المقالات
مر لا أدري ولاتدرون كم من الوقت على توقيع اتفاق الرياض 2 ،وهي الآلية المزمنة لتنفيذ إتفاق الرياض 1 ، والذي كان أساساً مزمنا ومفصلا!!
لم نتعب أنفسنا في الحسبة، لأني ولأنكم لاتثقون في السعودية، ولدينا تجارب مريرة حول الاتفاقات التي توقع في السعودية وتشرف عليها السعودية،
تقول تجاربنا المريرة : هناك اتفاقات موقعة في الرياض لاتنفذ، وهناك اجندة غير معلنة للرياض تجد طريقها للتنفيذ، بند بند وكلمة كلمة وحرف حرف.
أقول : مر لاندري كم من الوقت دون أن ينفذ أي بند من اتفاقي الرياض ، في كلا الاتفاقين كان البند الأول متعلق باتخاذ اجراءات للترتيبات الأمنية والعسكرية، وتم النص على اخلاء عدن وغيرها من المحافظات التي شهدت تمردا على الشرعية من المعسكرات وسحب اسلحتها
قال اتفاق الرياض 2 ان يتم ذلك خلال شهر، وقال اتفاق الرياض 1 ان يتم ذلك خلال شهرين، وقال الاتفاقان ان يتم الانتهاء من تشكيل الحكومة فورا عقب تنفيذ هذه الترتيبات الأمنية، تعهدت السعودية برعاية التنفيذ
ولم تنفذ شيئا، اللهم الا تكليف سكرتير سفيرها بتشكيل الحكومة،
السعودية لم تنفذ شيئا
لا، السعودية نفذات اشياء كثيرة، نفذت الأجندة التي لاتطلعنا عليها ونراها فقط حين وبعد التنفيذ،
السعودية دائما تنفذ ، تنفذ اجندة وأشياء غير معلنة،
اجندة السعودية غير المعلنة والتي غدت معروفة اكثر من الاتفاقات المعلنة التي توقع في الرياض وتتعهد برعايتها وضمانة تنفيذها
.. تدمير اليمن وتفتيتها .. القضاء على اليمن شعب وجغرافيا، هذه هي العقيدة التي قامت عليها السعودية والاستراتيجية التي التزمت وبشكل صارم في تنفيذها والسهر عليها منذ نشأتها.
نشعر جميعا أن كل كارثة وراؤها السعودية، بتخطيط وادارة واشراف، ندرك ذلك جميعا، لكننا نختلق الأسباب والمبررات لنبرر لانفسنا مداراتها والصمت عليها والعمالة لها والتعاون معها، نختلق الكثير لنغالط أنفسنا.
إن لم يتم توصيفها والنظر إليها كخصم وجودي لبلادنا والتصرف معها قولا وفعلا على هذا النحو فنحن نخون أنفسنا ووطننا وأمتنا وكل الإنسانية.
إليكم هذه الحقيقة أيضا، التي لا تحتاج ان أقدم عليها برهانا او دليل، فلديكم اكثر مني من الأدلة والبراهين : اتخذت السعودية أخيرا لتحقيق كل هذا التدمير بالبلاد وسائل وادوات فاعلة للغاية.. الشرعية ومكوناتها، الإمارات وميليشياتها، علي صالح والحوثيين، مكونات ميليشاوية وغير ميليشاوية كونتها في البلاد،
كل هؤلاء كانوا كانوا اداة ووسيلة، ضبطت ايقاعها السعودية وسخرتها بطرق مختلفة وعناوين مغايرة شكليا متفقة جوهريا ، وقد أدى ويؤدي كلٌ دوره الذي رسمته السعودية بإتقان، لكل هدفه الخاص الذي يتوهم تحقيقه، لكن ما يحققه عمليا وبالنتيجة هو هدف السعودية الاستراتيجي الكبير في تقويض اليمن وتدمير شعبها