اصداء
الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان لاتستطيع العودة إلى ديارها
هاليفاكس (كندا) - فرانسيس كامبل: قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إنها وبسبب نضالها السلمي من أجل سلامة المرأة وحقوق المرأة في اليمن: "تدفع الثمن".
وقالت كرمان اليوم الجمعة "إننا الان في المنفى"، كما انها وزوجها محمد توقفا عن اجراء مقابلة خلال افتتاح منتدى هاليفاكس الدولي."نموت، تحدث لنا إصابات. نحن الناس الذين يضحون ويكافحون من أجل الحرية. إذا لم نختر هذه الطريقة، إذا توقفنا عن كفاحنا فإن، أطفالنا، الجيل القادم سيعاني مثلنا من الظلم، من الدكتاتوريين، من الفقر، من الجهل، من المرض (...) سوف نصل. وسيصل الشعب اليمني".
هذا هو ما يعلمنا إياه التاريخ. هذا ما فعلته أوربا، أميركا. كيف يمكن أن تصل إلى لحظة الحرية والديمقراطية دون تضحيات الجيل الأكبر سنا، آبائك، أمهاتك، أجدادك. هذه هي معركة الحرية".
لقد بدأ الكفاح من أجل الحرية في اليمن كجزء من ثورات الربيع العربي قبل سبع سنوات. اندلعت احتجاجات في الشوارع ضد الفقر والبطالة والفساد، وإفشال مخطط الرئيس علي عبد الله صالح لتعديل الدستور وتمديد رئاسته لجعله رئيسا مدى الحياة. وكان صالح قد اضطر في نهاية المطاف إلى الاستقالة، وانتخب عبد ربه منصور هادي رئيسا للجمهورية بشكل رسمي في فبراير/شباط 2012. لكن انقلاب عام 2014 الذي قام به صالح والحوثيون انقلب على كل شيء. وكانت نتيجة ذلك حرب أهلية تدور منذ عام 2014، حيث أصبح صالح يسيطر على العديد من المدن الرئيسية، ويتحكم التحالف العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية في 80% من الدولة التي تقع في جنوب غرب آسيا وتضم 28 مليون نسمة. وبحلول الانقلاب، كان قد أطلق بالفعل على توكل كرمان الصحفية صاحبة الصوت القوي التي تدافع عن الحرية وحقوق الإنسان "صوت اليمن".
صوت اليمن
في عام 2005، أسست منظمة "صحفيات بلا سلاسل"، التي رصدت انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن، ووثقت أكثر من 50 حالة من الهجمات والعقوبات غير العادلة ضد الصحفيين والكتاب. في عام 2007، بدأت كرمان بتنظيم الاحتجاجات في العاصمة اليمنية صنعاء، ضد القمع والدعوة إلى إجراء تحقيقات حول الفساد وغيرها من أشكال الظلم الاجتماعي والقانوني.
أنشطة توكل كرمان لم ترق لنظام صالح. وقالت ان "اول شيء قاموا به هو احتلال بيتي". "كانوا يبحثون عني. وقد أصدروا الأوامر للمطارات بعدم السماح لي بمغادرة اليمن. كانوا يعتقدون أنني داخل اليمن".
لكن كرمان كانت تدافع عن رسالتها الحقوقية في اليابان وكوريا الجنوبية أثناء الانقلاب.
تقول كرمان "أدليت ببيان بأنني كنت خارج اليمن ولن يتمكنوا من وضعي تحت الإقامة الجبرية. أنا في الخارج وسوف أكون صوت اليمن. وبعد ذلك، قاموا بإصدار أمر قضائي بمحاكمتي عندما أعود".
ولا تستطيع كرمان العودة إلى الأراضي التي تخضع لسيطرة الانقلابيين أو العودة إلى المناطق التي تسيطر عليها السعودية، فيمكن إجبارها على المغادرة مرة أخرى.
وقالت كرمان التي تقسم وقتها بين الدوحة واسطنبول "صعب جدا اني لا استطيع العودة الى دياري". واضافت "لكن هذه الصعوبة ليست فقط بالنسبة لي، بل بالنسبة للشعب اليمني".
وقالت كرمان تسببت الحرب للشعب اليمني بحالة من العوز وأزمة إنسانية كبيرة جدا. ويعاني الناس الآن من المجاعة، والأمراض، والكوليرا، ومن نقص المياه. إنها أزمة إنسانية كبيرة والآن التحالف السعودي يحاصر اليمن من الجو، ومن البحر، ومن الأرض. واذا استمر هذا الحصار فان ملايين اليمنيين سيموتون ".
معاناة مزدوجة
وقالت كرمان إن الأزمة تسببت بصعوبات أكثر للمرأة. "الناس يعانون ولكن النساء تعاني أضعاف. والنساء والأطفال هم الأكثر ضعفاً. النساء في اليمن - في حين قدن الثورة السلمية ضد الديكتاتورية، وفي حين كن يحلمن بالحرية والديمقراطية والكرامة وسيادة القانون، الآن هن يترجعن المعاناة جراء هذه الحرب القبيحة".
واضافت "الوضع سيء جدا من كل الجوانب؛ حقوق الانسان، الجانب الاقتصادى والجانب الامنى".
وتوكل كرمان المعروفة أيضاً باسم أم الثورة، هي أيضا أم لبنتين، تتراوح أعمارهما بين 19 و 14 عاما، وإبنها البالغ من العمر 13 عاما.
تقول كرمان "أنا أعتني بهم كل يوم، حتى عندما لا أكون معهم. نتحدث عبر سكايب، الفيس بوك. أنا أتابع دراستهم ومشاكلهم. أنا فخورة جدا بهم وهم فخورون بي. أعتقد أنني أمي جيدة وهم أطفال جيدون. ونحن نعمل مع بعضنا البعض، ونحن نحلم نفس الحلم ونساعد بعضنا البعض".
كان الشعب اليمني فخورا بكرمان عندما فازت بجائزة نوبل.
تقول كرمان "لم يكن من أولوياتي العمل من أجل الحصول على جائزة نوبل أو كنت أحلم بجائزة نوبل. كنت مشغولة تماما مع الناس. كنت في خيمتي في ساحة التغيير وفجأة سمعت الناس يرقصون ويطلبون مني أن أغني لأني فزت بجائزة نوبل للسلام. كانت مفاجأة كبيرة وكان انتصارا كبيرا بالنسبة لي وللنساء وللشعب اليمني وللثورة السلمية في اليمن. لقد كانت لحظة هامة جدا في حياتي وأيضا في طريق الثورة السلمية".
في هاليفاكس وحول العالم، كرمان تشجع على التغيير السلمي في بلدها الأم. وهي تأمل في الإفراج عن المئات من السجناء السياسيين، وإجراء استفتاء حول دستور تم إعداده قبل الانقلاب، وإجراء انتخابات ديمقراطية.
واضافت كرمان "سيحدث ذلك اذا كان هناك قرار حقيقي بتحقيقه اذا كان هناك قرار حقيقي بخلق السلام في اليمن من المجتمع الدولي". إنني أدعو المجتمع الدولي (الأمم المتحدة والبلدان الغربية) إلى الدفع من أجل هذا الحل.
وقالت كرمان "سوف يحدث. ليس غدا، ولكن لن يطول الأمر لعقود".
لقراءة المادة في مجلة ذي كرونيكل هيرالد اضغط (هنــــــــا)