اصداء
توكل كرمان، نوبلية الربيع العربي
بقلم: فرانسوا اكسافييه تريجان
هذه الشابة اليمنية هي امرأة إسلامية، تعد رمزا للنضال ضد نظام الرئيس صالح.الحائزة على جائزة نوبل للسلام تبلغ من العمر 32 عامًا تعيش في خيمة يحيط بها عشرات الآلاف من الثوار. كان الوقت يقارب الظهيرة في يوم الجمعة 7 أكتوبر. أثناء ما كانت تستمتع بلحظة راحة برفقة زوجها، علمت توكل كرمان من خلال مكالمة هاتفية أنها فازت بجائزة اللجنة السويدية المرموقة.
تقول الناشطة الشابة وهي مندهشة «لكنني لم أكن أعرف حتى أنني مرشحة!»، بينما يحاول مجموعة من المصورين والكاميرات التقاط وجه الشخصية المرموقة للحركة الثورية التي هزت اليمن منذ ثمانية أشهر.
أخبرها بفوزها الصحفي عبد الله غراب، صديقها، ومراسل قناة بي بي سي الذي تعرض هو أيضا للتهديد والهجوم المتكرر من قبل الموالين للنظام.
يقول الصحفي "في البداية ظنت أنها تحصل على جائزة من صحيفة أميركية." كان الوقت وقت الظهيرة، وكان المتظاهرون، مثل كل يوم جمعة، يستعدون لصلاة الجمعة في شارع الستين، الشارع المجاور لمنزل قائدة الثورة، في صنعاء، حيث انتشر خبر فوزها فجأة في ساحة التغيير بأكملها.
مساعدة الثورة
كرر العشرات من المتظاهرين الذين يحاولون الاقتراب من الحائزة على الجائزة قولهم لها "أنتِ تستحقينها!". "بالنسبة إلى مهيب البالغ من العمر 20 عامًا، يقول "يمكن لهذه الجائزة أن تساعد الثورة"، وهذه "ثورة تعتبر توكل هي قلبها" في المعنى الحرفي والمجازي.
تعتبر ساحة التغيير وخيمة توكل، ذات التقنية المتطورة والمرتبة بأناقة، مكانًا للراحة والعمل حيث يقوم زوجها المتواجد في رواق الخيمة، بترتيب طلبات المقابلات والعديد من الطلبات. في الوقت نفسه، تجيب توكل على مكالمتين هاتفيتين: تتناوب بالرد بطلاقة مع الإجابات باللغة العربية والإنجليزية، وتبحث من وقت لآخر، عن كلمة: "كيف تقول إنه انتصار بالفعل باللغة الإنجليزية؟" رسالتها بسيطة تلخصها بقولها "هذا انتصار للمرأة اليمنية وللثورة وسلميتها. ستجعلنا هذه الجائزة جميعًا أقوى" قبل أن تهدي جائزة نوبل "لجميع ثوار العالم العربي وجميع نساء العالم العربي"، تقول: "هذه الجائزة تعد أيضًا تحذيرا لجميع الطغاة" وتردف بقولها أن الطغاة سيتعين عليهم الآن التفكير مرات عديدة قبل قيامهم بالقتل".
منذ عدة سنوات، كانت الناشطة التي هي عضو في حزب الإصلاح الإسلامي، الذي يعد أحد القوى الرئيسية للمعارضة، تندد بالظلم الذي يضرب بلدها. وقبل فترة طويلة من ولادة الحركة الثورية في اليمن في فبراير، دعت إلى تغييرات سياسية واجتماعية عميقة، فقد جعلها مواقفها خصما علنا للرئيس علي عبد الله صالح.
حيث أن الدور المركزي الذي تلعبه في هذه الاضطرابات على مستوى الدولة جعل منها هدفا معلنا. كانت توكل كرمان تتعرض للإهانة بانتظام من قبل وسائل الإعلام الرسمية وكانت أيضا هدفا للتهديدات، لكنها مقتنعة بأن القوى التابعة للسلطة لن يتأخروا طويلا في "الانضمام إلى الثورة، لأنهم يعرفون أن معركتنا صادقة". لقد ظلت المرأة الشابة حازمة في مواجهة المتاعب، مقتنعة باستحالة العودة وأن النصر وشيك.
لكن نشاطها الذي لا حدود له لم يجذب لها سوى التعاطف في مخيم التغيير ذاته. فقد القى باللوم عليها من قبل الكثير من المناصرين للمظاهرات في جميع أنحاء البلاد، وكذا المناصرون للحوار مع النظام، لأنها تقوم بإرسال المتظاهرين بطريقة عشوائية يتعرضون لأخطار القمع الحقيقية. بينما امتدحها آخرون على شجاعتها، فقد اعتبروا مسيراتها شخصية للغاية، تحمل طموحات لا تتوافق مع العمل الجماعي. لكن في نهاية المطاف في ساحة التغيير، هذه الجمعة، كان الإجماع فيها هو السائد.
خلال مقابلة مع صحيفة لوموند في أبريل، أصرت توكل على مكانة المرأة في هذا التحرك. تقول "في بداية التعبئة، كنا ثلاث أو أربع نساء، والآن نحن الآلاف. بدون المرأة لن يكون للثورة معنى، فقد أصبحت شريكة حقيقية لتحرير هذا البلد من الظلم. لقد كرس النظام كل جهده لجعل صورة المرأة مجمدة في التقاليد، ونحن سنفشل كل هذا ".
توكل "أيقونة التعبئة النسوية في اليمن"، كما يطلق عليها الثوار بكل الاحترام، البلد الذي يعتبر محافظا وتقليديا، فقد عملت على دمج المجلس الوطني للثورة في أغسطس.
تظل الناشطة متحركة بشكل كلي من خلال نجاح ثورة سلمية تريدها أساسًا مدنية واجتماعية. تقول :في العالم العربي حافظوا اليوم على أحلامكم واستمروا في نضالكم من أجل الكرامة!"؛ اما عند الغرب ، "فهذه الثورة تظهر لكم حقيقة المسلمين والشعوب". إنها تفكر في دستور جديد يعد بمستوى عالٍ جدا من المساواة وحقوق الإنسان.
توكل كرمان متحفظة عن الخوض في تفاصيل الإصلاح الديني الذي ستنادي به رغباتها، ولكن سيكون لها رأي بعد سقوط النظام.
تحول إعلان جائزة نوبل للسلام في ساحة التغيير من يوم جمعة ضد النظام إلى يوم استثنائي يحتفل بالجائزة.
لقراءة المادة في صحيفة لو موند الفرنسية اضغط (هنـــــــــــا)