اصداء
ليما- صحيفة الهيرالدو المكسيكية (HERALDO DE MEXICO)- كتب: بواسطة سيلفيو سيرنا سالازار- بعد ظهر يوم 21 سبتمبر 2014، نفذت ميليشيا انقلاب بدعم الدكتاتور علي عبدالله صالح في مدينة صنعاء في اليمن،
وبعد تنفيذ ذلك، ذهبت الميليشيا إلى منزل توكل كرمان. في ذلك الوقت، كان الهدف هو احتجازها وإيداعها السجن لأنها كانت بمثابة "أيقونة الثورة ضد الطغيان". ومع ذلك، توكل كرمان لم تكن في البلاد. لم تكن قد هربت بعد، لكنها لم تستطع العودة أبدا "كان اسمها مدرجا في القائمة السوداء وكان رأسها له ثمن".
توكل كرمان، حائزة على جائزة نوبل للسلام 2011، جاءت إلى بيرو بدعوة من جامعة كاسار فاليخو للاحتفال بالذكرى الـ26 لتأسيسها.
ما هي آخر الذكريات للشخص الذي لم يستطع العودة إلى بلده؟ سألت كرمان. "قال لي والدي عبارة، يبدو لي أنها جزء من قصيدة، اعتبرها مميزة كثيرا: "على الشخص أن يكون لديه المبادرة دائما، لتقديم الخدمة، وتحمل المسؤولية، لا تتوقع من أي شخص أن يقوم بحل شيء خاص بك. وتقول كرمان، التي هبطت للتو في ليما بعد حوالي 20 ساعة من التحليق على الطائرة أنا أعيش في "الـلا مكان".
من الخارج كانت توكل كرمان تلقي محاضرات عندما نفذت القوات الاستبدادية التابعة لصالح انقلابها واقتحمت منزلها، كانت كرمان مصممة على ألا يحدث ذلك تقع مرة أخرى.
تقول كرمان، وعلى وجهها تولد طاقة كبيرة: "لقد أوضحت أنهم لن يكون قادرين على إسكاتي أو إخفاء جرائمهم أو محاولة نسيان انقلابهم، كنا نشكل عدد قليل من الفاعلين".
عين الحقيقة
الثورة التي قادتها توكل كرمان أسقطت الدكتاتور علي عبدالله صالح. عندما كان عمرها يزيد قليلا عن 25 نشرت سلسلة من التقارير في وسائل الإعلام المحلية؛ مثل الثورة ويمن تايمز أو الدولية مثل الجارديان ونيويورك تايمز وفيها سلطت الضوء على شبكة الفساد المتشابكة التي تم تأسيسها خلال أكثر من ثلاثة عقود من الدكتاتورية.
وعندما يحين الوقت للتحدث عن مخاطر كونها صحفية، تتغير كرمان بصفتها شخص يستطيع الدخول في مبارزة، وخلال المقابلة ظلت تحدق في المترجمة (نورا باديلي)، وزادت إيماءاتها وحركة يديها الثابتة.
"أنا أعلم أن القضية حساسة في المكسيك، ولكن يجب علينا أن نأخذ مهنتنا كبعثة، كحل وسط معرفة المخاطر التي تنطوي عليها. الصحفيون لن يستسلموا لأنهم صوت الشعب"، كما تقول كرمان.
وأضافت كرمان ان "اختفاء الصحافيين هو قضية تزعجنا جميعا ويعد إرهاباً: هم عين الحقيقة، انهم صوت الذين لا صوت لهم".
ووفقا للمؤشر العالمي للإفلات من العقاب الذي أصدرته لجنة حماية الصحفيين، فإن المكسيك من بين البلدان العشرة التي تضم أكبر عدد من الجرائم ضد الصحفيين والتي لا يعاقب عليها المرتكبون. خطورة هذا، وأنا أعلق على جائزة نوبل للسلام، هو أن المكسيك لا تعاني من حرب مثل الحرب في سوريا والعراق، ومعدلات وفاة الصحفيين أقل.
وقالت كرمان "لقد كانت حرية التعبير هدف دائم، ليس فقط لأنظمة فاسدة، بل أيضا للمافيا والديكتاتوريات". "ما أعنيه هو أنه لا يمكن لأحد أن يقتل الصحافة؛ لأن كل يوم يختفي صحفي أو يموت، سوف يولد آلاف الآلاف من الصحفيين الجدد (أقوى أكثر سخطاً) وسوف يبقى صوت السكان ولن يتوقف ذلك الصوت".
إهانة سابوتيا
توكل كرمان ليست في حداد، لكنها ترتدي الأسود والحجاب المزهر الذي يسلط الضوء على بشرة ناعمة. ينظر إليها كما لو كانت غريبة وغير محتملة، والحياة هي عن عبارة اكتشاف أشكال جديدة في كل وقت. بالنسبة لتشي غيفارا اليمنية، كما تعرف في جميع أنحاء العالم، الفساد ليس قضية أقل أهمية، مع الأخذ في الاعتبار تأثير هذه الجرائم على الشعوب، وتصفها كرمان بأنها "جرائم ضد الإنسانية".
"في المكسيك يعانون من فساد كبير حيث تتشارك الحكومات والمنظمات الأمنية والقطاع الخاص، ومن المهم أن يكون هناك محكمة دولية مختصة حيث يمكن الحكم على حالات؛ وتوجيه الأصول، وإساءة استخدام السلطة، وحيث أن اختيار الحكام هو لتصحيح كل شيء سرق من الناس"، تقول العنيدة كرمان "كثير من الناس يعيشون تحت خط الفقر، الفساد يسرق الطعام من الناس، بل هو جريمة ضد الإنسانية".
في عام 2005، أسست توكل كرمان المنظمة النسائية غير الحكومية صحفيات بلا قيود، للحفاظ على حقوق المرأة وحرية التعبير. الآن.
في محادثة أمام جمهور أكثر من 3 آلاف شخص في الجامعة المضيفة، تجبيب توكل كرمان على سؤال من طالب مدعو من مدرسة عامة، "يجب ألا يصمت صوت الاحتجاج، صدقوني، شيء سيحدث، وراء كل ثورة عظيمة هناك نساء شجاعات". كرمان تأمل أن تبقى دائما في الصف الأمامي وليس في الخلف، وتملك زمام المبادرة. تندد كرمان وتقول "نفعل ذلك لأن الإفلات من العقاب هو ما يخرب المجتمع، هذا ما أقوله دائماً!"