بموقع تويتر من الذين كانوا يغردون في "الحملة الكاذبة التي ادعت انقلابا في قطر في الرابع من مايو، كانت بعض تلك الحسابات هي المشاركة في الحملة ضد توكل كرمان"، مستدركا: "منذ ذلك التاريخ وإلى اليوم، تم حذف أو إيقاف أو تغيير 1100 حساب منهم".
واختتم الأكاديمي البريطاني بقوله؛ إنه "فقط يشير إلى حملة صبيانية يتم الترويج لها بشكل مصطنع، وهي مثال واضح لكيفية التلاعب بالمنصات".
وقبل أيام، كشفت توكل كرمان، الاثنين، عن تعرضها لحملة تحريض وتنمر واسعة من الإعلام السعودي وحلفائه، فيما تدين منظمة الحملة ضدها.
وقالت كرمان، في تغريدة عبر حسابها في "تويتر": "أتعرض لتنمر واسع وتحريض فظيع من قبل الإعلام السعودي الموجه وحلفائه".
وتابعت: "المهم أن أسلم من المنشار الذي قُطعت به جثة المرحوم جمال خاشقجي، أنا ذاهبة إلى تركيا"، مؤكدة أن "هذا بلاغ للرأي العام العالمي".
ومطلع شهر أبريل الماضي، حذفت شركة "تويتر" الأميركية شبكة مكونة من 5 آلاف و350 حسابا مرتبطا بالسعودية، وتعمل من مصر والإمارات، وذلك لانتهاكها سياسة النشر لديها، في إشارة إلى ما يُعرف بـ "الذباب الإلكتروني"، لافتة إلى أن "الحسابات المحذوفة كان من شأنها تضخيم المحتوى الذي يشيد بالقيادة السعودية، وضخ رسائل تنتقد نشاط قطر وتركيا في اليمن".
كما في ديسمبر الماضي، بعد أسابيع من توجيه السلطات الأمريكية اتهامات بالتجسس لثلاثة سعوديين لوصولهم إلى بيانات شخصية لمعارضين على تويتر، أعلنت الشركة أنها حذفت نحو ستة آلاف حساب كانت جزءا من عملية معلوماتية مدعومة من أحد البلدان وصادرة من السعودية.
وأيضا، في سبتمبر 2019، أغلقت "تويتر" آلاف الحسابات المؤيدة للسعودية في مصر والإمارات؛ لنشرها أخبارا كاذبة ومزيفة ومضللة للرأي العام، خصوصا ما يتعلق بالحرب في اليمن، والأزمة مع قطر، والنزاع مع إيران، فضلا عن تضخيم الرسائل المؤيدة للسعودية في شكل مصطنع كجزء من حرب الدعاية الإقليمية.
لقراءة الموضوع في موقع عربي 21 اضغط (هنـــــــا)